التعريف بمؤلف هذا التَّفسير :
هو أبو محمَّد، الحسين بن مسعود بن محمد المعروف بالفراء البغوي، الفقيه، الشافعي، المحدِّث، المفسِّر، الملقب بمحيي السنَّة وركن الدِّين.
تفقَّه على القاضي حسين من علماء الشَّافعية، وسمع الحديث منه، وكان تقيا ورعاً، زاهداً، قانعاً، توفي رحمه الله في شوال سنة 510 هـ .
مبلغه من العلم :
كان البغوي إماماً في التفسير، والحديث، والفقه، وقد أثنى عليه مجموعة من العلماء؛ كالإمام تاج الدين السبكي وغيره، وقد صنَّف في الحديث والفقه إضافة إلى التفسير.
التعريف بكتاب معالم التنزيل، وثناء العلماء عليه :
هو كتاب متوسط، نقل فيه عن مفسّري الصَّحابة والتَّابعين ومن بعدهم، وخلا من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، مبيّناً بعضَ الأحكام الشرعية، بعبارات موجزة سهلة .
ثناء العلماء على كتابه :
1- وصفه الإمام الخازن في مقدمة تفسيره بأنَّه: (من أجلّ المصنّفات في علم التفسير وأعلاها، وأنبلها وأسناها، جامع للصَّحيح من الأقاويل، عارٍ عن الشبه والتَّصحيف والتَّبديل، محلَّى بالأحاديث النبوية، مطرَّز بالأحكام الشَّرعية، موشى بالقصص الغريبة، وأخبار الماضيين العجيبة، مرصَّع بأحسن الإشارات، مخرّج بأوضح العبارات، مفرّغ في قالب الجمال بأفصح مقال).
2- قال ابن تيمية في مقدمته في أصول التفسير: (والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي، لكنَّه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة).
طريقة البغوي في تفسيره:
1- يتعرَّض لتفسير الآية بلفظ سهل موجز.
2- ينقل ما جاء عن السَّلف في تفسيرها، وذلك بدون أن يذكر السند، والسّر في هذا هو أنه ذكر في مقدمة تفسيره إسناده إلى كل من يروى عنه، ثم إنَّه إذا روى عمَّن ذكر أسانيده إليهم بإسناد آخر غير الذي ذكره في مقدمة تفسيره، فإنه يذكره عند الرِّواية، كما يذكر إسناده إذا روى عن غير من ذكر أسانيده إليهم من الصَّحابة والتَّابعين.
3- كما أنَّه - بحكم كونه من الحفاظ المتقنين للحديث - كان يتحرَّى الصحة فيما يسنده إلى الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ويعرض عن المناكير، وما لا تعلق له بالتفسير.
4- كان يتعرَّض للقراءات، ولكن بدون إسراف منه في ذلك.
5- كان يتحاشى ما ولع به كثير من المفسرين من مباحث الإعراب، ونكت البلاغة، والاستطراد إلى علوم أخرى لا صلة لها بعلم التفسير، وإن كان في بعض الأحيان يتطرّق إلى الصناعة النَّحوية للكشف عن المعنى، ولكنّه مقل لا يكثر.
6- يذكر أحياناً بعض الإسرائيليات ولا يعقّب عليها.
7- يورد بعض الإشكالات، ثُمَّ يجيب عنها، كما ينقل الخلاف عن السَّلف في التفسير ويذكر الرِّوايات عنهم في ذلك، ولا يرجِّح رواية على رواية.
مراجع للاستزادة :
من كتاب التفسير والمفسرون – محمد الذهبي / بتصرف