جامع البيان في تفسير آي القرآن

الرئيسية » بصائر قرآنية » جامع البيان في تفسير آي القرآن
alt

التعريف بمؤلف هذا التفسير:
هو أبو جعفر، محمَّد بن جرير بن يزيد بن كثير ابن غالب الطَّبري، الإمام الجليل، المجتهد المطلق، صاحب التَّصانيف المشهورة، وُلِدَ في طبرستان سنة 224 هـ، ورحل من بلده في طلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وطوَّف في مصر والشَّام والعراق، ثم ألقى عصاه واستقر ببغداد، وبقى بها إلى أن مات رحمه الله تعالى سنة 310 هـ .

مبلغه من العلم والعدالة:
كان ابن جرير أحد الأئمة الأعلام، يُحكم بقوله، ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظاَ لكتاب الله، بصيراً بالقرآن، عارفاً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسُّنن وطرقها، وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصَّحابة والتَّابعين ومَنْ بعدهم مِنَ المخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفاً بأيام الناس وأخبارهم،  وقد صَنَّف في علوم كثيرة وأبدع التأليف وأجاد فيما صنَّف، فمن مصنفاته: كتاب التفسير الذي نحن بصدده، وكتاب التَّاريخ المعروف بـ ((تاريخ الأمم والملوك))، وهو من أُمهات المراجع، وكتاب القراءات، والعدد والتنزيل، وكتاب اختلاف العلماء، وتاريخ الرجال من الصَّحابة والتابعين، وكتاب أحكام شرائع الإسلام، ألَّفه على ما أدَّاه إليه اجتهاده، وكتاب التبصر في أصول الدِّين... وغير هذا كثير من تصانيفه التي تدلُّ على سعة علمه وغزارة فضله.
ولكن هذه الكتب قد اختفى معظمها من زمن بعيد، ولم يحظ منها بالبقاء إلى يومنا هذا وبالشهرة الواسعة، سوى كتاب التفسير، وكتاب التاريخ.
وقد اعتُبِر الطبري أباً للتفسير، كما اعتُبِر أباً للتاريخ الإسلامي، وذلك بالنَّظر لما في هذين الكتابين من الناحية العلمية العالية.

التعريف بكتاب جامع البيان :
يعدُّ تفسير ابن جرير الطبري  من أقوم التفاسير وأشهرها، كما يعدُّ المرجع الأوَّل عند المفسِّرين الذين عنوا بالتَّفسير النَّقلي، وإن كان في الوقت نفسه يُعدُّ مرجعاً غير قليل الأهمية من مراجع التفسير العقلي، نظراً لما فيه من الاستنباط، وتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، ترجيحاً يعتمد على النظر العقلي، والبحث الحر الدقيق.

ثناء العلماء على كتابه :
1-    قال السُّيوطي: (وكتابه - يعنى تفسير محمد بن جرير - أجَّل التفاسير وأعظمها، فإنَّه يتعرَّض لتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، والإعراب، والاستنباط، فهو يفوق بذلك على تفاسير الأقدمين).
2-    وقال النَّووي: (أجمعت الأُمة على أنَّه لم يُصنَّف مثل تفسير الطَّبري).
3-    وقال أبو حامد الإسفراييني: (لو سافر رجل إلى الصِّين حتى يحصل على كتاب تفسير محمَّد بن جرير لم يكن ذلك كثيراً).
4-     وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأمَّا التفاسير التي في أيدي الناس، فأصحها تفسير ابن جرير الطبري، فإنَّه يذكر مقالات السَّلَف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين، كمقاتل بن بكير والكلبي).

طريقة ابن جرير في تفسيره:
يمكن أن نلخص طريقة ابن جرير الطبري في تفسير القرآن بما يلي :
1-    كان إذا أراد أن يفسِّر الآية من القرآن يقول: (القول في تأويل قوله تعالى كذا وكذ)، ثُمَّ يفسِّر الآية ويستشهد على ما قاله بما يرويه بسنده إلى الصَّحابة أو التَّابعين من التفسير المأثور عنهم في هذه الآية، وإذا كان في الآية قولان أو أكثر، فإنَّه يعرض لكل ما قيل فيها، ويستشهد على كل قول بما يرويه في ذلك عن الصَّحابة أو التابعين.
2-    كان لا يتعقب الأسانيد التي يرويها في الغالب، إلاَّ أنَّه في بعض المواطن كان يرد بعض الرِّوايات التي لا يثق بصحتها.
3-    اعتنائه بذكر القراءات وإنزالها على المعاني المختلفة.
4-    تقَدّيِر إجماع الأُمَّة، وإعطائه سلطاناً كبيراً في اختيار ما يذهب إليه من التفسير.
5-    كان يأتي في تفسيره بأخبار مأخوذة من القصص الإسرائيلي، يرويها بإسناده إلى كعب الأحبار، ووهب بن منبِّه، وابن جريج، والسّدي، وغيرهم.
6-    عدم اهتمامه بالأمور التي لا تغني ولا تفيد؛ مثل نوع الطعام الذي كان في المائدة المنزلة من السَّماء على بني إسرائيل وغير ذلك.
7-    اعتباره للاستعمالات اللغوية إلى جانب النقول المأثورة وجعلها مرجعاً موثوقاً بها عند تفسيره للعبارات المشكوك فيها، وترجيح بعض الأقوال على بعض.
8-    الرُّجوع إلى شواهد الشعر القديم بشكل واسع.
9-    كان يورد بعض الآثار الفقهية، بحيث يعالج أقوال بعض العلماء ومذاهبهم، ويخلص من ذلك لرأي يختاره لنفسه ويرجِّحه بالأدلة العلمية القيمة.
10-    تعرّضه لبعض النواحي الكلامية عند كثير من الآيات، وكان موافقاً لأهل السنة في آرائهم.


مراجع للاستزادة :
من كتاب التفسير والمفسرون – محمد الذهبي / بتصرف

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}

ها هو شهر رمضان الفضيل قد انقضت أيامه ورحلت عنّا لياليه المباركات التي كانت مليئة …