مفهومه
لغة : الستر.
وأمَّا اصطلاحاً : فهو النُّطق بالنُّون السَّاكنة أو التنوين بحالةٍ بين الإظهار والإدغام عارية عن التشديد، مع بقاء الغنَّة بمقدار حركتين .
حروفه
وحروف الإخفاء هي الحروف الباقية بعد حروف الإظهار الستة، وحروف الإدغام الستة وحرف القلب الواحد، وهي خمسة عشر حرفاً، جمعها صاحب تحفة الأطفال في أوائل كلمات هذا البيت:
صِف ذا ثَنا كَمْ جَاد شَخْصٌ قَد سمَا دُم طيِّبا زِد في تقىً ضَعْ ظَالِمَا
وهذه الحروف هي : الصَّاد والذَّال والثَّاء والكاف والجيم والشِّين والقاف والسِّين والدَّال والطَّاء والزَّاي والفاء والتَّاء والضَّاد والظَّاء ، ويلاحظ عدم ذكر الألف معها ، لعدم إمكان وقوعها بعد النون الساكنة .
وإليك أمثلة عليها من كلمة ومن كلمتين ومع التنوين :
الحرف في كلمة في كلمتين مع التنوين
ص مَنصُوراً مِن صِيَام بِرِيحٍ صَرصَرٍ
د وَلِتُنذِرَ مِن ذِكرِ وَطَعَاماً ذَا
ث مَّنثُوراً مِن ثَمَرَةٍ أَزوَاجاً ثَلَثَةً
ك أَنكَالاً أَن كَانَ وَرِزقٌ كَرِيمٌ
ج نُنجِ مِن جِبَالٍ قَوماً جبَّارِينَ
ش مَنشُوراً فمن شاء شيءٍ شهيد
ق يَنقَلِبْ من قبل شيءٍ قدير
س نَنسَخْ من سلالة ورجالٍ سلماً
د أَندَاداً ومن دخله قنوانٍ دانية
ط انطلقوا من طين صعيداً طيباً
ز منزلين من زوال وطراً زوجناكها
ف ينفقون وإن فاتكم سفرٍ فعدةُ
ت كنتم إن تتوبا جناتٍ تجري
ض منضود من ضر مسفرةٍ ضاحكة
ظ وانظر من ظلم ظلاً ظليلاً
يسمَّى إخفاء النون السَّاكنة والتنوين : إخفاء حقيقياً ، لتمييزه عن الإخفاء الشفوي، ولأنَّ الإخفاء متحقِّق أكثر من الشفوي.
وعلَّة الإخفاء
أنَّ النُّون الساكنة والتنوين لم يبعدا عن حروف الإخفاء مثل حروف الإظهار، ولم يقربا منها مثل حروف الإدغام، فلَّما انعدم البعد المسوِّغ للإظهار وانعدام القرب المسوغ للإدغام أعطيا حكماً وسطاً بين الإدغام والإظهار، وهو الإخفاء.
علامة الإخفاء في ضبط المصحف
عدم وضع السُّكون على النون الساكنة وعدم تشديد ما بعدها، وهي أيضاً علامة الإدغام الناقص بغنة، إلاَّ أنَّها تزيد عليه حصولها وسط الكلمة الواحدة، إذ لا إدغام فيها؛ مثل: {إن كنتم } ، وأمَّا ضبط التنوين حال الإخفاء، فيكون بتتابع التنوين وعدم تشديد ما بعده، وهي كذلك علامة الإدغام الناقص مثل: {بريحٍ صرصر} ، {ظلاً ظليلاً} ، {مسفرةٌ ضاحكة}.
كيفية النُّطق بالإخفاء
تكون بإذهاب ذات النُّون الساكنة أو التنوين وإبقاء صفة الغنة لها، مع وجود التجافي بين طرف اللِّسان مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، بأن يجعل القارئ لسانه بعيداً عن مخرج النون قليلاً، ويحترز عند الإخفاء من إشباع الحركة قبل النون بحيث يتولَّد منها مد دون قصد مثل : {كنتم}.
ويخطئ البعض دون قصد فيقرؤها : (كونتم)، و(منكم) يخطىء البعض دون قصد فيقرؤها (مينكم).
مراتب الإخفاء :
للإخفاء مراتب متفاوتة في القوَّة، بحسب قرب حروف الإخفاء من النون الساكنة والتنوين وبعدها عنها، فكلَّما قربت النُّون الساكنة أو التنوين من حروف الإخفاء كان إخفاؤهما أقوى من غيره.
وهو على ثلاثة مراتب
الأولى وهي أقواها : عند الطَّاء والدَّال والتَّاء .
والثَّانية وهي أوسطها : عند عشرة حروف هي : الصَّاد والذَّال والثَّاء والجيم والشِّين والسِّين والزاي والفاء والضَّاد والظاء.
والثالثة وهي أدناها : بحيث يكونان قريبين من الإظهار، وذلك عند القاف والكاف.
مراجع للاستزادة :
1- حرز الأماني – الشاطبي
2- متن الجزرية – ابن الجزري
3- غاية المريد في علم التجويد – عطية نصر
4- المنير في أحكام التجويد – مجموعة من العلماء