الحديث القدسي .. تعريف و ضوابط

الرئيسية » بصائر نبوية » الحديث القدسي .. تعريف و ضوابط
alt

تعريفه : هو حديث أضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى وذلك بأن يقول الراوي :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل ؛

أو يقول الراوي : قال الله تعالى فيما يرويه عن ربه عز وجل ,

أو يقول الراوي : قال الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمعنى في الصيغتين واحد .

مثال : عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

قال الله تعالى : (( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي ، وأنا أجزى به )) .

الفرق بين الحديث النبوي والحديث القدسي :
ـ أجمع العلماء على أن لفظ القرآن ومعناه من عند الله تعالى .
ـ لا خلاف بين العلماء على أن معنى الحديث النبوي من عند الله تعالى، وأنَّ لفظه من عند النبي صلى الله عليه وسلم .
ـ ولا خلاف بين العلماء في أن معنى الحديث القدسي من عند الله .

ـ اختلف العلماء في لفظ الحديث القدسي هل هو من عند الله أم من عند رسول الله عليه الصلاة والسلام ؛ على قولين  :

المذهب الأول : أن لفظ الحديث القدسي من عند الله، والدليل :
1 ـ أن هذه الأحاديث أضيفت إلى الله تعالى فقيل فيها قدسية وإلهية وربانية ؛ فلو كان لفظها من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان لها فضل اختصاصها بالإضافة إلى الله تعالى دون سائر أحاديثه  صلى الله عليه وسلم .
2 ـ أنها اشتملت على ضمائر المتكلم الخاصة بالله تعالى ؛ كقوله : (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي) ، وكقوله : (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكوكب) فإنَّ هذه الضمائر لا تليق إلاَّ بالله تعالى .
3 ـ أنَّ هذه الأحاديث تروى عن الله تعالى متجاوزاً بها النبى صلى الله عليه وسلم ، فتارة يقول الراوي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ؛ وتارة يقول الراوي قال الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلو كان اللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم لانتهى بالرواية إليه كما هو الشأن في الأحاديث النبوية .

المذهب الثاني : ذهب بعض العلماء إلى أن الأحاديث القدسية من قوله صلى الله عليه وسلم كالأحاديث النبوية تماما ؛ وعلى ذلك فالحديث القدسي يتناول عظمة الله تعالى وسعة رحمته , أما الحديث النبوي فإنه يتعلق بمصالح العباد والبلاد فيذكر الحلال والحرام والحث على امتثال أوامر الله تعالى.

ـ الفرق بين الحديث القدسي والقرآن :
قد فرَّق العلماء الذين قالوا : إن لفظ الحديث القدسي من عند الله تعالى بين القرآن والحديث القدسي بعدة أمور منها  :
1 ـ أن القرآن معجز للإنسان والجن ؛ قال الله تعالى (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) . والقرآن محفوظ من التغيير والتبديل ؛ قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ؛ بخلاف الحديث القدسي فإنه لم يثبت التحري بشأنه ولا معارضته .
2 ـ أن القرآن قد تعبدنا الله بتلاوته بخلاف الحديث القدسي فلم يتعبدنا الله بتلاوته .
3 ـ إن القرآن ثبت جميعه بطريق التواتر فهو قطعي الثبوت بخلاف الحديث القدسي فإن الغالب منه ثبت بطريق الآحاد فهو ظني الثبوت .
4 ـ إن القرآن لا يضاف إلى الله تعالى بخلاف الحديث القدسي فإنه قد يضاف إلى الله تعالى وقد يضاف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيقال فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه .
5 ـ إن القرآن لا يجوز روايته بالمعنى ولا تبديل كلمة فيه بكلمة ؛ بخلاف الحديث القدسي فتجوز روايته بالمعنى عند جمهور المحدثين لمن له دراية باللغة العربية .
6 ـ لا تصح الصلاة إلا بتلاوة القرآن بخلاف الحديث القدسي فإنه لا تصح الصلاة به .
7 ـ يحرم على المحدث مس القرآن الكريم وتلاوته للجنب والحائض والنفساء وحمل مكتوبه بخلاف الحديث القدسي، فإنه لا يحرم على المحدث مسه ولا على الجنب والحائض والنفساء تلاوته .

-    حكم الحديث القدسي :
الحديث القدسي قد يكون باعتبار سنده صحيحاً أو حسناً أو ضعيفاً.

ـ  أهم الكتب التي صنفت في الأحاديث القدسية :
1 ـ  [الاتحافات السنية بالأحاديث القدسية ]  ؛ لعبد الرءوف المناوي جمع فيه مائتين واثنتين وسبعين حديثا قدسياً .

2 ـ  [الأحاديث القدسية ] ألفه لجنة من العلماء وطبعه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقد احتوى على أربعمائة حديث قدسي .

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

التحذير من علماء السُّوء !

عنوان هذا الموضوع هو اسم لكتاب ألفه الحافظ أبو الفتيان الدّهستاني، الرَّوَّاسيّ؛  عمر بن محمد …