وجوب اتباع السنن

الرئيسية » بصائر نبوية » وجوب اتباع السنن
art-img_da3a2910679a0b1253fc850

إنَّ قولنا : ( محمَّد رسول الله) التزام منَّا برسالة محمَّد بكل ما جاء به،

فتتبع كتاب الله وسنة رسوله، والسنَّة مع الكتاب سواء،

 

كما قال الإمام السيوطي :

الوحي وحيان: وحي أمرنا بكتابته وتعبدنا بتلاوته، وهو القرآن، ووحي لم نؤمر بكتابته، ولم نتعبد بتلاوته، وهو السنة،

وقرأ: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم:3-4].
وفي الآية الكريمة: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر:7] .

 

وعن عرباض بن سارية قال : صلَّى لنا رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم صلاة الفجر، ثم وعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، فقال: ((أوصيكم بتقوى الله والسَّمع والطَّاعة وإن كان عبداً حبشياً، فإنَّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الرَّاشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم والمحدثات فإن كل محدثة بدعة وقال أبو عاصم مرة وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)).
قال سهل بن عبد الله : ( {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ}  في اتِّباع السُّنَّة،  {يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً}  من عقوبة أهل البدع،ويرزقه الجنّة {مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} ) .

 

فاتِّباع السنَّة والاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه و سلم في مصادره وموارده وحركاته وسكناته حتى في هيئة أكله وقيامه وقعوده وكلامه هو مفتاح السعادة وأمارة محبة الله كما قال تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } .
قال الخطابي : (لا خير في العمل مع البدعة، لكن المراد أنَّه مع السنَّة ينفع القليل ومع البدعة لا نفع فيه ).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى ))، فظاهر الحديث أنَّ العموم مستمر، لأنَّ كلاًّ من الحاضرين حينئذٍ لا يرفض ولا يمتنع عن دخول الجنة، ولذلك قالوا : (ومن يأبى)، فبيَّن لهم أنَّ إسناد الامتناع إليهم عن دخول الجنَّة تعبيراً عن الامتناع عن سنته، وهو عصيان الرَّسول صلى الله عليه وسلم،  فمن رفض اتِّباع السنَّة فقد رفض دخول الجنَّة .

 

حال السلف مع اتِّباع السنن :
كان الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول : (إذا صح الحديث فهو مذهبي)، وكان يقول : (إذا رأيتم كلامي يخالف كلام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فاعملوا بكلام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم واضربوا بكلامي الحائط).
والإمام مالك كان يقول : (كل أحد مأخوذ من كلامه ومردود عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم).
وكان الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه يقول : (حرام على من لا يعرف دليلي أن يفتي بكلامي)، وكان إذا أفتى أحدا بفتوى يقول : (هذا رأي أبي حنيفة وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاء بأحسن منه فهو أولى بالصَّواب).
وأمَّا الإمام أحمد بن حنبل، فحاله معلوم في اتِّباع السنة؛ حتَّى أنه اختفى أيام المحنة ثلاثة أيام، ثم خرج فقيل له : إنهم الآن يطلبونك، فقال: (إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم لم يمكث في الغار حين اختفى من الكفَّار أكثر من ثلاث).

 

وبعد، فما أحوجنا في هذا الزَّمن إلى الالتزام بسنن الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وتذكير أنفسنا وإخواننا بها، فإنه لا يصلح آخر هذه الأمَّة إلاَّ بما صلح به أولها.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

التحذير من علماء السُّوء !

عنوان هذا الموضوع هو اسم لكتاب ألفه الحافظ أبو الفتيان الدّهستاني، الرَّوَّاسيّ؛  عمر بن محمد …