ولكنَّ الله ألف بينهم

الرئيسية » بصائر للأسرة والمرأة » ولكنَّ الله ألف بينهم
alt

يقول تعالى في كتابه الكريم : { لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم , ولكن الله ألف بينهم , إنه عزيز حكيم }.

 

ويقول أيضاً في الحديث القدسي :

( وجبت محبَّتي للمتحابين فيّ والمتجالسين فيّ، والمتباذلين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتحابون في جلالي، على منابر من نور،  يغبطهم عليها النبيُّون يوم القيامة )

سبحانه ربِّي ما أكرمه، إذ من علينا بأعظم رباط وأوثقه، رباط الحب فيه، رباط ٌ لو أنفقنا ما في الأرض جميعاً ما وصلنا إليه، ولم يكتف رب الرَّحمة بالخير الكبير لهذا الرِّباط في الدُّنيا، بل باركه حتَّى أكرمنا بمنابر من نور يغبطنا عليها النبيّون .

 

ولكن أخيتي، لمَ كل هذا القدر للحب في الله والمتحابين فيه ؟!

 

يقول الداعية عباس السيسي : ( الدعوة حب، والحب دعوة، ولا دعوة بغير حب ).
فالحب في الله هو روح هذه الدَّعوة التي من غيرها تصبح الدَّعوة جسد بلا روح، فليس لهذا الجسد أن يحيا ويؤدي دوره الذي ارتضاه الله له وهو بغير روح، وكلمَّا أشرقت هذه الرُّوح أكثر وسمت وتألقت كلّما تمكنت الدَّعوة من أداء دورها على أكمل وجه وأبهى صورة .

 

فيا أخية الدَّعوة، يا من جمعني بك أشرف وأطهر طريق، إن كان حبك لأخواتك في طريق الدعوة قد تكفل به ربّ الرَّحمة والمودة، فهو صنيعه وأجمل صنيع، فما عليك إلاَّ أن تحافظي عليه بهياً مشرقاً في أسمى صوره، وأن تحذري كلَّ الحذر أن يغيب عن قلبك أو يفتر.

 

ولكي تحافظي على قدر الحب الأخوي في قلبك وترتقين به أكثر، إليكِ أختي الحبيبة هذه الوسائل   :

 

•    الألفة ولين الجانب : فالمرء لا يسع الناس بماله، وإنَّما يسعهم ببسط الوجه وحسن الخلق، فبادري أخواتك بالابتسامة الجميلة والوجه الطلق والكلام الطيّب الليّن، وابتعدي عن القسوة والغلظة فإنها لا تأتي بخير. قال الله تعالى : { ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك } .

 

•    خفض الجناح والتواضع لأخواتك :  في الحديث الصحيح : (( إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا، حتَّى لا يفخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحد على أحد )). وليس أبغض لقلوب العباد من الكبر .

 

•    الاستماع لهن والإقبال عليهن عندما يتحدثون، ولا تفرضي عليهن رأيك، وإن أخطأن، صححي لهنَّ دون تسفيه أو تجريح .

 

•    عامليهن بمثل ما تحبي أن يعاملوك به، فكوني في خدمتهن، وعند حاجتهن نعم الأخت، فالحب يعني العطاء أولاً، ثم الحصاد، كوني الصدر الحنون لأخواتك، فاسمعي لهمومهن، وبادري بزرع التفاؤل والرِّضا في قلوبهن دوماً .

 

•    أحسني الظن بأخواتك والتمسي لهن الأعذار : فقد علّمنا الإسلام أن نلتمس حتَّى سبعين عذراً، فإن لم نجد لهن عذراً قلنا : لعلَّ لهن عذراً لا نعرفه .

 

•    تجبني غيبتهن، وليكن حاضراً في نفسك أخيتي أنَّ لكل إنسان مزايا وعيوباً، ومن منَّا بلا أخطاء ؟! فاحرصي أن تتجنبي غيبة أخواتك، وإن اخطأن أو قصَّرن، واتخذي النُّصح منهجاً طيّباً جميلاً لكِ .

 

وأهم هذه الوسائل وأعظمها أثراً هي الدُّعاء والتضرّع لله جلّ شأنه أن يديم علينا أخوتنا ويحفظها من كلِّ سوء، فسبحانه بيده قلوب العباد يقلِّبها كيف يشاء، وندعوه تبارك وتعالى أن تكون أخوتنا هذه خير معين لنا في طريق الدَّعوة الطويل، حتَّى نلتقي سوياً على منابر من نور، إنَّه سميعٌ مجيب .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مراجع للاستزادة :
-    ماذا يعني انتمائي للدعوة - محمد عبده.
-    الطَّريق إلى القلوب- عبَّاس السيسي.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

كيف أسلموا .. (الحلقة التاسعة عشرة)

مصعب بن عمير غصنان من سيد مكة ورائدها (قصي بن كلاب) نَبَتُوا وأورقوا فخرج من …