حوار الزوجين .. طوق نجاة الأسرة المسلمة

الرئيسية » بصائر تربوية » حوار الزوجين .. طوق نجاة الأسرة المسلمة
couple-in-love-3-1246064

في كلِّ مرَّة كانت تتردد على مسامعي تلك الآيات، كانت تشدني لعالم مثالي، يحتاج إلى تطبيق على أرض الواقع، تلك الآيات في مقدّمة سورة المجادلة : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير } .

لا أدري ماذا لو كانت تلك الزَّوجة الحنون في يومنا هذا قد وصلت إلى ذلك المعنى الجميل المتمثل في الحوار بين الزَّوجين، كم هو جميل ذلك الرُّقي، حينما يتمثل إلى لغة تجلس بيننا وعلى وسائدنا، تنادينا بأجمل العبارات، وتقنعنا ببراعة الأدلة والبراهين، ولربما نتساءل :
كيف لنا أن نكون سعداء ؟

 

وهو جالس أمام التلفاز، وهي في ركن من أركان البيت الذي لا حدود لنهاية أعبائه، ثم وفجأة يبدأ الاستنفار حول شيء مجهول زار المنزل على غير موعد، وهنا يبدأ الزَّوج بالصّراخ، وهي إمَّا خاضعة أو مذعنة أو معتادة مستنكرة، هذا المشهد اليومي المتكرِّر في بيوتنا.
فكيف لنا إذاً لأن نكون سعداء ؟

وعندما نضع المنظار على أصل المشكلة، أحيانا نجد أن لا أساس لها، أو  لعلنا نخجل من أنفسنا من بساطتها !!
أيّ لغة تلك التي نعبِّر بها عن أنفسنا، وعن مقدار وجودنا، حينما نغضب،  أو حتَّى نتجاهل وجود الآخر، بالتطنيش أو التهميش ؟!
أعتذر عن هذا المصطلح  ولكنَّها الحقيقة : إنَّها لغة الضعفاء، حينما نحس بأنَّ الأمور قد تخرج من نطاق سيطرتنا، فإننا نقلب الموازين، ليكون هناك سيِّد وعبد !!

ألا ترين معي أختي أنَّ ذلك المشهد جميل جداً ؟!
أن نجلس، يستمع كلٌّ منا للآخر، يقنعني أو أقنعه، يأتي بالأدلة وآتي بالوسائل، حينها نعرف أين يقع الخلل، ولعلنا أدركنا، ما لهذا السلوك من أهمية بالغة في حياتنا الزَّوجية .

 

أن يفهم الزوج زوجته، وأن تفهم الزَّوجة لغة الزَّوج، فيكون ذلك الاحترام المتبادل يملأ أرجاء المنزل سكينة وطمأنينة، تصل بنا إلى حد اتقان ما يسمى بلغة العيون، أن يفهمني وأفهمه دون أن نتكلَّم، أن يحس بوجعي وأحس بوجعه، فيعالجه أحدنا بلمسة حانية.
ألا يعتبر هذا لوناً من ألوان الرّقي ؟!

ولو ألقينا الضَّوء على غرفة أخرى من غرف المنزل، ألا ترون معي أنَّ هذا المنهج، يتعدَّى بحدوده المحبَّة بين الزَّوجين لتصل إلى الأبناء ؟!
مَنْ منَّا ينكر أنَّ بيتاً يسوده المحبَّة والاحترام كفيل بأن ينشأ أبناء مستقرين نفسيا وعاطفياً.
مَنْ منَّا ينكر أنَّ جلسة تفقد الآباء لأبنائهم، واحتواء مشكلاتهم الحياتية على بساطتها، ومحاورة عقولهم، وتطوير مواهبهم، كفيلة بخلق روح الصداقة العائلية، فتساعد على التخلص من المشاكل النفسية التي يعيشها الشباب هذه الأيام .
ألم نصل إلى هنا إلى حدِّ الإبداع في صناعة الجيل القادم ؟!

والآن، أختي الفاضلة ..
هل توافقيني الرَّأي، بأنَّ الحوار العائلي، طريقنا للرُّقي، الذي يقودنا إلى السَّعادة ؟

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …