الاستشارة : أنا واحد من أبناء الدعوة الإسلامية التي تتبنى الفكر الوسطي، التحقت بها من صغري ولله الحمد ارتقيت في الصف، وتعلمت كثيرًا من برامجها الثقافية، ولساني جيد في إلقاء الخواطر والمواعظ، المهم أني مولع بالإنترنت، ويمر الكثير من الوقت هباء أمامه فيما لا يفيد، وأريد أن أكون داعية إسلامي عبر الإنترنت، ولكني أخشى على نفسي من فتنه، فما هي الوسائل التي تجعلني داعية وأستخدم كل هذه الوسائل الحديثة دون أن يؤثر علي الشر الكثير الموجود على هذه الشبكة العنكبوتية.
الرد:
أهلا ومرحبا بك أخي الكريم، وأسأل الله تعالى أن يتقبل منك حرصك على الدعوة إلى الله تعالى.
من المفيد للغاية - أخي الكريم - أن تسأل مثل هذا السؤال، والجميل أن ثمة شيئاً ما من وراء سؤالك أشعر به، وكأنَّ شيئاً توّد فعله من أجل دينك وأمتك، وما دمت ترى أنَّ الإنترنت وسيلة لخدمة الدعوة الإسلامية، وتسأل عن كيفية الاستفادة منها فيبدو لي أن هناك خطوطاً عريضةً لنتفق عليها سويًّا، وعليه أقول لك:
* الإنترنت وعاء، وهذا الوعاء يمكن أن يُملأ بالطيب أو الخبيث، المفيد أو الضار، وكلما كثرت المواد الخبيثة والضارة في الإنترنت كلما كانت أكثر ضرراً وخطرا، والعكس لو كانت المواد الموضوعة في هذا الوعاء مفيدةً وطيبة.
* الإنترنت كأي جهازٍ إعلاميٍّ سلاحٌ ذو حدين، إن وظف في نشر العلم والخير وتثبيت العقيدة الإسلامية وتدعيم الأخلاق وربط الجيل المسلم بأمجاده وتاريخه وتوجيه الأمة ما يصلح أمرها وتربية الأجيال نحو حياةٍ أفضل، فعندها يكون الإنترنت وسيلةً للبناء، وإذا استعمل لأجل ترسيخ الفساد والانحراف ونشر الميوعة والانحلال وتحويل الجيل إلى مبادئ غير إسلاميةٍ وأخلاقٍ غير فاضلة، عندها يكون الإنترنت وسيلة هدمٍ لا بناء.
ولكي نخدم الدعوة فلابد أن نحدد ما تحتاجه الدعوة بالفعل؛ لأن الفرق كبيرٌ بين ما نريد أن نقدمه نحن وبين ما تحتاجه الدعوة الإسلامية بالفعل، فليست المشكلة كيف نخدم الدعوة الإسلامية عبر وسيلة الإنترنت، ولكن المشكلة تكمن - غالبا - في فهمنا المحدود لطبيعة الدعوة الإسلامية ذاتها، لأنه من السهل أن تجد آلافاً يتبنون الدعوة إلى الله، ولكن القليل من هم من يستوعب المفهوم الشامل للدعوة الإسلامية، بمعناه اللامحدود، وهذه مشكلة خطيرة تلقي بظلالها على واقع الدعوة.
إن كل لحظةٍ نقدم فيها أي خيرٍ على الشبكة معناه أننا نقدم لحظةً من الخير، ونحجب كذلك لحظةً من الشر، فكل كلمةٍ طيبةٍ تكتبها على الإنترنت هي دعوة، وكل بريدٍ إليكترونيٍّ تستثمره في توطيد أواصر الأخوة والدعوة إلى الله بكلمةٍ طيبةٍ أو سلوكٍ جميل هو دعوة إلى الله، وكل حوارٍ مفيدٍ وبنَّاءٍ تشارك فيه هو دعوةٌ إلى الله تثاب عليها، وأي تصويتٍ لصالح الأمة تشارك فيه هو شهادة حقٍّ عليك أداءها، وأي فضيلةٍ تحث عليها بحكمةٍ وذكاءٍ هي إضافةٌ رائعةٌ في عالم الدعوة.
أخي الكريم، إذا أردت أن تخدم الدعوة الإسلامية عبر الإنترنت فاعتقد تماما أن الخير على أطراف أصابعك وفقك الله".
وهناك أخي الكريم العديد من المجالات التي تتوفر لنا عن طريق الانترنت ومن بينها:
أولاً- المواقع: وهذه حالها لا يخلو من أن يكون أحد أمرين: إنشاء موقع جديد، أو المشاركة في موقع موجود بالفعل.
ثانيًا: البريد الإلكتروني:
هذا بابٌ واسعٌ للدعوة إلى الله تعالى، يمكن استخدامه بإرسال رسائل خير، أو روابط طيبة إلى العديد من قوائم البريد الإلكتروني الموجودة في المواقع المختلفة.
ثالثًا: ساحات الحوار: يمكن من خلالها المشاركة في أي ساحة موجودة على المواقع، من خلال رسائل دعوية تتم المشاركة فيها، سواء بإنشاء قضية جديدة، أو بالإضافة على قضية موجودة بالفعل، وهذه أيضا تحتاج إلى الأناة والحكمة والذكاء.
رابعا: غرف الدردشة: بابٌ واسعٌ للخير، ولكنه في نفس الوقت كثير الأخطار والمحاذير فيجب أن يأخذ المرء حذره عند استخدامها ولا يدخلها كثيرا حتى لا يصاب بإدمانها ولكن يقتصر دخوله على نصيحة ينصحها أو كلمة يلقيها.