“الستالايت” والقنوات الإباحية

الرئيسية » استشارات تربوية » “الستالايت” والقنوات الإباحية

السؤال:
أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاماً، خريج حديث من الجامعة، ولكن دون عمل ثابت، فأحيانا أخرج إلى أعمال بالقطعة لمجرَّد أن أحصل على مصاريفي الشخصية، ولذلك فكرة الزواج مستبعدة تماماً، وأشعر حقيقة ببعض الاحتياجات أحياناً التي تشبع رغبتي، وحقيقة لا أحب أن أبني علاقات مع فتيات أو في الحقيقة ليس لدي القدرة، إلا إنني أحاول أن أجد تصريفًا لهذه الرغبة، ولذلك لجأت حقيقة وهو أمر مخجل إلى "الستالايت" والقنوات الإباحية المتوافرة عليه، أنتظر حتى يخرج أهل البيت أو يناموا وأبدأ في التنقل بين القنوات، وأفرغ رغبتي بشكل محرم، ولكني تعبت حقيقة وينتابني صراع شديد بيني وبين نفسي، أزجرها أحيانا، واضعف في أحيان كثيرة، وحقيقة أنا مصاب بصدمة كبيرة مما أفعل ولكني أعاود الكرة تلو الكرة.. حقيقة سينتابني الجنون.. بالله عليكم أريد نصيحة واقعية وأساليب حقيقية تنتشلني مما أنا فيه.

 

الرد:

 

أولاً: أصارحك القول : إنَّك رجل شجاع وشهم، والحل لما تعانيه سهل جداً عليك لتوفر هذين الخلقين، فلا تظن بحال من الأحوال أنك غير قادر، بدليل أنك استطعت أن تزجر نفسك عن هذا الفعل، وبدليل أنك غير راض تماماً عما تفعله فأنت في نفسك أكبر من ذلك بكثير، وهذا سر أنك مصاب بصدمة، وبدليل أنك تسأل عن النصيحة الواقعية والأساليب الحقيقية، مما يظهر دافعك القوي للانتهاء من هذا العمل، فإحساسك بأنك غارق تطلب النجدة ممن ينتشلك مما أنت فيه، هو الحل السريع لما تعاني منه.

 

ثانياً: القضية الأولى بالنسبة لك قضية الفراغ الذي أنت فيه، فلماذا لا تبحث جاداً عن عمل يربطك بالحياة، فحلاوة الحياة لا يذوقها إلا من يعطيها، وحتى تجد العمل الثابت المستقر اربط نفسك بنادي أو هواية أو اصنع لك مدونة أو اشترك بالفيس بوك أو اعمل على تنمية تخصصك، بالاشتراك في دورات لتنمية مهاراتك، أو المشاركة في أعمال تطوعية تربطك أكثر بالمجتمع والأصحاب المخلصين.

 

ثالثاً: لماذا تستبعد فكرة الزواج ؟ هل السن مازال لا يسمح ؟ الإمكانيات، العمل، القدرة، الخوف، لا شئ يسمَّى عدم الرغبة في الفتيات، بدليل ما تفعله أليس من الرغبة، فالغريزة أمر طبيعي في الحياة المهم أن تصرف كما أراد الله من أجل حياة مطمئنة كريمة آمنة، فالخوف من إدمان الفضائيات أن تموت فيك الرغبة، وتصرف بما أنت شخصته من التعب والصداع والجنون، فتصريفها في الحلال أمام كل الناس وليس في الخفاء عند خروج الأهل أو نومهم خلسة كالسارق، بما يزيد من ألم النفس ووخز الضمير.

 

رابعاً: لا تابه بالضعف الذي تشتكي منه في العودة بعد العودة، ولكن قوي الجانب القوي فيك، وهو والحمد لله والمنة عظيم في داخلك، فواصل زجر النفس ولكن بطرق عملية:
1 – استخدم برامج حجب المواقع أو شطب الفضائيات السيئة، بيديك وبقوة وعزم.
2 -حاول أن تأمر نفسك بعدم التعامل لمدة أسبوعلتحقيق عدم التعلق بقناعة منك بقرارك الجرئ.
3 – اعمل عكس ما تأمرك به غريزتك ونفسك فاختياركللأثقل على نفسك هو الحق، واحذر ما يخف على النفس فهو من فعل الشيطان.
4 – من علامات الخفة ثلاثة: السرعة والعجلة، وتوقف العقل عن ضرر الفعل، ونسيان الآخرة والخوف من الله، لذلك فمن الوسائل العملية جداً العبادات والاتصال بالله والمحافظة على الصلوات بما يقوي الايمان.
5 – استخدم بعض الموانع الخارجية التي تساعد في تذكيرك بالله وبالوقت وبعهودك.

 

خامساً: الحياة حلوة وجميلة وبقدر ما تنطلق فيها تكتشف الجديد، فالرحلات والسفر والقيام بالترفيه الحلال والتسلية مع الأسرة والأصحاب والأقارب والرفقة، تمنحك وقتاً ممتعاً، وتمنعك من الوقوع في حبائل العزلة.
ولك مني تحياتي على شجاعتك وشهامتك التي ستنسف بإذن بيديك أنت كل ما تأبى فعله، فأنت تجيد السباحة والغوص فاعمل يا بطل على انتشالك بذاتك القوية مماأنت فيه، وستنجح بإذن الله وعونه.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

لا أشعر بالسعادة لنجاح الآخرين!

أنا شاب ثلاثيني؛ ناجح جداً في مجال عملي وعلاقاتي، متزوج ولدي أطفال وزوجة رائعة وأعمل …