قبل فوات الأوان – بقلم : عبد الحميد البلالي

الرئيسية » حصاد الفكر » قبل فوات الأوان – بقلم : عبد الحميد البلالي

انطلق صوت أحد أولئك الشباب بأذان المغرب, يختلط مع صوت الأمواج الهادئة التي كانت قريبة من "الشاليـه" الذي كانوا يفطرون به, وإذا بأحدهم يقدم لصاحبنا تمرة, فقال له: شكراً، ولكني لست بصائم.

 

قال له صاحبه: ما عليك!, مجرد مشاركة معنا...

 

أقيمت الصلاة فدخل معهم في الصلاة لأول مرة - منذ أن تركها قبل فترة طويلة – وبعد الصلاة قام أحد الشباب بإلقاء خاطرة إيمانية دخلت كل كلمة فيها إلى أعماق قلبه, وبعد الإفطار استأذن من صاحبه ليعود إلى البيت, كان يفكر في هذا الجمع الطيب, وتلك الكلمات التي لم يسمع مثلها من قبل, أو ربما سمع مثلها كثيراً, ولكن لأول مرة يسمعها بقلب متفتح, فكان يحاسب نفسه أثناء قيادته سيارته:

 

إلى متى أظل على هذا الطريـق؟
أما آن الأوان للاستقامة؟
ما المانع من ذلك؟

 

وصل إلى البيت مبكرا على غير عادته, تعجبت زوجته من قدومه المبكر, وعندما سألته قصَّ عليها ما جرى.
فرحت زوجته, واستبشرت بقدوم أيام الفرح, بعد أن أحال أيامها كلها منذ أن تزوجته حزنا  يُوَلِّد  حزنا , بسبب ما يقترف من المعاصي وما يعاملها به من قسوة.

 

صحا من النوم الساعة الثانية قبل الفجر بمدة طويـلة, توضأ وأخذ يصلي مناجياً ربه, ويستغفر عن الأيام الخالية يطيل في السجود والقيام حتى أذّنَ الفجر.

 

استيقظت زوجته,فرأته ساجدا, فرحت كثيرا بهذا التغيير, واقتربت منه منتظرة انتهاءه من الصلاة, ولكنه لم يقم من سجدته, فوضعت يدها عليه مخاطبة: ماذا بك؟

 

ولكنَّه بدل أن يجيبها سقط على جنبه, لقد وافته المنية وهو يناجي ربَّه.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

واليائس إذا سلك سبيل الأنبياء!

كاتبني أحدُ المكلومين: "ألا ترى أنّك تكتب عن الثبات وتباشير النصر، بينما لا يجد أحدنا …