أقدم معلمٌ في إحدى المدارس الأساسية في دولة عربية على ضرب طالب في الصف التاسع بواسطة "حزام" جلدي كان يرتديه، وبشكل مبرّح، نقل على إثرها إلى المستشفى.
وقال والد الطَّالب: إنَّ ابنه تعرَّض للضرب بدون سبب، مؤكِّداً أنَّ ابنه من المتفوقين، وليس مشاكسا، مطالباً في ذات الوقت باتخاذ إجراءات عقابية بحقِّ المعلم الذي قام بهذه الفعلة.
وأكَّد الوالد: أنَّه قام بتسجيل شكوى رسمية لدى الجهات الأمنية، معزّزاً شكواه بتقارير طبية.
التَّعليق:
• الضرب وسيلة تربوية عقابية أكَّد عليها الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: ((مروا أولادكم بالصَّلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر))،]رواه أبو داود في سننه رقم:495[، والمقصود من الضرب هنا هو الضرب الغير مؤذي والهادف إلى التأديب والتهذيب والتربية، وليس التحقير أو الإهانة أو التعذيب.
• الضرب ليس الوسيلة التربوية الوحيدة أو المفضلة في تعامل المربي مع المتربين، هناك وسائل تربوية غير الضرب يدخل من خلال المربُّون إلى قلوب المتربين، وقد أرشدنا إليها المولى سبحانه بقوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، ]آل عمران:159[.
• الضرب آخر وسيلة يعتمدها المربي للحكمة القائلة: (لا أستعمل سوطي مادام ينفعني صوتي، ولا أستعمل صوتي ما دام ينفعني صمتي).
• لا شك أنَّ مؤسساتنا التعليمية اليوم تفتقد إلى ضرورة وجود مختصين أكفاء في التربية يقومون بدورهم التعليمي والتربوي على أكمل وجه، لذا نجد تدهوراً واضحاً في المسيرة التعليمية بالعالم العربي، لأنَّ فاقد الشَّيء لا يعطيه.
• إنَّ مسؤولية نجاح العملية التربوية في مؤسساتنا منوطة بتكامل الأدوار بين البيت والمدرسة والمسجد والحي ووسائل الإعلام.