لما كان الحديث الحسن وسطاً بين الصحيح والضعيف في نظر الناظر، لا في نفس الأمر، عَسُر وصَعُب ضبط التعبير عنه، وتعريفه عند كثير من أهل الحديث؛ وذلك لأنَّه أمر نسبي، وشيء ينقدح عند الحافظ ربَّما تقصر عبارته عنه.
تعريف الحديث الحسن :
في اللغة: الحسن هو صفة مشبهة من " الحُسْن " بمعنى الجَمال.
في الاصطلاح : حاول كثير من علماء الحديث وضع تعريف اصطلاحي له، فقال الخطابي: (هو ما عرف مخرجه واشتهر رجاله)، وقال: (وعليه مدار أكثر الحديث، وهو الذي يقبله أكثر العلماء، ويستعمله عامة الفقهاء)، وهناك تعاريف أخرى ارتضاها جماعة من العلماء وردَّها آخرون، ولعلَّ التعريف المختار الذي ارتضاه بعضُ العلماء المتأخرين، هو تعريف ابن حجر العسقلاني بقوله : (هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خَفَّ ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علَّة).
مثال الحديث الحسن:
ما رواه أحمد في مسنده قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن بهز بن حكيم حدثني أبي عن جدي قال: قلت: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك. قال: قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: قلت: ثم من؟ قال: أمك، ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب.
فهذا الحديث سنده متصل، لا شذوذ فيه ولا علة قادحة، حيث لم يقع في هذه السلسلة أي اختلاف بين الرواة ولا في المتن.
حكمه :
هو كالصحيح في الاحتجاج به، وإن كان دونه في القوَّة، لذلك احتج به جميع الفقهاء وعملوا به، وعلى الاحتجاج به معظم علماء الحديث وأصول الفقه.
أين نجد الحديث الحسن (مظانه) ؟ :
لم يفرد العلماء كتباً خاصة بالحديث الحسن المٌجَرَّد كما أفردوا الصحيح المجرَّد في كتب مستقلة، لكن هناك كتبٌ يكثر فيها وجود الحديث الحسن. فمن أشهر هذه الكتب :
جامع الإمام الترمذي : المشهور بـ((سنن الترمذي))؛ فهو أصل في معرفة الحسن، والترمذي هو الذي شهره في هذا الكتاب، وأكثرَ من ذكره.
مراجع للاستزادة :
-تيسير مصطلح الحديث للدكتور محمود الطحان.
-شرح المنظومة البيقونية للشيخ عبد الله سراج الدين.