الحديث الضعيف .. مصادره وشروط العمل به

الرئيسية » بصائر نبوية » الحديث الضعيف .. مصادره وشروط العمل به

تعريف الحديث الضعيف:

 في اللغة : الضعيف ضد القوي، والضعف حسيٌّ ومعنويٌّ، والمراد به هنا الضعف المعنوي.
في الاصطلاح: هو ما لم يجتمع فيه صفات الصحيح، ولا صفات الحسن المذكورة، فيما تقدَّم من مواضيع، وقد تتنوّع أنواع الحديث الضعيف باعتبار فقده واحدة من صفات الصحة أو أكثر، أو جميعها، فينقسم جنسُه إلى: الموضوع، والمقلوب، والشاذ، والمعلل، والمضطرب، والمرسل،والمنقطع، والمعضل، وغير ذلك من المواضيع التي سنتطرق إليها بإذن الله تعالى.
يقول الإمام طه البيقوني في منظومته :
                                                       وكلُّ ما عن رُتبة الحسن قَصُر              فهو الضعيفُ وهو أقساماً كُثر

روايته:

إذا أردت رواية الحديث الضعيف بغير إسناد، فلا تقل فيه: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كذا وكذا، وما أشبه هذا من الألفاظ الجازمة بأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم قال ذلك. وإنما تقول فيه: رُوِيَ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم كذا وكذا، أو: بلغنا عنه كذا وكذا، أو ورد عنه، أو: جاء عنه، أو: روى بعضُهم، وما أشبه ذلك.

مصادر الحديث الضعيف:

لما كان الحديث الضعيف ذا أثر خطير في الدين، فقد عني أئمة الحديث بالتأليف في التنبيه عليه، وبيان أسباب ضعفه، ليظهر ما يصلح للتقوية، أو يؤخذ به في الفضائل، ومالا يصلح لشيء من ذلك ، فمن أبرز هذه المصادر:
1.الكتب التي صنَّفها العلماء في الضعفاء من الرواة، فإنَّهم يوردون لمناسبة الكلام على الرَّاوي أحاديث من مَرْوِياته تنبيهاً على ضعفها، أو استدلالاً بها على ضعفه، فهي ألصق بما غلب عليه إطلاق الضعيف.
2.مصادر نص العلماء على أن تفرّدها بحديث أمارة على ضعفه، قال السيوطي في ديباجة كتابه الجامع الكبير: (كلُّ ما عزي لهؤلاء الأربعة - يعني العقيلي في كتابه ((الضعفاء))، وابن عدي في كتابه ((الكامل في الضعفاء))، والخطيب البغدادي، وابن عساكر- أو عزي للحكيم التّرمذي في كتابه ((نوادر الأصول))، أو للحاكم في ((تاريخه))، أو للدَّيلميّ في ((مسند الفردوس)) فهو ضعيف). بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه). وهذه المصادر لا يختص فيها الضعف باختلال شروط الرواة، بل يوجد فيها ما يضعف لقادح آخر في السند أو المتن.
3.المصادر التي ألَّفها العلماء في أنواع من الحديث الضعيف ضعفت لغير جرح الرِّجال، مثل الكتب المصنّفة في المراسيل، والمدرج، والمصحف، والعلل، وغير ذلك.

شروط العمل بالحديث الضعيف:

وضع علماء الحديث شروطاً للعمل بالحديث الضعيف، نذكرها بإيجاز:

1- أن يكون الحديث في القصص أو المواعظ أو فضائل الأعمال.
2- أن يكون الضعفُ غيرَ شديد.
3- أن يندرج تحت أصل معمول به.
4- أن لا يُعتقد عند العمل به ثبوته، بل يُعتقد الاحتياط.

 فوائد:

-إنَّ بعض الأحاديث قد يعرض لها من الأحوال ما يرفعها من درجتها إلى الدرجة التي هي فوقها.
-قد يعرض لبعض الأحاديث أحوال تورثها قوَّة، وبذلك قد يرتفع الضعيف من درجته إلى درجة الحسن، وقد يرتفع الحسن من درجته إلى درجة الصحيح.
-إنَّ الحديث الضعيف قد يكون ضعفه ممكن الزوال وقد يكون غير ممكن الزوال؛ فإن كان ممكن الزوال، وذلك فيما إذا كان الضعف ناشئا من ضعف حفظ بعض رواته مع كونه من أهل الصدق والديانة، فإذا جاء ما رواه من وجه آخر، عرفنا أنه قد حفظه ولم يختل فيه ضبطه، فيرتفع بذلك من درجة الضعيف إلى درجة الحسن.

المراجع:

-التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح، للشيخ زين الدين العراقي(ت:806هـ).
-توجيه النظر إلى أصول الأثر، للشيخ طاهر الجزائري الدمشقي (ت:1338هـ).
-تيسير مصطلح الحديث للدكتور محمود الطحان.
-منهج النقد في علوم الحديث، للدكتور نور الدين عتر.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

التحذير من علماء السُّوء !

عنوان هذا الموضوع هو اسم لكتاب ألفه الحافظ أبو الفتيان الدّهستاني، الرَّوَّاسيّ؛  عمر بن محمد …