مقدمة:
يقول المؤلف رحمه الله في مقدمة كتابه بياناً لهدف تأليفه : (فإنَّ توضيح معالم الطريق أمام العاملين الفارين بدينهم إلى ربهم كي يعدوا لكل أمر عدته ويأخذوا لكل شيء أهبته فلا ينقطعوا ولا يتوانوا ولا يتأخروا عن ركب النجاة ضرورة لا مفر منها ولا محيص عنها توجبها الدعوة إلى الله والجهاد من أجل التمكين لدينه في الأرض. ولعلَّ من أهم هذه المعالم :أن هناك آفات يمكن أن يصاب بها بعض العاملين بل قد تصيبهم بالفعل فتقعد بهم عن أداء دورهم والقيام بواجبهم. ويطيب لنا في هذا المقام : أن نعرض لهذه الآفات بشيء من التحليل والبيان كي يحذرها العاملون ويتطهروا منها).
مع المؤلف:
الشيخ الدكتور محمد السيد نوح، أحد أعمدة الدعوة الإسلامية في العالم العربي في العقود الثلاثة الأخيرة، ونضع بين أيديكم أبرز ملامح حياته المليئة بالدعوة والإيمان والعلم:
• أتمَّ الشيخ حفظ القرآن وهو ابن 8 أعوام في كُتَّاب القرية.
• ولد عام 1945، وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1971م، وعين معيدا بنفس الكلية، وفي عام 1973م حصل على درجة الماجستير في موضوع: "زواج النبي بزينب بنت جحش ورد المطاعن التي أثيرت حوله في ضوء المنهج النقدي عند المحدثين" من جامعة الأزهر.
• عندما كان الشيخ يناقش رسالة الدكتوراه في موضوع "الحافظ أبو الحجاج يوسف المزي وجهوده في كتابة تهذيب الكمال"، قال له أحد المناقشين، وهو الشيخ محمد الحكيم- يرحمه الله-: (لو كان المزي حيًّا لقام وقبَّل ما بين عينيك).
• شغل السيد نوح أثناء حياته العديد من المناصب العلمية، منها: عضو المجلس العلمي الاستشاري لكلية الشريعة بالكويت،أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، رئيس قسم التفسير والحديث بكلية الشريعة بجامعة الكويت، أستاذ الثقافة الإسلامية وأصول الدين بكلية دبي الطبية للبنات،أستاذ زائر بجامعة قطر كلية الشريعة.
• لديه العديد من المؤلفات، من أبرزها: آفات على الطريق، صدر منه أربعة أجزاء ( موضوع كتاب ومؤلف)،الدعوة الفردية في ضوء المنهج الإسلامي،شخصية المسلم بين الفردية والجماعية، منهج الرسول في غرس روح الجهاد في نفوس أصحابه، توجيهات نبوية، وغيرها.
• أثناء إصابته بتليف الكبد، قال له الأطباء : إنَّه سوف يقضي عليه بعد ساعات، ولكن عاش بعدها سنة وثمانية أشهر حتَّى لقي ربه يوم 30/7/2007م الموافق 16 رجب 1428هـ بنفس راضية مرضية بإذن الله تعالى.
• كان الشيخ حريصًا على صلاة الغائب على موتى المسلمين بعد صلاة الجمعة في مسجده بدولة الكويت، فردَّ الله له الديْن، وصلَّى عليه المسلمون من شتَّى أنحاء العالم صلاة الغائب.
وللمزيد، راجع موقع الشيخ رحمه الله :
http://www.alsayednooh.com
مع الكتاب:
هذا الكتاب من الكتب القيمة التي ألفها الدكتور سيّد نوح رحمه الله، وهو يتحدث عن الآفات الفكرية والقلبية التي تعترض الدعاة إلى الله على الطريق، وتمنع انتفاع الناس بدعوتهم، فهذه الدعوة يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى بعيدة عن الرياء والسمعة والغرور،حتى تؤتي أكلها بإذن الله تعالى، و كانت طريقته في عرضها التعريف بالآفة ثم بيان أضرارها، ثم كيفية علاجها من وحي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وشمل الكتاب في أجزائه الأربعة الآفات التالية: (الفتور– الإسراف - الاستعجال- العزلة - الإعجاب بالنفس - الغرور - التكبر - الرياء أو السمعة - اتباع الهوى- التطلّع إلى الصدارة وطلب الرِّيادة - ضيق الأفق أو قصر النظر- ضعف أو تلاشي الالتزام - عدم التثبت أو التبيّن- التفريط في عمل اليوم والليلة - سوء الظن - الغيبة - النميمة - فوضى الوقت - التسويف -التشاؤم- التنطع أو الغلو في الدين - المِراء أو الجدال - القعود - الشح - الغضب -الحقد - تنافس الدنيا - الاحتقار أو الانهزام النفسي).
وبعد، فإنَّ هذا الكتاب قيِّم في بابه، وجدير بكلِّ أخ أن يطالعه ويستمر في مراجعته، كي يؤمِّن نفسه من الوقوع في فخ تلك الآفات، سلَّمني وسلَّمكم المولى سبحانه وتعالى منها.