للعمل في مجال التربية مذاقٌ خاص تنتفض فيه المهارات والقدرات الخاصة للمربِّي وتتكامل لتنتج جيلاً قويّاً قادراً على حمل الرِّسالة، فالتَّربية فن؛ حيث إنَّ المربي في تعامله مع الأفراد لا يتعامل مع مادة جامدة لها قوانينها المنضبطة التي من خلالها يحكم السيطرة على المتربين، بل يتعاملُ مع كائن حيّ صاحب روح وقلب وعقل وجسد، ممَّا يجعل هناك تبايناً في التعامل مع الأفراد، ولا وجود لقاعدة عامة في التعامل مع الشخصيات، الأمر الذي يدفع المربِّي لاستنهاض قدراته وثقافاته لينجح في مجال التربية.
وللمضي نحو تربية راشدة، هناك خطوط عريضة على المربِّي أن يتفهمها والتي من خلالها يمتلك المرونة الكافية للتعامل مع الشخصيات على مختلف طباعها، ويستطيع أن يثبت فيها القيم التربوية التي يجب أن تتأصل في كلِّ فرد مسلم، ولنا في فهم آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وسيرته العطرة، مفاهيمُ عديدة تأسَّست بها دولة الإسلام الأولى، وهي قادرة على إصلاح الأجيال وبثّ الفهم الرشيد فيها، حيث يقول المولى جلَّ وعلا : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.]الجمعة:2[، حيث يتجلَّى في هذه الآية مثلث التربية الحقيقي، والذي تتكون أضلاعه من (رابط فكري – رابط عاطفي – رابط تنظيمي)، وهو الثالوث الذي تربَّى عليه الجيل الأوَّل؛ متمثلاً في التلاوة والتي تؤسِّس للفكرة، ثم جانب التزكية والتي تلامس الجانب العاطفي، ثم التعليم؛ وهو الرابط الذي من خلاله أن يضع المربِّي الجانب التنظيمي والخططي وينطلق من خلاله للعمل لهذا الدين عن طريق تحويل تلك المفاهيم إلى سلوكيات عملية تنزل إلى أرض الواقع من خلال الوسائل العملية المعينة على ذلك.
وفي تاريخنا الحديث، فقد وضع الإمام الشهيد حسن البنا-رحمه الله- الأركان الثلاثة (الفهم والإخلاص والعمل) لتغطية الجانب التربوي، فجانب الفهم هو الذي يغطِّي الرَّابط الفكري، ثم يأتي الإخلاصُ لتغطية جانب التزكية، ومن ثم يأتي العمل والتخطيط والتنظيم، ومن خلال تلك فهم تلك القواعد العامة ينجح المربِّي في عمليته التربوية، مع الأخذ في الاعتبار دائما أنَّ تربيةَ الأفراد مشروعٌ عظيم للأمة الإسلامية، ولذلك يستحق دائماً التَّضحية بالنَّفس والجهد والمال، وأن يكون المربِّي نموذجاً وقدوةً لما يدعو إليه، ويتذكَّر دائماً قول الإمام البنا – رحمه الله- : (إنَّ العمل مع أنفسنا هو أول واجباتنا فجاهدوا أنفسكم).
ومن خلال تلك المفاهيم يعمل المربي على إيجاد الوسائل اللازمة لتحقيق أركان التربية الثلاثة: (الفهم والإخلاص والعمل) من خلال ما يستمده من كتاب الله وسنة رسوله، ويستعين بسير الصَّحابة والتابعين، وسير الصَّالحين المجدِّدين من أئمَّة الهدى على مرِّ التاريخ الإسلامي كلِّه، ويتخذ من أولئك الرِّجال الذين بايعوا على العمل للإسلام في ظل أركان البيعة المحفوظة لديهم، المحفورة في نفوسهم وسلوكهم من: (فهم وإخلاص وعمل وتضحية وجهاد وطاعة وثبات وتجرد وأخوة وثقة)، تتخذ من أولئك الرِّجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى في هذه الدعوة نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، تتخذ منهم مصابيح هدى في الليل الحالك، ومعالم حق في دياجير الباطل، وتمضى في طريقها مستعينة بالله، مسترشدة بآداب الإسلام وأخلاقه ومنهجه وشريعته، ويكون المربِّي دائماً على يقين بأنَّه سيجد الأرض الصَّالحة التي سيطبق فيها كل تلك الأفكار، فكما يقول الدكتور علي عبد الحليم محمود : (إنَّ التربية داخل المؤسسة أشبه ما تكون بقطرة الماء التي تسيل أبداً من منبعها، فهي لابدَّ ملاقية أرضا صالحة، ومنبتة نباتاً صالحاً، على الرغم من كلِّ العقبات والعراقيل، وماذا يمنع الفطرة في هدوئها واستمرارها وإصرارها على أن تغادر منبعها، من أن تمضى في طريقها وتجرف بنفس الهدوء والإصرار أعتى العقبات وأشد الحواجز، وإنَّ أمثل الطرق للإصلاح هي طريقة تربية الأفراد وفق منهج الإسلام ونظامه، للوصول بهم إلى الغاية وهي؛ تكوين المجتمع المسلم، فالأمَّة المسلمة، فالدولة الإسلامية التي تحكم بما أنزل الله).
وللمضي نحو تربية راشدة، هناك خطوط عريضة على المربِّي أن يتفهمها والتي من خلالها يمتلك المرونة الكافية للتعامل مع الشخصيات على مختلف طباعها، ويستطيع أن يثبت فيها القيم التربوية التي يجب أن تتأصل في كلِّ فرد مسلم، ولنا في فهم آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وسيرته العطرة، مفاهيمُ عديدة تأسَّست بها دولة الإسلام الأولى، وهي قادرة على إصلاح الأجيال وبثّ الفهم الرشيد فيها، حيث يقول المولى جلَّ وعلا : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.]الجمعة:2[، حيث يتجلَّى في هذه الآية مثلث التربية الحقيقي، والذي تتكون أضلاعه من (رابط فكري – رابط عاطفي – رابط تنظيمي)، وهو الثالوث الذي تربَّى عليه الجيل الأوَّل؛ متمثلاً في التلاوة والتي تؤسِّس للفكرة، ثم جانب التزكية والتي تلامس الجانب العاطفي، ثم التعليم؛ وهو الرابط الذي من خلاله أن يضع المربِّي الجانب التنظيمي والخططي وينطلق من خلاله للعمل لهذا الدين عن طريق تحويل تلك المفاهيم إلى سلوكيات عملية تنزل إلى أرض الواقع من خلال الوسائل العملية المعينة على ذلك.
وفي تاريخنا الحديث، فقد وضع الإمام الشهيد حسن البنا-رحمه الله- الأركان الثلاثة (الفهم والإخلاص والعمل) لتغطية الجانب التربوي، فجانب الفهم هو الذي يغطِّي الرَّابط الفكري، ثم يأتي الإخلاصُ لتغطية جانب التزكية، ومن ثم يأتي العمل والتخطيط والتنظيم، ومن خلال تلك فهم تلك القواعد العامة ينجح المربِّي في عمليته التربوية، مع الأخذ في الاعتبار دائما أنَّ تربيةَ الأفراد مشروعٌ عظيم للأمة الإسلامية، ولذلك يستحق دائماً التَّضحية بالنَّفس والجهد والمال، وأن يكون المربِّي نموذجاً وقدوةً لما يدعو إليه، ويتذكَّر دائماً قول الإمام البنا – رحمه الله- : (إنَّ العمل مع أنفسنا هو أول واجباتنا فجاهدوا أنفسكم).
ومن خلال تلك المفاهيم يعمل المربي على إيجاد الوسائل اللازمة لتحقيق أركان التربية الثلاثة: (الفهم والإخلاص والعمل) من خلال ما يستمده من كتاب الله وسنة رسوله، ويستعين بسير الصَّحابة والتابعين، وسير الصَّالحين المجدِّدين من أئمَّة الهدى على مرِّ التاريخ الإسلامي كلِّه، ويتخذ من أولئك الرِّجال الذين بايعوا على العمل للإسلام في ظل أركان البيعة المحفوظة لديهم، المحفورة في نفوسهم وسلوكهم من: (فهم وإخلاص وعمل وتضحية وجهاد وطاعة وثبات وتجرد وأخوة وثقة)، تتخذ من أولئك الرِّجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى في هذه الدعوة نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، تتخذ منهم مصابيح هدى في الليل الحالك، ومعالم حق في دياجير الباطل، وتمضى في طريقها مستعينة بالله، مسترشدة بآداب الإسلام وأخلاقه ومنهجه وشريعته، ويكون المربِّي دائماً على يقين بأنَّه سيجد الأرض الصَّالحة التي سيطبق فيها كل تلك الأفكار، فكما يقول الدكتور علي عبد الحليم محمود : (إنَّ التربية داخل المؤسسة أشبه ما تكون بقطرة الماء التي تسيل أبداً من منبعها، فهي لابدَّ ملاقية أرضا صالحة، ومنبتة نباتاً صالحاً، على الرغم من كلِّ العقبات والعراقيل، وماذا يمنع الفطرة في هدوئها واستمرارها وإصرارها على أن تغادر منبعها، من أن تمضى في طريقها وتجرف بنفس الهدوء والإصرار أعتى العقبات وأشد الحواجز، وإنَّ أمثل الطرق للإصلاح هي طريقة تربية الأفراد وفق منهج الإسلام ونظامه، للوصول بهم إلى الغاية وهي؛ تكوين المجتمع المسلم، فالأمَّة المسلمة، فالدولة الإسلامية التي تحكم بما أنزل الله).