الكسل .. مقبرة همة الداعية

الرئيسية » بصائر تربوية » الكسل .. مقبرة همة الداعية
alt

"إذا رقدت النَّفس في فراش الكسل استغرقها نوم الغفلة عن صالح العمل"

هكذا يقول الحكماء منذ قديم الأزل، فعدم النشاط والتفاعل داخل المحضن التربوي خصوصاً، أو داخل أعمال المؤسسة الدعوية بشكل عام، وإدمان الكسل يجلب الغفلة، ويصدّ النَّفس عن الطريق فتجدها تثّاقل إلى الأرض غير عابئة بمصير الدَّعوة والمؤسسة الدعوية التي ينتمي إليها، ويتساوى عنده نجاحها من عدمه، فتجد المتربِّي فقد البوصلة، الأمر الذي يتطَّلب من المربّي دائماً دفع الأفراد إلى التفاعل، وإكسابهم الذاتية، وعدم ترك الفرد إلى نفسه.

ويعدُّ عدمُ تفاعل الأفراد داخل الأعمال الدعوية إحدى أهم المشكلات التي تواجه المربِّي داخل المؤسسة، حيث تجد المتربّي وقد غلبت عليه السلبية، واللامبالاة، وأصبح وجوده مثل عدمه أو يعود بالسلب على باقي الأفراد، الأمر الذي يتسبّب في تأخر المهمّات الدعوية، وتوقف العمل الدعوي عند حدّ معيّن من الوسائل، وعدم ابتكار وسائل جديدة، بسبب أنَّ الوسائل القديمة لم تنفَّذ بعد.
وضعف التفاعل الدعوي للمتربِّي له العديد من المظاهر على المربِّي أن يكون منتبها دائماً لها إذا ظهرت أيٌّ منها للعمل على حلّها سريعاً؛ أهمها عدم حرص المتربِّي على الأعمال الدعوية، أو عدم الشعور بالندم على ما فاته منها واللامبالاة بها، فضلاً عن عدم الجدية والذاتية داخل المناشط الدعوية،
واختلاق الأعذار لعدم تحمّل العمل، أو في حال المحاسبة،
وعدم التعاون مع أفراد المحضن التربوي والبعد عنهم والتهرّب من لقائهم،
والضعف الإيماني العام وعدم القيام ببعض الفرائض والامتناع عن أداء النوافل،
والانشغال دائماً بأمور خارج المؤسسة الدعوية، والتي تأخذ معظم اهتماماته ووقته،
واللجوء لأفراد أو لأصدقاء من خارج المؤسسة التربوية،
وعدم الاقتناع ببعض أهداف المؤسسة أو وسائلها، والجدال الكثير فيها،
وتبنّي الأفكار المخالفة والتمسك بها رغم مخالفاتها للمؤسسة وقواعدها،
والاستهانة الدائمة بمناهج المؤسسة أو برامجها الثقافية.
مظاهر وأسباب عديدة تتطَّلب من المربي حلولاً واقعية لتلك المشكلة التي تؤثر على العمل الدعوي برمته، ومن بين تلك الحلول، هو التحدث مع المتربّي بشكل مباشر وبكل صراحة عن عدم تفاعله ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء ضعف المشاركة، ومناقشته فيها، وتحريك مشاعر الحب للعمل الدعوي وقيمته وجزائه الجزيل في الدنيا والآخرة، ومناقشة المتربِّي في أسبابه.
على المربِّي أن لا ييأس سريعاً من معالجة القصور لدى المتربِّي، وأن يبدأ العلاج،  ومن بدأ خطوة سيوفقه سبحانه حتماً لبقية الخطوات
العمل على إيقاظ الإيمان في قلب المتربِّي، فزيادة العامل الإيماني تعالج الفتور وضعف التفاعل، فقد كان الصَّحابي يقول لأخيه: "اجلس نؤمن ساعة"، للعون على ازدياد قربهما، كما أنَّ رفع الجانب الإيماني يساعد على مقاومة الشيطان ووساوسه الكثيرة التي تكون أهم أسباب الكسل الدعوي وضعف النشاط، ولذا نبَّهنا الله تعالى لهذا في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}. [الأعراف: 201]، والاستعانة بالدعاء له، إذ الأسباب تبدأ منا، ثم استكمالها وإتمامها والتوفيق في تحقيق نتائجها إنَّما يكون منه تعالى، كما وضّح لنا هذا في قوله: {فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}. [آل عمران: 103]،
من الوسائل المتاحة لحلِّ مشكلة ضعف التفاعل، هو إيجاد التنوع في العمل داخل المؤسسة حتى تلبِّي الرَّغبات المختلفة للأعضاء، فلا يتم تحميل الأفراد أعمالاً ليس في مقدورهم عملها، أو إسناد أعمال لهم لا يحبّونها، أو ووضعهم في مجموعة غير متكافئة مع بعضها
وعلى المربِّي أن لا ييأس سريعاً من معالجة القصور لدى المتربِّي في هذا الجانب، وأن يبدأ العلاج،  ومن بدأ خطوة سيوفقه سبحانه حتماً لبقية الخطوات، وعلى المربِّي دائماً أن ينوع ويغير من الأنشطة، وأن لا تكون رتيبة ومملة حتى يشعر المتربِّي بالتغيير والتطوير والتجديد.
ومن الوسائل المتاحة لحلِّ مشكلة ضعف التفاعل، هو إيجاد التنوع في العمل داخل المؤسسة حتى تلبِّي الرَّغبات المختلفة للأعضاء، فلا يتم تحميل الأفراد أعمالاً ليس في مقدورهم عملها، أو إسناد أعمال لهم لا يحبّونها، أو ووضعهم في مجموعة غير متكافئة مع بعضها، وأن لا يتم تضييق مجال العمل الدعوي في أنشطة محدودة، وإلزام الأفراد بها.
وهناك مجموعة من الوسائل التفاعلية لتنشيط الأفراد باستمرار ومعرفة ردود أفعالهم تجاه الأعمال لكسر حدّة الرتابة، كعمل استفتاء دوري لمعرفة رأي الأعضاء في البرامج المعروضة، والتقييم الدوري لأنشطة المؤسسة، وكذلك إشراك أفراد هذه الشريحة في عمليات التقييم، وإدخال بعض برامج الترفيه للبرنامج العام.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

لا تنظيم بلا التزام: كيف نحمي صفنا من الداخل؟

لا يمكن لأي مؤسسة أو شركة أو حتى جمعية صغيرة أن تحقق النجاح والاستمرارية ما …