ما زال الباب مفتوحاً لقبول توبتك

الرئيسية » بصائر قرآنية » ما زال الباب مفتوحاً لقبول توبتك

يقول الله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } [الشورى:25].
صفة لا يتصف بها إلاَّ الخالق، الرَّحمن الرَّحيم، العفوّ الكريم، الذي أنعم علينا بنعم لا تُحصى، خلقنا في أحسن تقويم، وكرَّمنا على باقي المخلوقات، وبيَّن لنا طريق الحق والهداية، وفي هذه الآية الكريمة يقرِّر لنا بأنَّه غفّار للذنوب، يقبل التوبة، ويعفو عن التائبين الذين عادوا إلى الله بقلوب وجلة، ونوايا مخلصة.

فالمسلم، مهما أذنب، وعمل من المعاصي، لا يقنط، ولا ييأس، لأنَّه إذا رجع إلى توحيد الله وطاعته، فإنَّ الله يتجاوز عن زلاته، ويغفر له أخطاءه، ويرفع مقامه ومكانته.

بل إنَّ من نعم الله على التائبين، أنَّه يبدِّل السيئات حسنات، فقد قال عزّوجل، {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [الفرقان:70].

فتخيَّل أخي المسلم، رحمة ربِّك سبحانه، لا يغفر ذنبك فحسب، بل يبدل سيئاتك حسنات!

ربنا سبحانه يريدك أن تتوب، يريدك أن تعود لدينك، ولفطرتك التي فطرك عليها، وأن لا تدع الشيطان يتمادى في إضلالك، فالباب ما زال مفتوحاً.
إنَّ الله سبحانه غفارٌ للذنوب، عفوٌ عمَّا يفعله عباده، رحيمٌ بهم، ييسِّر لهم سبل الهداية، ويدعوهم للعودة إليه، وطرق باب التوبة.

ألا تعلم يا أخي المسلم، أنَّ الله يفرح بتوبتك، وبعودتك، وبانتصارك على شيطانك ونفسك، بل ألا تلمح أن الله قال: {يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}.
وهل هناك أجلُّ وأعلى من أن يكون وصفك مضافاً لربِّ العزة، فأنت عبد لله، أنت المسلم الذي تقرّ بالوحدانية، أنت الذي تتبع خطى الأنبياء، وتسير على الطريق المستقيم.
ألا تريد أن تفوزَ بجنة عرضها السماوات والأرض، ألا تريد أن تكون بصحبة المصطفى والأنبياء عليهم السلام وحسن أولئك رفيقاً ؟
إنَّ من لطف الله بك، ونعمه عليك، أنَّه جعل باب العودة والرجوع مفتوحاً أمامك، فهلا عدت، هلا أفرحت ليلك بالقيام والاستغفار وقراءة القرآن، وهلا حسّنت سريرتك بالندم والعزم على عدم العود إلى المعاصي، وغير ذلك من الأمور.
هلاَّ عُدت وقلبك ما زال ينبض، وروحك ما زالت تسري في جسدك... لا تؤجل، ولا تماطل، ولا تسوّف، فأنت لا تعلم متى يغلق الباب. ابدأ بالتوبة من الآن، سارع إلى الاستغفار، والندم، وكل ما تستلزمه توبتك، وستجد الله غفوراً رحيماً، فقد قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث القدسي، فيما يرويه عن ربِّه سبحانه وتعالى: (( يا ابن آدم: إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك، ولا أبالي. يا ابن آدم: لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني. غفرت لك، ولا أبالي. يا ابن آدم: إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقُرابها مغفرة )). [رواه الترمذي في السنن وأحمد في المسند].
لذا اضبط أمورك وجوارحك، جدِّد إيمانك، وأحسن علاقتك بوالديك وزوجك وإخوانك وأولادك.
كن أنت الذي يقود الناس للعودة إلى الله، ارفع لواء التوبة، وجدِّد العهد مع الله.
وتذكَّر أنَّ الله مطَّلعٌ على أعمالك، مراقبٌ لتصرفاتك، خيرها وشرها، حسنها وقبيحها، فجمّل أعمالك بالتوبة، وزيِّنها بالاستغفار وكثرة الذكر.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب فلسطيني، متخصص في الشريعة الإسلامية والسياسة، مهتم بالإعلام والتربية والتعليم.

شاهد أيضاً

alt

{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}

ها هو شهر رمضان الفضيل قد انقضت أيامه ورحلت عنّا لياليه المباركات التي كانت مليئة …