كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المعلِّم الأول لآل بيته الكرام وصحبه رضوان الله عليهم، حيث كان يتعهدهم بالنصح والإرشاد والتذكير، ففي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَتَخَوَّلُنَا بالمَوْعِظَةِ ))، أي : يَتَعَهَّدُنَا .
والخائل المُتَعَهِّدُ للشيءِ، وقال أبو عَمرو بن العلاء : إِنَّما هو يَتَحوَّلنا بالحاء، والمعنى يَطلُبُ أحْوالَنَا التي تَنْشَطُ فيها للموعظةِ والذكر.
وبما أننا نودِّع هذه الأيام عاماً سيمضي، ونستقبل عاماً جديداً، فما أحوجنا إلى أن نلتمس من مواقف رسول الله صلَّى الله وسلم وكنوز سنته المطهرة خير الأعمال لنتسابق إليها، وأبرز النصائح لنستجيب لها، محقِّقين الاقتداء به، فهو لنا خير أسوة ، فمن هذه المواقف والنصائح، تذكيره الدائم لآل بيته وصحابته وأمته بالتوبة الصادقة النصوح، ومن جملتها ما نوجزه في هذه العناوين:
· الله واسع المغفرة :
عن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( لَوْ أَنَّكُمْ لَمْ تَكُنْ لَكُمْ ذُنُوبٌ يَغْفِرُهَا اللهُ لَكُمْ لَجَاءَ اللهُ بِقَوْمٍ لَهُمْ ذُنُوبٌ يَغْفِرُهَا لَهُمْ )) .[رواه مسلم].
· استغفر الله :
قالت عائشة رضي الله عنها : قال لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ((إن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنَّ التوبة من الذنب الندم والاستغفار)). [ متفق عليه].
· دواء القلب :
عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنِ الأَغَرِّ الْمُزَني - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ : ((إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ )).[رواه مسلم]. ومعنى يغان: يغطَّى.
· فرح الله بتوبة عباده :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم أَنَّهُ قَالَ : (( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاَةِ )). [رواه مسلم].
· وبشِّر بالتوبة ...
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ أناساً من أهل الشرك، كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتوا محمَّداً صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالوا: إنَّ الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أنَّ لما عملنا كفارة، فنزل : { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون } . ونزل : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} . [رواه البخاري].
· وذكِّر بالتوبة النصوح ...
فإنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)). [رواه الطبراني والبيهقي، قال الهيثمي في المجمع: (رجاله رجال الصحيح)].