(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لكل ذنبٍ قوي عليه بدني بعافيتك، ونالته قـُدرتي بفضل نعمتك، وانبسطت إليه يدي بسعة رزقك، واحتـَجبْتُ فيه عن الناس بسَترِك، واتــَّكلتُ فيه عند خوفي منك على أمانِك، ووَثقتُ من سَطوَتِك عليَّ فيه بحلمِك وعوَّلتُ فيه على كرم وجهك وعفوك.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لكل ذنبٍ يدعو إلى غضبك، أو يُدني إلى سخطك، أو يميلُ بي إلى ما نهيتني عنهُ، أو يُباعِدُني عما دَعَوتني إليه.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ أتعَبتُ فيه جوارحي في ليلي ونهاري وقد استـَترتُ حياءً من عِبادِك بِسترِك فلا سَترَ إلاَّ ما سترتني به.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ يُورِثُ الضَّـنا ويُحِلُّ البلاء، ويُشمتُ الأعداء ويكشف الغِطاء ويحبس القَطرَ منَ السماء.
الضنا :الضَّعْف وأثَر المرض.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ ألهاني عمَّا هديتنـي إليه أو أمرتنـي به أو نهيتنـي عنه، أو دَلَلْتنـي عليه مما فيه الحظ لي والبُلوغ إلى رضاك واتـِّباعُ محبـَّتك وإيثارُ القُرب منك.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ نسيتـُهُ فأحصيتـَه، وتهاونتُ به فأثبتـَّهُ وجاهرتُ به فستـَرتَهُ عليَّ، ولو تـُبتُ إليك منهُ لَغفرتهُ.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ نهيتنـي عنه فخالفتـُك إليه، وحذَّرتنـي إياه فأقمت عليه، وقبـَّحتهُ لي فزيـَّنتهُ لي نفسي.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ يصرفُ عني رحمتك أو يُحلُّ بي نقمتـَك أو يحرمُني كرامتك، أو يـُزيلُ عني نعمتك.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ غيَّرتُ بهِ أحداً من خلقِك أو قبـَّحتهُ من فعل أحدٍ من بَرِيَّتك ثم تقـَّحمتُ عليه وانتهكتـُهُ جُرأةً منِّي عليك.
تقـَّحمتُ : تقحَّم في الأمر رمى بنفسه فيه من غير روية .
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ تـُبتُ إليك منهُ، وأقدمتُ على فعلِهِ فاستحييتُ منك وأنا عليه، ورهِبتـُك وأنا فيه، ثم استَقلتـُك منه وعُدتُ إليه.
استَقلتـُك: أي طلبت منك أن تقيلني وتعفيني منه.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ أغضبَك عليَّ، ولكل شيءٍ كان يجب عليَّ فعلُه بسببِ عهدٍ عاهدتـُكَ عليه أو عَقِد عقدتـُهُ لك أو ذِمِّةٍ آليتُ بها لأجلك لا لأحدٍ من خلقِك، ثم نقضتُ ذلك من غير ضرورةٍ لزمتنـي فيه، بلِ استزلَّني عن الوفاء بها البَطر، واستحَطَّني من رعايتها الأشر.
استحطني: أي طلب مني أن أنتقص منه، والأشر والبطر معناهما المَرَح.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ لحقنـي بسبب نعمةٍ أنعمت بها عليَّ فتقَويَّتُ بها على معاصيك، وخالفتُ فيها أمرَك و تقدَّمتُ بها على وعيدك.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ قدَّمتُ فيه شهوتي على طاعتك، وآثرتُ فيه محبَّتي على أمرك فأرضيتُ نفسي بغضبك، وعرَّضتها لسخطك، إذ نهيتـني بنهيك، وتقدَّمتَ إليَّ فيه بإنذارك، وأقمت الحجَّة عليَّ فيه بوعيدك فأستغفرك اللَّهُمَّ وأتوب إليك.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ علِمتـُهُ من نفسي فأنسيتـُهُ أو ذكرتـُهُ أو تعمَّدتُهُ أو أخطأتـُهُ وهو مما لا شكَّ أنك سائِلي عنه، وأنَّ نفسي به مُرتَهنةً لَديك، وإن كنت قد نسيتـُهُ وغفَلتْ عنه نفسي.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ واجهتـُك فيه، وقد أيقـَنتُ أنـَّك تراني عليه فنوَيتُ أن أتوبَ إليك منهُ، فأُنسيتُ أن أستغفرَك منهُ، قد أنسانيه الشيطانُ.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ دخلتُ فيه بحسنِ ظنـِّي فيك أنك لا تعذِّبـني عليه، ورَجوَتك فأقدمتُ عليه وقد عوَّلتُ نفسي على معرفتي بكرمك أن لا تفضحني به بعد إذ سترتـَهُ عليَّ.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ استوجبتُ به منك ردَّ الدُّعاء وحرمانَ الإجابةِ وخيبةَ الطَّمع وانقطاع الرجاء.
(اللَّهُمَّ) إني أستغفرك لِكل ذنبٍ يُورثُ الأسقامِ والضَّنا ويُوجب النقَمَ والبلاء ويكون يوم القيامة حسرةً وندامةً.
--------------------------------------------
المصدر : استغفارات الإمام البوصيري رحمه الله