لا تتخذوا بطانة من دونكم – بقلم الدكتور صلاح الخالدي

الرئيسية » حصاد الفكر » لا تتخذوا بطانة من دونكم – بقلم الدكتور صلاح الخالدي
alt

امتلأت بلاد المسلمين بالأعداء الكافرين من اليهود والصليبيين، وجيء بهم ليكونوا خبراء ومستشارين ومخطِّطين ومبرمجين وباحثين ومحللين، يقومون بأدق الدراسات والتحليلات، ويطَّلعون على أدق الأسرار والخفايا، ويقدمون أخطر التوصيات..

وصارت عواصم بلاد المسلمين محطَّة لزيارات متتابعة لقادة وزعماء الأعداء الكافرين يجتمعون فيها بالمسؤولين، ويطلبون منهم ما يطلبون، ممَّا لا يتفق مع مصالح المسلمين!! وما زيارة الآنسة الأمريكية «كوندا» إلى المنطقة إلاَّ نموذج من تلك الزيارات، وما تحمله «تدخل» مباشر من الأعداء، في أخص خصوصيات المسلمين!!
وقد حذَّرنا الله من ما يقوم به المسؤولون في بلاد المسلمين في هذه الأيام، في آيات صريحة، قدّمت لنا الأعداء على حقيقتهم، وطالبتنا بالحذر منهم.
وأدعو الإخوة والأخوات إلى الوقفة المطوّلة أمام هذه الآيات من سورة آل عمران، وملاحظة انطباقها على الأعداء اليهود والصليبيين والأمريكان في هذه الأيام وعلى السذاجة والبلاهة التي يتصف بها المسؤولون من المسلمين، والتي يخالفون فيها آيات القرآن الكريم.
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }.[آل عمران:118-120].
أقف فقط مع الجملة الأولى: {لا تتخذوا بطانة من دونكم} فعل (تتخذوا) بمعنى تصيّروا وتحوّلوا، ولذلك ينصب مفعولين، والمفعول الأول محذوف والتقدير: لا تتخذوا الأعداء بطانة أي: لا تحوّلوا الأعداء إلى بطانة (خبراء).
والبطانة هي الشيء الداخلي الهام الغالي النفيس، وسمّيت «بطانة» لأنَّها تلي البطن والبدن، ومعلوم أنَّ للثوب قسمين: القسم الداخلي الذي يلي البدن، ويسمَّى بطانة، والقسم الخارجي الذي يراه الناس، ويسمَّى الظاهر..
واختيار العدو الكافر «بطانة» قبيح وخطير، وكأنَّ المسؤول يقرب هذا العدو ويلصقه ببدنه، ويجعله بينه وبين ملابسه لاهتمامه به، وسماعه لكلامه.. وعندما يتحول العدو الأمريكي اليهودي المخرب إلى «بطانة» للمسؤول سيطلع على أدق أسرار الدول والشعوب، ويقدم هذه الأسرار لأسياده ليعرفوا كيف يحاربون المسلمين، وعندما يقدم هذا الأمريكي اليهودي البطانة الخبير المستشار توصيته لذلك المسؤول، بماذا سيوصي يا ترى؟ وعندما يأخذ المسؤول بتوصيته ماذا يكون مصير البلدان والأوطان؟ الجواب هو ما نراه عملياً من تقهقر وتدهور في أوضاع المسلمين المختلفة التي اتخذ فيها المسؤولون الأعداء بطانة، وأخذوا بتوصياتهم.. وعلى الأوطان السَّلام.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من القسَّام إلى القسَّام

خمس صفات اجتمعت في الشيخ الشهيد عز الدين عبد القادر القسام (1882–1935) قلما اجتمعت في …