يقول الشيخ راشد الغنوشي في مقدمة الكتاب بعنوان (( حلقات الإصلاح في طريقها للانتظام)) : (هذا الكتاب تدور موضوعاته حول محور واحد هو التأسيس للحوار والحرية ومقاومة الاستبداد، رغم أنَّ أفكاره قدّمت في مناسبات مختلفة، على هيئة محاضرات ومساهمات في ندوات ومقالات في مجلات ودوريات أكاديمية مختلفة، ولأنَّ هذه النصوص لم تصدر من قبل، ولأنَّها ذات مساس وثيق بما يدور في الساحة التونسية وما يعمل فيها من صراعات، موقع الحركة الإسلامية فيها وموقفها منها، فقد رأينا مناسباً أن نلقي بهذه الأطروحات في خضم المعركة المحتدمة حول مستقبل تونس إسهاماً منَّا في الحوار وتنوير الرَّأي العام التونسي وكل جهات الاهتمام بكل ما يجري في هذه الساحة...).
وبعد مرور عشر سنوات على صدور هذا الكتاب، الذي يلقي بالضوء على الواقع التونسي وآلام ومحن الحركة الإسلامية من ظلم واستبداد النظام الحاكم، هاهو الشعب التونسي ينتفض ضدَّه ليؤسس عهداً جديداً، لعلَّ الحركة الإسلامية في تونس تضطلع فيه بمهمَّة الإصلاح والتغيير، ومساهمة منَّا في موقع ((بصائر)) في تنوير الرّأي العام العربي والإسلامي بواقع تونس نقدِّم هذه القراءة لكتاب ألَّفه أبرز الدعاة في تونس وهو الشيخ راشد الغنوسي، رئيس حركة النهضة .
مع المؤلف:
•ولد الشيخ راشد الغنوشي عام 1941م بقرية الحامة بالجنوب التونسي.
•أتمَّ تعليمه في الزيتونة، ثم سافر إلى القاهرة، فدمشق ونال من جامعتها إجازة في الفلسفة.
•انتقل الشيخ راشد إلى فرنسا لمواصلة الدراسة بجامعة السوربون، وبموازاة الدراسة بدأ نشاطه الإسلامي وسط الطلبة العرب والمسلمين.
•في نهاية الستينات عاد الشيخ راشد إلى تونس، وبدأ نشاطه الدعوي وسط الطلاب وتلاميذ المعاهد الثانوية، الذين تشكلت منهم حركة الاتجاه الإسلامي المعروفة بالنهضة.
•حوكم الشيخ راشد بسبب نشاطه الدعوي والسياسي عدَّة مرات، وكان أبرزها: محاكمته عام 1981 وقد حكم عليه بالسجن 11 عاماً، ومحاكمته عام 1987 وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة، ومحاكمته غيابيا عام 1991 مرة أخرى بالسجن مدى الحياة، ومحاكمته غيابياً عام 1998م بالحكم السابق نفسه.
•من مؤلفاته: طريقنا إلى الحضارة - مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني - حقوق المواطنة في الدولة الإسلامية - الحريات العامة في الدولة الإسلامية - الحركة الإسلامية ومسألة التغيير، وغيرها، وقد ترجم بعض من كتبه إلى لغات أجنبية، كالإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والإسبانية والفارسية.
•يقيم حالياً في العاصمة البريطانية لندن، في منفاه الاختياري، وبعد انتفاضة الشعب التونسي على نظام بن علي الهارب، قرّر العودة إلى تونس للحفاظ على هذه المكسب التاريخي للشعب التونسي مع إخوانه في حركة النهضة والقوى الوطنية التونسية.
مع الكتاب:
الكتاب صدر عن المركز المغاربي للبحوث والترجمة في لندن سنة 2001م، ويحوي الكتاب بالإضافة إلى المقدمة عشرة فصول، نذكرها موجزة :
الفصل الأول: من القرية إلى الزيتونية (المؤلف وأطوار من نشأة الحركة الإسلامية).
الفصل الثاني: العناصر الفكرية المكوّنة للحركة الإسلامية في تونس.
الفصل الثالث:دروس من تجربة الحوار في تونس.الفصل الرابع:دروس وعبر من تجربة انتخابات2/4/1989م.
الفصل الخامس: في الذكرى العشرين لتأسيس حركة الاتجاه الإسلامي:1981-2001م.
الفصل السادس: لقد دقَّت ساعات التغيير في تونس.الفصل السابع: حق الاختلاف وواجب وحدة الصف.
الفصل الثامن: جانفي 1984م.. وانتصرت الجماهير في تونس.
الفصل التاسع: حوار في الذكرى الخامسة عشر لتأسيس حركة الاتجاه الإسلامي.
الفصل العاشر: فكرة المصالحة الوطنية الشاملة.
كما حوى الكتاب ملاحق، كان من أبرزها: البيان التأسيسي لحركة الاتجاه الإسلامي، مقتطفات من المؤتمر الصحفي الأول للحركة، والرؤية الفكرية والمنهج الأصولي لحركة الاتجاه الإسلامي في تونس.