عاقبة الظالمين وخيمة.. فهل من معتبر ؟!

عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه و سلم: (( إنَّ الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)) . قال ثم قرأ:
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}. [هود:102].

[ أخرجه البخاري ومسلم]

معاني الكلمات:

ليملي : أي يمهل، والإملاءُ : الإمهَالُ والتأخيرُ وإطالةَ العُمرِ.
أخذه : عاقبة بذنبه.
لم يفلته : لم يخلّصه ولم يرفع عنه الهلاك .
{ وَكَذَلِكَ} أي: كما ذكر من إهلاك الأمم وأخذهم بالعذاب.
{ أَخْذُ رَبِّكَ}: إهلاكه وعذابه.
{ أَخَذَ الْقُرَى}: أخذ أهلها.

فوائد من الحديث:

•التحذير الشديد من الظلم: قال تعالى : {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ} . [غافر: 18].
•أنَّ الله يمهل الظالم ولا يهمله، فهو سبحانه لا يعاجل بالعقوبة، ولكن إذا عاقب كان عقابه شديداً .
•أنَّ الظلم سبب لهلاك الأمم : قال تعالى : {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً} . [الأنبياء: 11]، وقال تعالى : { وَكَأَيِّنْ مَنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ } . [الحج: 48] وقال تعالى : { وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا} [الكهف: 59]، وقال تعالى : {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} . [البقرة: 57].
•أنَّ عذاب الله بالظالمين والمجرمين شديد، كما قال تعالى : { إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} . [إبراهيم: 7]، وقال تعالى : {وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}  [البقرة: 165].
•في الحديث تسلية للمظلوم في الحال ووعيد للظالم لئلا يغتر بالإمهال، كما قال تعالى : {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}.[إبراهيم:42].