بالحب نربِّي أولادنا

الرئيسية » بصائر تربوية » بالحب نربِّي أولادنا
بالحب نربي أبناءنا
إنَّ من سنَّة الله في هذا الكون أن فطر الوالدين على محبَّة الولد، وجعله ثمرة الفؤاد و به تقرّ العين، حتى إنَّ الله عزَّ وجل قد مدح أولياءه في كتابه العزيز بأنَّهم يدعون الله ويتضرَّعون إليه أن يقرّ أعينهم بالولد الصالح {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان:74].
فممَّا لا شكَّ فيه أنَّ جميع الآباء يحبُّون أبناءهم، فهذا نداء الفطرة، وإنَّما يختلفون في طريقة التَّعبير عن ذلك الحب، غير أنَّ إحساس الأبناء وشعورهم بحبِّ آبائهم لهم عنصر حاسم في بناء الثقة بين الطرفين، وجعل هذا الحب مصدراً للأمن والاستقرار النفسي عند الأبناء.

الحب هو القاعدة الصلبة لبناء شخصية الولد على الاستقامة والصَّلاح والتفاعل الإيجابي مع المجتمع من حوله،  ولا يمكن تحقيق هذه الغايات إذا بقيت تلك المحبَّة حبيسة داخل صدور الآباء والأمهات، لذا وجب عليهم ترجمة هذه المحبَّة إلى أفعال حتَّى تؤتي ثمارها

الحب هو القاعدة...

فالحب هو القاعدة الصلبة لبناء شخصية الولد على الاستقامة والصَّلاح والتفاعل الإيجابي مع المجتمع من حوله،  ولا يمكن تحقيق هذه الغايات إذا بقيت تلك المحبَّة حبيسة داخل صدور الآباء والأمهات، لذا وجب عليهم ترجمة هذه المحبَّة إلى أفعال حتَّى تؤتي ثمارها، فهل نستطيع أن نربِّي بالحب؟
يذكر  الدكتور ميسرة الطاهر أنَّ وسائل التربية بالحب هي:

أولاً: كلمة الحب
كم كلمة حب نقولها لأبنائنا؟ هناك دراسة تقول: إنَّ الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيّئة، ولكن لا يسمع إلاَّ بضع مئات كلمة حسنة!!!

ثانياً: نظرة حب
اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بكلمة (أحبّك يا فلان).

ثالثاً: لقمة الحب
لا تتم هذه الوسيلة إلاَّ والأسرة مجتمعة على سفرة طعام واحدة، فأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أبنائهم مع عدم نسيان أن ترافقها نظرة حب.

رابعاً: لمسة الحب
فقد ثبت أنَّ مجرّد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات، فإذا جلس الأب أو الأم للحديث مع الابن يجب أن يربِّت على المنطقة التي فوق الرّكبة مباشرة، أمَّا إذا تحدَّث مع ابنته فيجب أن يربت على كتفها ويمسك يدها بحنان.

خامساً: دثار الحب
عند ذهاب الأبناء إلى النوم، فعلى الأبناء أن يذهبوا وراء أبنائهم ويقبّلونهم في السرير، وسيحس الأبناء بذلك إذا كانوا نائمين لأنَّهم سيكونون في مرحلة اللاوعي، وسيترسَّخ هذا المشهد في عقولهم، ممَّا سيقرب المسافة بين الآباء والأبناء أكثر فأكثر.

سادساً: ضمَّة الحب
لا تبخلوا على أولادكم بضمَّة حب، فالحاجة إلى الضمَّة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء، كلما أخذت منه ستظل محتاجاً إليه.

سابعاً: قبلة الحب
قبَّل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أحد سبطيه إمَّا الحسن أو الحسين، فرآه الأقرع بن حابس فقال: أتقبلون صبيانكم؟ والله، إنَّ لي عشرة من الولد ما قبَّلت واحدا منهم ! فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السَّماء".
وهناك العديد من الوسائل الأخرى التي تستطيع من خلالها التعبير لأبنائنا عن حبّنا لهم مثل: اختلق كلمة سر أو علامة تبرز حبّك لابنك ولا يعلمها أحد غيركم، كذلك احرص على أن تحضن أولادك وأن تقبّلهم وقل لهم أن تحبهم كل يوم، فمهما كثر ذلك هم في احتياج له من دون اعتبار لسنهم صغاراً كانوا أو بالغين، أو حتَّى متزوجين ولديك منهم أحفاد .
هذه الوسائل وغيرها الكثير هي ما تنمو به نبتة الحب في داخل القلوب، فإذا أردنا أن يبرّنا أبناؤنا، فلنبرّهم أولاً.

للاستزادة:
1- موضوع التربية بالحب – د. ميسرة طاهر.
2- قواعد عامة في تربية الأبناء- د. المصطفى سنكي
3- الحاجات النفسية للطفل- د. مصطفى أبو السعد

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …