هو حالة توتر شامل نتيجة توقع تهديد خطر عقلي أو رمزي قد يحدث، ويصاحبها خوف غامض وأعراض نفسية وجسمية، ورغم أنَّ القلق غالباً ما يكون عرضاً لبعض الاضطرابات النفسية إلاَّ أنَّ حالة القلق، قد تغلب فتصبح هي نفسها اضطراباً نفسياً أساسياً.
أعراضه
إنَّ من الأعراض الجسمانية للقلق هي الضعف العام ونقص الطَّاقة والحيويَّة والنشاط والمثابرة وتوتر العضلات والنشاط الحركي الزائد، والأزمات العصبية الحركية؛ كقضم الأظافر ورموش العيون.
إنَّ التَّعب والصراع المستمر يعدّان أيضاً من أعراض القلق وارتفاع ضغط الدَّم واضطراب النَّفس، أمَّا الأعراض النفسية؛ فهي الشعور بعدم الرَّاحة والحساسية الشديدة وسهولة الاستثارة وعدم الاستقرار والخوف بصفة عامة، والذي بدوره يمكن أن يكون خوفاً مرضياً يصل لحدّ الفزع، وهذا ما يسمَّى بالقلق العصابي.
الوقاية خير من العلاج
لتجنّب الإفراط في القلق والحدّ من آثاره السلبية، ننصحك بعمل التالي:
1- حدِّدي ما يقلقك: قومي بكتابة قائمة بالأمور التي تقلقك، ولكي نستطيع أن نغيِّر سلوك القلق يجب أن نغيّر الطريقة التي نفكِّر فيها، لأنَّ تفكيرنا يوجه مشاعرنا وردود أفعالنا، فعندما نعرف ما الذي يدفعنا للقلق، يجب أن نسأل أنفسنا ما هي الأفكار والاختيارات التي يجب أن نقوم بها وأن نفكر فيها، كي تساعدنا على تقليل القلق؟
2- كوني متفائلة دائماً: إنَّ من أفضل وسائل التخلص من القلق هو توقع الأفضل دائماً، لأنَّ السلوك الإيجابي وحده قد يفعل الأعاجيب؛ بحيث يخلصك من التوتر لأنك ببساطة تتأقلمين بهدوء مع حدوث الأسوأ.
3- وضِّحي لنفسك ما الذي تريدينه في حياتك؟: وهذا كفيل بأن يشعرك بسعادة وراحة، لأنَّ الأبحاث أثبتت أنَّ الإنسان يعيش القلق عندما يتحرَّك في اتجاه غير معلوم لديه؛ أي غير واضح الخطط، أو أنَّه يعيش (ما يجب عليَّ فعله) وليس الاستمتاع بفعله، ثانياً وأخيراً، فإنَّ من أكثر الأشياء المسببة للقلق هي أنَّك تقومين بما يريده الآخرون، وليس ما تريدينه أنت، وهذا كفيل وحده بأن يشعرك بالتعاسة.
عندما تقومين بتحديد ما يقلقك وتحدِّدين وجهتك في الحياة وتضعين لهذه الحياة خطة واضحة المعالم، سيمتلئ قلبك وعقلك بالتفاؤل، وبهذا تكونين قد أضفت نكهة لذيذة لحياتك من الداخل والخارج.
4- اشغلي نفسك باستمرار: فقد وجد باستمرار أنَّ الأشخاص الذين لديهم قائمة بالإنجازات أو الأعمال هم أقل النَّاس قلقاً.
5- ناقشي ما يقلقك مع صديقة مقرَّبة: إنَّ وجود المقرَّبين في حياتنا هي النِّعمة المهداة من الله عزَّ وجل إلينا، وعندما يكونون على قدر من الحكمة والبصيرة فإنَّهم خيرُ عون لنا فنرى بعيونهم ويسمعون صوتَ ما يقلقنا، فيقولون لنا إن كان منطقياً، أو مبالغاً فيه.
6- اسألي نفسك، هل ما يقلقني يمكن حلّه ؟ وكوني منطقية: فإذا كانت مشاكلي وهمومي وما يقلقني يمكن حلّها، فمن المنطقي أن أكون واقعية منطقية، لأنَّ حلَّ المشاكل يحتاج للهدوء والواقعية، أمَّا إذا كنت قلقة فكيف سيمكنني أن أقدر الأمور على حقيقتها لو كانت مشاعري غيرَ متزنة أو مبالغاً فيها.
7- وأخيراً، استرخي وخذي قسطاً من الرَّاحة بعد حمَّام ساخن وشرب كوب من نقيع النّعناع السَّاخن.
الحياة قصيرة ولا تحتمل أن تضيّعي فيها الدقائق سدى، لذلك توقعي أختي الحبيبة الخير وتفاءلي به، وحدِّدي تماماً كلّ ما يقلقك، وليكن لك على الخير أعوان من رفقاء وأصدقاء إيجابيين وأصحاب بصيرة، وعدِّدي كلَّ النِّعم التي ترفلين بها، فسترين الحياة بألوان أجمل.