مرَّت السنون سريعة، وكنت مع مرور كلّ لحظة أتذوق إحساساً جديداً ... هي المحبَّة، ولكن بألوان شتى ...
همساتك الحانية تطرب روحي ... فتنطلق لتعانق السعادة بكلِّ معانيها ... مضى على زواجنا عشر سنوات ...لم أزدد فيك إلاَّ تعلّقاً...
أرى أمام ناظري انهيار أبراج المحبَّة لعاشقين هنا ومتيَّمين هناك ... أمن الممكن أن نؤول للمصير نفسه ...أو هل تنقطع أواصر المحبَّة ؟؟؟؟
تجيب نفسي على نفسي ... رباطنا أبدي لا ينقطع ومحبتنا لا تنتهي ... لأنَّني ... زوجي الغالي ... أحبّك في الله، فتلك محبَّة لا تنتهي حتَّى بالموت، فحبلها موصول إلى رياض الجنَّة.
أحبّك لأنَّك اخترتني بأمر الله ورسوله، فعن الرَّسول عليه الصَّلاة السَّلام قال :
((..... فاظفر بذات الدِّين تَرِبَت يداك)).
أحبّك لأنَّك ابتدأت حياتنا بالدعاء : ((اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه)).
ولأنَّك أيقظتني دوماً على صلاة الفجر، ونضحت الماء على وجهي إن تكاسلت .
ولأنَّنا تلونا سويّاً آياتِ القرآن وحفظنا وتدبَّرنا.
ويزداد حبِّي لك عندما أراك تبتهل لله العزيز الغفَّار باللَّيل والنَّهار وفي الأسحار .
أحبّك لأنَّك كنت بجانبي دوماً في حزني وفرحي ...في ألمي وأملي .
كنت أرى في عينيك امتثالاً لقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أوصيكم بالنِّساء خيراً))، ((ما أكرمهن إلاَّ كريم وما أهانهن إلاَّ لئيم)).
فكنت أنتَ الكريم.
أحبّك في الله، لأنَّ الله هو الذي جمعنا على المودة والرَّحمة بعد استخارة واستشارة، فقلت: الحمد لله الذي آنسني بزوج من نفسي أسكن إليه، فأجد مودته ورحمته بيننا.
أحبك أيُّها الغالي، لأنك كنت لي سكناً كما كنت لك سكناً، وحفظت ما سمَّاه ربُّ العزَّة {ميثاقاً غليظاً} .
وأحبّك لأنَّك شريكي في طريقي ودعوتي وعوني لشدّتي، فقد عاهدنا الله سويّاً بأننا سنكون مثال الأسرة المسلمة.
وأن نربِّي أبناءنا سويّاً ليجتازوا عقبات الحياة ومفاتنها، فكنت نِعمَ الزّوج، ونعمَ الأب ....
لا أقول بأنَّ حياتنا كانت مثالية، كنا نختلف أحياناً، نتجادل، نغضب ونثور، ... نقتبس من نور حبنا تارة، ونكتوي بناره طوراً ... لكن ما ميَّز علاقتنا دوماً أنَّ الشَّرع هو الذي كان يحكِّمها، فكنا نستقي من نور الله سعادتنا.
كنت دوماً تقوِّمني بحب.. تعاتبني بابتسامة.. وتزجرني بحلم.
زوجي الحبيب: أحبّك لأنَّ كلَّ ما يشبه الغير فيك يختلف .. ليس شكلك ومظهرك، وإنَّما روحك ورونقك.
أحبُّك في الله... فهكذا كان حبُّ خديجة والحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم، وهكذا حب صادقي المحبِّين ...
كتب للاستزادة:
- أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين: أ.سحر المصري.
- رِفقاً بالقوارير : د. عبد المجيد البيانوني.
- أسعد زوجين : عبد الرحمن التركي.