بعث الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية بعرب 48 رسالة إلى كلِّ غيور على المسجد الأقصى، نشرت ضمن إصدارات مركز الإعلام العربي يحمل في طياتها زفرات ملتهبة تدق ناقوس الخطر لما يحاك بالمسجد الأقصى من أخطار على أيدي المؤسسة الصهيونية منذ العام 1967م.
تكشف الرِّسالة عن حجم القرصنة التي تمارسها الجمعيات الصهيونية على المسجد الأقصى ومدينة القدس، وتهدف إلى ابتلاع الأراضي حول المسجد الأقصى، ما يؤدِّي إلى فصل الأقصى عن امتداده العربي والإسلامي عن طريق مصادرة وجود المسلمين في القدس.
يبين الشيخ رائد صلاح في مؤلفه كيف تتم عملية الاستيلاء على أراضي القدس عن طريق سماسرة عرب باعوا ضمائرهم -حسب قوله- وباتوا يعملون لصالح جمعيات صهيونية، حيث يقوم السماسرة باستدراج أهل القدس لبيع أراضيهم وبيوتهم، وهم بدورهم يبيعون تلك البيوت للمؤسسات الصهيونية مقابل أسعار مغرية جدا.
يستعرض المؤلف مؤامرة أخرى تقوم بها المؤسسات الصهيونية العالمية مدعومة بملايين الدولارات، حيث تقوم بطرق أبواب المقدسيين المهجرين خارج فلسطين، وتعرض عليهم أموالا طائلة من أجل التوقيع على ورقة تنازل عن أرضهم، وبالتالي التنازل عن حق العودة.
يطرح الشيخ رائد حلاًّ يوقف به تلك المؤامرة التي وصفها بالسرطانية، والتي تنخر في محيط المسجد الأقصى باقتراحه إنشاء صندوق باسم "الصندوق الإسلامي والعربي والفلسطيني" تموّله المؤسسات العربية والإسلامية، ومنوط بهذا الصندوق إنقاذ الأراضي الفلسطينية بشرائها من أهلها.
يقدّم الكتيب مقتطفات من الفكر الصهيوني عن القدس من خلال أدبياتهم، وفي مجملها تؤكد على فكرة العودة إلى الأرض المقدسة، كما يعرض الخطط الإسرائيلية لهدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم، ويدعمها بالصور التي قسمها إلى ثلاثة أقسام، وهي صور الهيكل المزعوم في مخيلتهم وصور للحفريات تحت وفي محيط المسجد وصور للبيوت المعروضة للبيع.
صفحات من حياة الشيخ رائد صلاح ..
ولد الشيخ رائد صلاح عام 1958م في مدينة أم الفحم، ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مدينة أم الفحم، ثم أكمل تعليمه الجامعي في كلية الشريعة بمدينة الخليل.
بعد تخرجه من كلية الشريعة أُدخل السجن بتهمة الارتباط مع منظمة محظورة وهي
( أسرة الجهاد ) وكان ذلك عام 1981 ، ثم بعد الخروج من السجن فُرضت عليه الإقامة الجبرية لفترة طويلة، حيث كان خلالها ممنوعاً من مغادرة المدينة طوال الوقت وممنوعا من مغادرة بيته خلال الليل، ثم كان ملزما بإثبات وجوده مرَّة أو مرتين كلّ يوم في مركز شرطة ( وادي - عارة ).
عمل عام 1986للعمل كأحد محرّري مجلة ( الصراط ) الشهرية الإسلامية حتى نهاية عام 1988 تفرّغ في مطلع عام 1989 لخوض انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم، عن الحركة الإسلامية ، ونجح في تلك الانتخابات بنسبة تزيد على 70%، وأصبح رئيسا للبلدية وهو ابن 31 عاماً، ثم خاض الانتخابات للمرة الثانية عام 1993ونجح بنسبة تزيد على 70%، ثم خاض الانتخابات للمرة الثالثة عام 1998 ونجح بنسبة تزيد على 70% أيضاً. وشغل الشيخ صلاح منصب نائب رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ونائب رئيس لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب منذ انتخابه لرئاسة بلدية أم الفحم حتى استقالته .
في عام 1996 انتخب رئيساً للحركة الإسلامية وأعيد انتخابه عام 2001، وخلال هذه السنوات أيضاً تقلَّد مهمَّة رئيس بلدية أم الفحم، وكذلك تقلد مهمة رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية حتى عام 2002 ورئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية .
في عام 2000 تعرّض الشيخ رائد صلاح لمحاولة اغتيال في الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى وأصيب بعيار ناري في رأسه من قبل القوات الصهيونية .
في عام 2001 قدّم الشيخ استقالته من رئاسة بلدية أم الفحم، من أجل التفرّغ الكامل للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وخدمة مشروع إعمار وإحياء المسجد الأقصى المبارك.
اعتقلته الشرطة الصهيونية فجر يوم الثلاثاء 13-5-2003، إضافة إلى 13 من قادة الحركة الإسلامية بزعم أنهم قاموا بتبييض أموال لحساب حركة المقاومة الإسلامية "حماس"- في مجال الدفاع عن المقدسات والأوقاف الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى المبارك، حيث ترأس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، والتي تعمل على حماية وترميم المقدسات والأوقاف.
استمر الشيخ رائد صلاح في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، واستمر جيش الاحتلال في إبعاده عن مدينة القدس المحتلة، حيث منع الشيخ من دخول مدينة القدس عام2009 ، ثم أصدرت المحكمة الصهيونية عام 2010 قرار بسجن الشيخ تسعة أشهر. ولكن كان رد الشيخ : (( إننا سوف ندافع عن المسجد الأقصى حتَّى من داخل السجون، وإنَّ السجن لن يزيدنا إلاَّ قوة)).