خاص – بصائر
خلق الله الأنثى ووضع فيها من أسرار العطف والبذل والحنان ما لم يضعه في الرَّجل، وكلّ أنثى تحلم بأن تكون عصفورة في قفص السَّعادة الزّوجية وملكة على عرش العطاء، لتمنح الحب والود اللامتناهي لزوجها وأبنائها، تعطي بلا حساب لتنال الأجر والثواب من الله تعالى، والمحبّة والود من الزّوج والأبناء..
للمرأة المتزوجة طموح وأحلام.. تنمو مع أيامها وتصطدم بواجبات محبوبة إلى قلبها، فهي ترى السعادة من خلال أسرتها؛ تسعد لسعادتهم، وتحزن لحزنهم، وتبحث دوماً عمَّا يرضيهم.. فتتضاءل مع عظم المسؤوليات أحلامها الشخصية، وتخفي الواجبات الأسرية طموحاتها، ليأتي يوم تنسى فيه أنه قد كان لها أحلام وطموحات.
ويمسي طموحها الوحيد أن تنهي واجباتها المنزلية قبل انقضاء النهار، فتقبل بأن تكون الطاهية والمدرسة والمربية، وتعتاد هذا الروتين فيصير همها كل يوم منصب على إتمام واجباتها المنزلية.
هل هذا ما أراده الله من المرأة؟! وهل يجب أن تدور طموحات المرأة حول محاور الطبخ وأعمال المنزل وإرضاء الزوج والأبناء؟ أم أن الله منحها –كأنثى– القدرة على القيام بأكثر من ذلك؟
لا نرى أعظم من وظيفة الزوجة الأم، ولكنَّ الزّوجة والأم المسلمة مطالبة بما هو أكثر، إنَّها مطالبة بأن تكون لبنة في بناء صرح النصر والازدهار للأمَّة، وفي تاريخنا الإسلامي دلالات وعبر، إذا عرفناها تيقنا بعظم دور المرأة..
لقد عرف العهد النبوي والخلافة الراشدة حضوراً ومشاركةً للمرأة في كثير من مناحي الحياة، وقد برعت المرأة آنذاك بإثبات نفسها أديبة وخطيبة وممرضة ومقاتلة، لقد أراد الإسلام دوما أن تكون المرأة شريكة الرِّجل في حياته ودعوته وهموم الأمة، ولنا في أمهات المؤمنين خير قدوة، فتلك أمنا الحبيبة السيدة خديجة بنت خويلد سميّت بالطاهرة، وكانت صاحبة مال وجمال وحسب ونسب، وكانت تدير تجارة، كما عُرفت بشدة الذكاء والعفة والطهر، وقد اختارت النّبي صلَّى الله عليه وسلَّم زوجا لها لأنه الصادق الأمين، وكان لها دور كبير في مساندته في أصعب فترات الدعوة بمكة.
وتلك السيّدة عائشة، كانت على درجه كبيرة من الذّكاء والفِطنة بالرَّغم من صغر سنها، ورصدت لكل حركات النّبي صلَّى الله عليه وسلَّم وسكناته، فجعلها الله سبباً في نقل معظم أحاديث النّبي وعاداته وعباداته داخل البيت وخارجه، واختارها الله لكي تنقل لنا الدين وتعلم الأجيال سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تسمى فقيهة الأمة.
وتلك السيّدة نسيبة بنت كعب (أم عماره)، كان لها دور كبير في الجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته، وكانت تحمل السلاح وتحارب، ودورها في غزوة أحد في الدّفاع عن النّبي وإصابتها في كتفها حتَّى قال لها النَّبي صلَّى الله عليه وسلّم عنها: ((من يتحمَّل ما تتحملين يا أم عمارة)).
كيف أستطيع ذلك؟
إنَّ المرأة قادرة على القيام بأعمال مختلفة في الوقت ذاته، وتلك طبيعتها فطرها الله عليها لعظم المسؤوليات المترتبة عليها، فهي تستطيع أن تعد الطعام وتحفظ القرآن في آن معاً، وأن تقرأ كتاباً وتستوعب مضمونه فيما تستمع لحوار ابنتها مع صديقاتها، فيما لا يستطيع الرجل أن يحفظ محفظته وهو يحمل طفله الصغير، وليس بالضرورة أن يكون طموح المرأة متعارضاً مع الواجبات، بل من الممكن أن يتوازيا ليخدما هدفا مشتركاً.
نصائح نأمل أن تساعدك في تحقيق طموحاتك:
- النوم باكراً والاستيقاظ باكراً، فعن الحبيب عليه الصَّلاة والسَّلام أنَّه قال: ((بورك لأمتي في بكورها)).
- تنظيم بيتك، فالبيت المنظَّم يوفِّر عليك الجهد والوقت.
- علِّمي أبناءك الاعتماد على أنفسهم كلّ حسب عمره.
- كوني كالفراشة، تنتقل من زهرة إلى أخرى فتمنح كلا منها الجمال والسعادة أما مهمتها فهي تلقيح النبات.
- أشركي زوجك وأبناءك في طموحك مهما كان، فسيكونون بعون الله عونا لك ودعماً.
- إن أذكى الناس يستخدم فقط 7% من قدراته التي أعطاه الله إياها، فبالعزيمة والإرادة القوية أنت قادرة على القيام بواجباتك وتحقيق طموحك والاستعانة تكون دوماً بالله تعالى.
- التحديات التي تواجه الأمة اليوم كبيرة، وطموحك لبنة في بناء النصر فثقي بالله وانطلقي وردِّدي: {وما توفيقي إلا بالله}.