الاستشارة : السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته, جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الراقي,استشارتي حول موضوع رأيته منتشراً بين الشباب الملتزم، ويعتبرون في الصف الأوّل في الدّفاع عن الإسلام.
أنا متزوجة، وبحكم عمل زوجي تنقلنا في أكثر من بلد، وفي كلّ مرَّة كنت أرى المشكلة نفسها؛ وهو أنَّ إخواننا يتبادلون نوعاً من الحديث الذي لا يتناسب مع موقعهم، لأنَّها ألفاظ بذيئة جداً،
لا أنكر أنَّ لكلِّ شخص زلاته، ولكن ما أثار غيرتي هو المكانة التي هم فيها من جهاد، لا يستوي الأمران.
الرد على الاستشارة
المستشار : رامي ملحم
أشكر للأخت الكريمة حرصها وحرارة غيرتها على الدّعاة والعاملين في ميدان الجهاد والمقاومة، وتساؤلها يندرج من أبواب النصيحة غير المباشرة لهذا الصنف من العاملين الذين أدعو الله عزّ وجلّ أن يتقبّل جهدهم ويوفقهم دوماً لحسن طاعته.
ولا يخفى على أحد أنَّ المعصوم هم مَنْ عصمه الله عزّ وجلّ، وكلٌّ يأخذ من كلامه ويردّ إلاَّ محمَّداً عليه الصَّلاة والسَّلام، والدُّعاة هم من سائر البشر، ويعتري دعاتنا ما يعتري عموم الناس من النقص والعيوب، وأودّ لو أنَّ الأخت الكريمة تستفيد من الملحوظات الآتية:
1. أن لا تبخل أو تستحي من النصيحة لهؤلاء الدّعاء والعاملين، بل هم من أحوج الناس إلى النصيحة وبيان العيوب، لكني أذكرك بآداب النصيحة وفقهها.
2. أن لا تقتصر نصيحتك على النصح المباشر من طرفك، بل يمكن استعمال أهل التأثير والخبرة، كما يمكن الاستفادة من مقالة أو محاضرة أو آية أو خبر أو أثر. كقول الله تعالى:{ إليه يصعد الكلم الطيب} ، وكقول رسول الله صلى الله عليه والسَّلام: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)).
3. أن تبيّني أهمية الأدب في الإسلام ومنزلة الخلق في السلوك واللفظ، وأثر اللحظ قبل اللفظ على المدعوين.
4. أن يكون حوارنا مع المقصّرين من دعاتنا بحس حميمي دافئ، يلمس فيه الحرص والحب لا التشهير أو الجرح، بل يلزم أن نقنعهم أنَّ حبّنا وحده هو دافعنا لتنبيههم باستكمال هذا العيب في ألفاظهم.
5. تنبيههم إلى الأثر السلبي المترتب على الفحش في الحديث شرعاً من جهة أن المسلم ليس سباباً ولا لعاناً ومن جهة أنَّ الحديث البذيء يبعد المدعوين عن الداعية.
6. من نعم الله علينا أن كنا عرباً ننطق بلغة القرآن، ولغتنا مليئة بالمصطلحات والمفردات والأساليب التي يمكن للمتحدث استعماله ليعبّر عن مقصده بأجمل الصورة وأكثرها تأثيراً؛ لذا وجدنا الشعراء أبدعوا في الرّثاء والمديح والهجاء وغيره بلغة عربية من غير فحش ولا بذاءة.
7. وإن كان لكِ أيتها الأخت الكريمة معرفة بمن يملكون أدوات التربية والتأثير على قطاع الشباب والتربية في منطقة أو بلد أن تنبيهيهم إلى ملحوظتك القيمة ليستكملوا تربية شبابنا على محاسن الأخلاق وأطايب الألفاظ.
8. وأدعو كلّ من له منزلة المعلم والمربّي والقائد أن يوجّه دعاتنا والعاملين في ميادين الجهاد والمقاومة، ويرسّخ في سلوكهم حسن الحديث والبعد عن الفحش في القول.