كيف أسيطرُ على غضبي ؟؟

الرئيسية » استشارات تربوية » كيف أسيطرُ على غضبي ؟؟

الاستشارة :

أنا أمٌّ لولدين صغيرين في السن؛ الثانية والرابعة من العمر، أواجه مشكلة في تربيتي لهم، فأنا شديدة الغضب والانفعال وشديدة الحساسية، وأعتقد هذا بسبب تعلّقي الشَّديد بزوجي، والذي هو دائماً مشغول، عمله طويل ولديه التزامات كثيرة ، أنا مغتربة، أريد أن أكون فرداً نافعاً في المجتمع، زوجةً صالحة وأماًّ مربية ومسلمة منتجة في أمتها، أنا أحفظ القرآن وأمارس الرِّياضة وأحاول أن أقرأ كتباً متنوعة في التربية والدعوة وعلوم القرآن، ولكن أواجه مشكلة حقيقة هي عدم سيطرتي على نفسي غضبي الشديد وانفعالي، وقد أصبحت الآن فظَّة في تعاملي مع الآخرين، الأمر الذي سبَّب مشاكل مع زوجي ومع أولادي والآخرين، أرجو أن تقدّموا لي نصائح وتوجيهات لذلك، وجزاك الله خيراً.

الرد على الاستشارة

المستشارة : هدى نجم

أختي العزيزة السَّائلة ..

إنَّ الأمومة شيءُ رائع، وهي أهم وأفضل مهمَّة في الحياة، لقد أحببت عزيمتك في تربية أولادك ومحاولتك بأن تصقلي حبّك لهم بالمعرفة والعلوم التربوية والشرعية، ولكن يبدو من رسالتك أنك رغم محاولاتك الجادة ونشاطاتك المتعدّدة إلاَّ أنك تشعرين بأنَّ هذا غير مرضِ لك وغير كافٍ. أنت ترين أنَّ لبعد زوجك بسبب عمله الطويل تأثيراً سلبياً عليك، ممَّا جعلك سريعة الانفعال وشديدة الحساسية، وتظهر ردود فعلك الغاضبة تجاه الآخرين داخل أسرتك وخارجها.

إنَّ الغضب انفعال طبيعي، مَنْ منَّا لا يغضب! ولكنَّ التعبير عن الغضب قد يصبح غير طبيعي كما أنَّك إذا كنت غالباً ما تشعرين بالغضب، فإنَّ هذا مؤشر على المشاعر المكبوتة والمواقف غير المنتهية وغير المحلولة خاصة مع زوجك، والأهم مع نفسك، لذا اقترح عليك عدَّة أمور أرجو أن تساعدك في التحكّم بردود فعلك وعلاقاتك مع أحبابك الأطفال وزوجك والآخرين:

حاولي أن تجدي الوقت المناسب والطريقة المناسبة للتحدّث مع زوجك حول مشاعرك، ولكن عليك قبل ذلك الاستعداد بترتيب أفكارك واختيار كلمات إيجابية تعبّر عمَّا تريدين، وليس الشكوى أو التعبير عمَّا لا تريدين، مثلا :

(إذا كنت منزعجة من تحمل مسؤولية الأطفال طوال الوقت ومتعبة من المهمات المترتبة عليك) فيمكنك أن تقولي : (أريد مساعدتك في تربية الأولاد، فدورك مهم جدّاً، ورأيك في كثير من الأمور يكون أفضل من رأيي أحياناً). عندها سوف ينفتح عليك ويسألك عمَّا تريدين بالضبط.

حاولي إيجاد حلول بديلة، فأحياناً تكون الحلول الصغيرة هي المطلوبة، كأن تسجلي أطفالك الاثنين أو أحدهما في روضة أو حضانة كما يناسب أعمارهم، عندها تكونين قد حصلت على وقت خاص بك تمارسين فيه ما تحبين من أنشطة وأنت مطمئنة على أطفالك، وفي الوقت نفسه يقضون هم وقتا مفيداً وممتعاً مع أطفال مثلهم في بيئة آمنة.

كلُّ واحد منَّا لديه مشاعر يريد التعبير عنها بالكلام أو بأي شيء، ولكن لا نتمكن دائماً من التعبير عن مشاعرنا، وأحيانا لا نعرف كيف وهذا يبقى في الداخل يؤثر فينا دون أن ندرك، وعندما يزيد ويفيض يخرج على شكل غير مرغوب فيه مثل الغضب غير المبرّر، لذا هناك طرق بسيطة تساعدنا على التخفيف على أنفسنا مثل" الكتابة- فيمكنك كتابة مذكرات أو كتابة حرَّة" " ممارسة هواية فنية مثل : الرسم، الأعمال الفنية اليدوية ...

وإذا لم يفيد ما سبق فعليك بالتحدث إلى احد ما تثقين به ويتقي الله حتَّى ترتاحي ممَّا يختلج في صدرك.

لا تعتقدي أنَّ ظروف الحياة هي التي تجلب السعادة أو العكس، فأحياناً نجد أنفسنا أمام ظروف لا يمكن تغييرها .

إنَّ السعادة لا تنبع إلاَّ من الداخل، فعليك أن تثقي بنفسك وتحبيها، وأن تتحدثي مع ذاتك بايجابية ، أي: اجعلي أفكارك تجاه نفسك مشجعة ولا تنتظري ذلك من الآخرين، (أنا جميلة)، (أستطيع أن افعل ...)، (أحب أن أرى نفسي البس...). وقومي بتمارين الاسترخاء إذا كنت تعرفينها.

وأخيراً وليس آخراً، النشاطات العائلية داخل المنزل أو خارجه تجلب السعادة والتقارب والتفاهم، فحاولوا كأسرة القيام ببعض النشاطات حتَّى لو بفترات متباعدة.

أتمنى لك السَّعادة مع زوجك وأولادك.. فأنت بلا شك زوجة وأم صالحة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

لا أشعر بالسعادة لنجاح الآخرين!

أنا شاب ثلاثيني؛ ناجح جداً في مجال عملي وعلاقاتي، متزوج ولدي أطفال وزوجة رائعة وأعمل …