زبيدة بنت جعفر .. أعجوبة الحجيج

الرئيسية » بصائر للأسرة والمرأة » زبيدة بنت جعفر .. أعجوبة الحجيج
alt

ليس من العجيب أن يكلِّف زفاف كزفاف الأميرة زبيدة بنت جعفر وهارون الرَّشيد 55 مليون دينار..

ليس من العجيب في مثل هذا الزَّفاف أن تفرّق الدّراهم في أواني من ذهب، والدنانير الذهبية في أوان من فضّة على عامة أهل بغداد..

ليس من العجيب أن ترتدي أميرة كزبيدة في يوم زفافها درعاً من اللؤلؤ والغالي والنفيس من المجوهرات.. فما استطاعت السير بكثرة ما تزيَّنت!!

ليس من العجيب أن ينثر المسك والعنبر والرَّوائح العطرة فرحاً بهذا الزَّفاف!!

ولكن من العجب العُجاب أن تكون صاحبة هذا الزفاف هي التي أمرت بشقّ صخور الجبال حتى يرتوي من سار حاجاً من بغداد إلى مكَّة، قائلة: (اضرب ولو كلَّفت ضربة الفأس ديناراً).

ومن العجب العجاب أن يكلّف مشروع درب زبيدة مليون و700 ألف مثقال من الذهب بحثاً عن راحة المسلمين، فقد أمرت بالبحث عن مصادر المياه الطبيعية؛ ليجد المهندسون بعد ذلك 20 عيناً (سمِّيت بعين زبيدة)، تمَّ وصلها ببعضها بمجارٍ صخرية أغلقت للمحافظة على برودة المياه، ثمَّ قام المهندسون بعمل فتحات على جدران المجاري حتَّى تيسر على المارة استخدام المياه، والأعجب من ذلك أنَّها – رحمها الله – عندما جيء إليها بدفاتر الحسابات رمتها في نهر الفرات، وقالت: (الحساب... يوم الحساب)!.

ليس من العجب بأميرة من أحفاد الأسرة الهاشمية أن تحفظ القرآن الكريم، وتروي الحديث النبوي، وتحضر مجالس العلم والأدب، وتنظم الرقائق من الشعر، بل وتختص بعلم التوقيعات الذي لا يتقنه إلاَّ العلماء!!

ولكن من العجب العجاب أن تعمل هذه الأميرة (وهي زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد) على خدمة المسلمين فتحج عاماً وتغزو عاماً مع زوجها، وإن لم ترافقه، تنوب عنه في الشؤون الداخلية للدولة، وتهتم بإنشاء العمارة وصك الدراهم والدنانير!

أمرت عام 185هـ بصك درهم تذكاري بمناسبة مصالحة الأمين والمأمون وكتب عليه: (ممَّا أمرت به أمّ ولي العهد.. بسم الله ضرب هذا الدرهم بحدائق ذات بهجة).

ليس من العجيب بأميرة كزبيدة عاشت في بغداد أن تكون أوّل من يلبس الحرير الأحمر والأزرق والأصفر والأخضر، وأن تمتلك ألف جارية في قصرها.. ولكن من العجب العجاب أن تسخر جواريها لحفظ كتاب الله والاعتكاف على ختمه كلّ 3 ليال؛ فيكون ورد كلّ واحدة منهن في اليوم 10 أجزاء!!

سأل سائل عن قصر زبيدة، فقيل له: سر حتَّى تسمع دويّاً كدوّي النحل، فهناك قصر زبيدة، فلمَّا وصل سأل الحارس عن سبب هذا الدوّي، فأجاب: إنَّهن جواري السيدة زبيدة يحفظن كتاب الله كلّ 3 ليال!!

ليس من العجيب بحفيدة الخليفة أبي جعفر المنصور وزوجة الخليفة هارون الرشيد وأمّ الخليفة محمد الأمين أن تمتلك سبحة فريدة في شكلها صنعت من يواقيت رومانية يقدر ثمنها 50 ألف درهم!!

ولكن من العجب العجاب أن تنس امرأة كلّ أعمال الخير والجود والكرم والقرآن، ثم تجيء بعد وفاتها لابنها في المنام قائلة: إنَّ ركعتين في جوف اللَّيل أدخلتها الجنة!!

هذه هي زبيدة أميرة الدنيا في زمانها، هذه هي التي سئلت مرَّة: من علمك أبوك أم زوجك؟ فأجابت: (والله، إن كان لأبي فضل عليَّ في الولادة والتربية، فإنَّ لزوجي فضل عليَّ في الأخذ بيدي إلى الخير، وبالأخذ على يديَّ إلى الخير)..

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

إقرار أول قانون للحماية من العنف المنزلي في السعودية

قال مسؤول في مجال حقوق الإنسان إن السعودية أقرت قانونا مهماً يهدف إلى حماية النساء …