لم تعد الزوجة اليوم تلك المرأة التي تسخر نفسها لخدمة الزوج والولد والبيت، فمتطلبات الحياة باتت تفرض نفسها على الأسرة المسلمة، وغدا من بعض مسلّمات الحياة أن تخرج المرأة لتعمل إسهاماً في مصروف البيت لتحيا الأسرة بكاملها في وضع جيد أو مريح.
بل تخرج الزوجة اليوم في بعض الأحيان من باب إثبات الذات والحصول على صورة شخصية مقبولة اجتماعيا، محفوفة بالإنجاز في أحسن الأحوال، أو محاطة بإعجاب الصديقات في أحوال أخرى.
تساؤل يلوح في الأفق...
والسؤال هو: من المسئول عن هذا الواقع؟ وما هي مترتبات هذا الواقع على طبيعة العلاقة بين الزوجيْن؟ هل ألقى هذا الانشغال لكلا الطرفيْن بظلاله على العلاقة الزوجية في برود أو قسوة!!
عزيزتي الزوجة..
مهما تحدثنا عن المسؤولية المشتركة لكلا الزوجيْن عن العلاقة بينهما، تبقى الزوجة هي الملكة المتربعة على العرش في إشاعة جو من اللطف والأنس، قليل هم الرجال الذين يملكون القدرة أو الاندفاع نحو هذا، لكن المرأة مجبولة على العطف والحنان، على الرقة والجمال، على الحب والوداد، وكوني على ثقة بأن توفير هذا الجو الإيجابي لكما يقلل من نقاط التماس السلبية، ويخفف من وطأة المشكلات وحدة الانفعالات..
مؤشرات على الطريق..
العبارات التالية تعكس سلوكات يمكنك القيام بها تجاه زوجك، قومي بتحديد موقفك منها ثم انظري في المقياس الموجود في النهاية لتحدد مكانك وطبيعة علاقتك مع زوجك.. كوني صادقة مع نفسك، فلن يطلع على الإجابة غيرك، وكوني إيجابية في الكشف عن سلبيات يمكنك تجاوزها وتحسينها..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما هو جنتك ونارك"، رواه أحمد في المسند، ودورك في معراج الوصول إلى الجنان له بعض المظاهر، فإليك شيئاً منها:
- استقبله على باب البيت عند عودته من الخارج بالترحيب والأشواق.
- أصحبه إلى أن يجلس أو يغير ملابسه.
- أطمئن على أحواله خلال اليوم.
- أستمع إلى مشكلاته، وأشاركه في حلها ولو بالكلمة الطيبة.
- أحاول تهدئته ومساعدته في ضبط انفعالاته، وإن كان مخطئاً.
- لا أستفزه ولا أرد عليه عندما يغضب.
- أهيئ الفراش قبل ساعة النوم وأعطره.
- أعطر البيت بأطيب الروائح خاصة في يوم الإجازة.
- لا أثقل على زوجي بكثرة الطلبات وخاصة إذا كان متعباً.
- أحفظ غيبة زوجي عند سفره في ماله وعياله وبيته.
- أعمل على راحته وأنبه الأولاد إلى التخفيف من الحركة أثناء نومه.
- أحرص على رضا والديْه وأمدحه أمامهما.
- أكثر من الكلمات اللطيفة أثناء حديثي معه (حبيبي.. حياتي..).
- أرتدي أجمل الثياب والتي يحب أن يراني فيها.
- أثني على الأشياء التي يشتريها.
- أضع لمساتي الجميلة في البيت بين فترة وأخرى.
- آخذ رأيه في بعض الأمور التي تخصني.
- أُقبّل رأسه بين فترة وأخرى، ولا أنام إلا وهو راضٍ عني.
- أجهز الأكلات التي يحبها، وأحرص على تعلم وصفات جديدة.
- أساعده في بعض أموره وأخفف عنه همومه.
مفتاح الإجابة:
اجمعي مجموع إجاباتك في كل بند على حدة (دائماً- غالباً- أحياناً)
إذا كانت إجاباتك "دائماً" بين 40 و 60: هنيئاً لك الحب الذي تبدينه لزوجك، ويبدو أنه يستحق ذلك، فاجتهدي في المزيد.
إذا كانت إجابتك "غالباً" بين 20 و40: حاولي الارتقاء بمستوى تعبيرك عن الحب بينكما، وابحثي عن المعوقات وتجاوزيها.
إذا كانت إجاباتك "أحيانا" بين 10 و20: احرصي على بذل الاهتمام الكافي للعلاقة مع زوجك، تحتاجين إلى مراجعة أوراقك بجدية للعمل على تحسين الجو بينكما.
لك منا خالص الدعاء..
----------------------------------------------------------------
للاستزادة:
كيف تبنون بيتاً سعيداً "الأدوار المتبادلة"/ د. أكرم رضا.