تلاوة القرآن .. عبادة وشفاء وشفاعة

الرئيسية » خواطر تربوية » تلاوة القرآن .. عبادة وشفاء وشفاعة
alt
إنَّ من أعظم ما يتقرَّب به العبد إلى الله تعالى من النَّوافل كثرة تلاوة القرآن وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم، وقد رغبَّت السنة النبوية في تلاوة القرآن الكريم وتعهّده وتدبره آناء اللَّيل وأطراف النَّهار، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم: ((تَعاهَدُوا هذا القرآن، فَوَ الَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتا من الإبل في عُقُلِها)). (أخرجه البخاري، ومسلم).
وفي شعب الإيمان للإمام البيهقي : (فصلٌ في إدمان تلاوة القُرآن)، قال اللهُ عَزَّ وجلَّ مُثْنِيًا على من كان ذلك من دَأَبِهِ: { يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ } [آل عمران: 113] وَسَمَّى القُرآن ذِكرًا، وَتَوَعَّدَ من أَعْرَضَ عَنْهُ، وَمن تَعَلَّمَه ثُمَّ نَسِيَهُ، فَقَالَ تَعَالَى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا } [طه: 100]، وقال بعد ذلك بآيات: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذَكَرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124] إِلَى قَوْلِهِ: {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 126] ).
وحذَر النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم من حفظ آيات من القرآن ثمَّ نسيانها، داعياً إلى ضرورة استذكاره، فقال:  ((بِئْسَ مَا لِأَحَدِكُم أَن يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسِّيَ، اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا )). ( لبيهقي في شعب الإيمان).
(حامل القرآن حامل راية الإسلام، فلا ينبغي  أن يلهو مع من يلهو، او يسهو مع من يسهو، أو يلغو مع من يلغوا، تعظيماً لحق القرآن). الفضيل بن عياض
أصناف النَّاس في تلاوتهم للقرآن ..عن أنس بن مالك  رضي الله عنه  قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَثَلُ المؤمن الذي يقرأُ القرآن، مَثَل الأُتْرُجّة، رِيحها طيّب، وطعمها طيِّب، ومثلُ المؤمن الذي لا يقرأُ القرآن، مثل التمرة، طَعْمُها طَيِّب، ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأُ القرآن، كمثل الرَّيْحَانة، رِيحها طَيِّب، وطعمها مُرّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأْ القرآن، كمثل الحَنظلة، طعمها مُرّ ، ولا ريح لها)). (أخرجه أبو داود).منزلة الماهر بالقرآن ..

عن عائشة عن النَّبي صلَّى الله عليه وسلّم قال: (( مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السَّفرة الكرام البررة – أي: الملائكة -، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران )). (رواه البخاري)، وفي رواية مسلم: ((المَاهرُ بالقُرآن مع السَّفَرَة الكِرَام البَرَرَةِ، والذي يَقرَأُ القُرآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاقٌّ له أجران)).

تلاوة القرآن شفاء ..

عن أبي سعيد الخدري أنَّ ناساً من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم  كانوا في سفر، فمرّوا بحيٍّ من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيّفوهم، فعرض لإنسان منهم في عقله أو لدغ، قال: فقالوا لأصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : هل فيكم من راقٍ ؟ فقال رجل منهم: نعم، فأتى صاحبهم فرقاه بفاتحة الكتاب، فبرأ فأعطى قطيعاً من غنم، فأبى أن يقبل حتَّى أتى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فذكر ذلك له، فقال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما رقيته إلاَّ بفاتحة الكتاب، قال: فضحك، وقال: ما يدريك أنها رقية، قال: ثم قال :  ((خُذوا واضربوا لي بسهم معكم)). (رواه أحمد في المسند).

تلاوة القرآن شفاعة ..
(تقرَّب إلى الله تعالى ما استطعت، واعلم أنَّك لن تتقرَّب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه). حبَّان بن الأرت
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال:  قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم: ((اقرؤوا القرآن، فإنَّه يجيء يوم القيامة شفيعاً لأصحابه اقرؤوا البقرة وآل عمران فإنَّهما الزهراوان، يأتيان يوم القيامة كأنَّهما غمامتان، أو كأنَّهما غيايتان - مثنى غياية؛ وهي السَّحابة -، أو كأنَّهما فرقان – جماعتان- من طير صواف - جمع صافة، وهي الباسطة أجنحتها في الهواء - تحاجَّان عن صاحبهما)). (رواه مسلم).

فوائد ودُرَر ..

قال الصَّحابي الجليل أبو هريرة : (إنَّ البيت الذي يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين، وإنَّ البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله عزَّ وجل ضاق بأهله وقلّ خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشَّياطين).
قال حبَّان بن الأرت لرجل: (تقرَّب إلى الله تعالى ما استطعت، واعلم أنَّك لن تتقرَّب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه). وقال عثمان:  (لو طهّرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربِّكم). وقال ابن مسعود:  (من أحبَّ القرآن أحب الله ورسوله).
قال الفضيل بن عياض: (حامل القرآن حامل راية الإسلام، فلا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن).

مراجع للاستزادة :
-إحياء علوم الدين –  للإمام لأبي حامد الغزَّالي.
-شعب الإيمان – للإمام البيهقي.
-الآداب الشرعية – لابن مفلح الحنبلي.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

بين صناعة المفكر ونثر الأفكار

"الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده" على بداهة هذه القاعدة وكثرة تردادها، لا …