كذب الأبناء.. كيف تتعاملين معه؟؟
يعدُّ الكذب من أقبح الظواهر في الإسلام، لذلك وجب على الأهل أن يجنّبوا أطفالهم الوقوع فيه، أو في مزالقة، ويكفيه تشنيعاً وتقبيحاً أنَّه من يعتاده يكتب عند الله من الكاذبين، فقد روى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)).
أشكال الكذب عند الأطفال:
1. قلب الحقيقة البسيط.
2. المبالغة.
3. الاتهام بالباطل.
4. الاختلاق.
5. التسامر.
ويرتبط الكذب بموضوعي السرقة والغش، وهذه الثلاثة كلّها تشترك بصفة واحدة هي عدم الأمانة.
من الأسباب العامة للكذب:
1. الدفاع عن النفس: للتهرب من النتائج غير السارة للسلوك.
2. التقليد: تقليد سلوك الراشدين.
3. التفاخر: أو التباهي للحصول على الإعجاب.
4. الولاء: لحماية أطفال آخرين.
5. العداء: التصرف بعدوانية تجاه الآخرين.
6. المكسب الشخصي: الحصول على مكاسب شخصية.
7. الإنكار: طريقة لتجنب الذكريات المؤلمة.
8. صورة الذَّات: قيل له مراراً: إنَّه كاذب.
9. عدم الثقة: تعوّد على عدم تصديق الوالدين له.
عوامل ودوافع أخرى تؤدِّي إلى عدَّة أنواع من الكذب ومنه:
أ- الكذب الخيالي: بعضهم يتمتع بخيال واسع يدفعه لاختراع مواقف.
ب- الكذب الالتباسي: يلجأ إليه من غير قصد، حيث يتداخل في ذاكرته الواقع مع الخيال في رواية حادثة ما ولا يفرّق بينهما.
الكذب الالتباسي يزول من تلقاء نفسه عندما يكبر الطفل.
ت- الكذب الادّعائي: يلجأ إليه من يعاني من الشعور بالنقص، فيلجأ لتغطيته بتعظيم الذات وجعلها مركز الانتباه والإعجاب.
ث- الكذب الغرضي: يلجأ إليه رغبة في تحقيق غرض شخصي كالحصول على نقود أو حلوى، والدافع لهذا الكذب هو عدم توافر ثقة الطفل بالكبار المحيطين به.
ج- الكذب الانتقامي: لإيقاع اللوم على الآخرين واتهامهم بما يترتب عليه عقوبة لهم أو سوء سمعتهم.
ح- الكذب الدفاعي: أكثر أنواع الكذب شيوعا، وذلك خوفا من العقاب، وخاصة في الأسر التي تتسم بالصرامة في تربية أبنائها وقسوتها عليهم، أو الأسر المفككة، أو يلجأ إليه الطفل ليحتفظ لنفسه بامتياز خاص، لأنَّه إن قال الصدق ضاع هذا الامتياز.
خ- كذب التقليد: تقليداً لوالديه أو لمن حوله.
د- الكذب العنادي: لشعوره بالرَّاحة من تحدّي والديه وتنفيذ رغبته رغم إرادتهما.
ذ- الكذب المرضي: يجد نفسه مدفوعاً للكذب بعوامل لا شعورية خارجة عن إرادته، ويكون عادة غير ناجح في حياته المدرسية وشعور بالنقص وعدم القبول سواء من الأسرة أو أقرانه.
التدليل الزائد مثل القسوة الشديدة تدفعان الطفل دوما إلى الاستمرار في الكذب
طرق الوقاية:
1. لا ترغم طفلك على الكذب.
2. التزم بمعايير الصِّدق التي تضعها.
3. استخدام التقدير والثناء بشكل متكرر.
4. تجنّب استخدام العقاب الشديد أو المتكرّر.
5. كن قدوة لطفلك ولا تحاول المراوغة في المواقف غير السارة.
العلاج:
1. العقاب: على سلوك الكذب والتصرف السيئ الذي استوجب هذا السلوك.
2. تكرار الاستعداد لمساعدته إذا قال الصدق.
3. تعليم الطفل أنَّ الصدق أمر أخلاقي.
4. مساعدة الطفل التمييز بين الحقيقة والخيال.
5. جعل الطفل يتعرّف بنفسه على الأجزاء الدقيقة في كلامه.
6. البحث عن الأسباب الكامنة وراء الكذب وإيجاد حل لها.
مراعاة المبادئ التالية:
أ- عدم الانزعاج لما ينسجه الطفل من قصص ووقائع غير صحيحة.
ب- التحدّث معه عن الصدق وغيره من الأخلاق بهدوء وإقناع.
ت- تجنيب الطفل الظروف التي تساعده على الكذب وتضطره للدفاع عن نفسه.
ث- عدم إعطاء الطفل الكاذب فرصة الإفلات بكذبه دون أن تكشفه.
ج- عدم لصق تهمة الكذب بالطفل إلاَّ إذا توافرت الأدلة على ذلك.
ح- الالتجاء إلى إرغام الطفل على الاعتراف بذنبه، لأنَّ الذنب يؤدِّي به إلى الكذب خوفاً من العقاب.
خ- توجيه الطفل إلى نشاطات وهوايات يفرِّغ فيها إمكانياته التي تشعره بالثقة بالنفس.
د- وجوب التزام الكبار المحيطين بالطفل بالصِّدق بأنواعه.
