الخطيب لـ(بصائر): الخلق في الإسلام متداخل مع جميع أصوله

الرئيسية » تحقيقات وحوارات خاصة » الخطيب لـ(بصائر): الخلق في الإسلام متداخل مع جميع أصوله
alt
إنَّ التمسك بالسنة النبوية طوق النَّجاة، والعصمة من الفتن، وعنوان الفوز في الدارين، ولقاء أهل الحديث والاستفادة منهم، والنَّهل من معين علومهم رافد التربية الصحيحة ومعزّز الثبات على الطريق، ولتحقيق ذلك التقى موقع ((بصائر)) مع أحد المنافحين والمدافعين عن السنّة المطهرة، وأبرز الأعلام المشهورين في كشف شبهات المغرضين والحاقدين للنيل من حجّية السنة النبوية؛ إنَّه الأستاذ الدكتور العلاَّمة محمَّد عجاج الخطيب..

سيرته الذاتية في سطور..
ولد الدكتور محمَّد عجاج الخطيب عام 1932م، في مدينة دمشق.
تخرَّج من كلية الشريعة جامعة دمشق عام 1959م، وتابع دراسته وحصل على الماجستير عام 1962م، ومن ثمَّ حصل على شهادة الدكتوراه في مطلع عام 1966م، وبتقدير مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة من كلية دار العلوم.
درّس في ثانويات دمشق قبل حصوله على المؤهلات العالية، وبعدها درّس في جامعتها من عام 1966م، حتى عام 1980م، وفي جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلامية في الرياض سنة 1966م، حتى 1973م.
نال درجة أستاذ عام 1976م، ودرس في جامعة أم القرى في مكة المكرمة عام 1979م، ثم درس في جامعة الإمارات العربية المتحدة من عام 1980م، حتى 1997م، وبعدها انتقل إلى جامعة الشَّارقة وعمل فيها حتى 2002م عميداً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية وأستاذاً للحديث وعلومه.
عمل رئيساً لقسم الدراسات الإسلامية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ رجوعه إلى دمشق يعمل رئيساً لقسم الحديث والسنة في قسم التخصص والدراسات التخصصية في معهد الفتح الإسلامي، وله مجلس علم تحت قبَّة النّسر بالجامع الأموي بعد صلاة الجمعة من كلِّ أسبوع.

من مؤلفاته:
(التربية الإسلامية: أهدافها، أسسها، وسائلها، طرق تدريسها - السنة قبل التدوين - الوجيز في علوم الحديث ونصوصه - في رحاب أسماء الله الحسنى - لمحات في المكتبة والبحث (24 طبعة) - المحدث الفاصل بين الرَّاوي والواعي - تحقيق - وغيرها).

((بصائر)).. التقت الأستاذ الدكتور محمَّد عجاج الخطيب في دمشق، فكان هذا الحوار..

بصائر: السنَّة النبوية المطهرة هي المصدر التشريعي الثَّاني، وقد حوت التشريعَ والأحكامَ والعباداتِ والمعاملاتِ، فهل يمكن أن نحدِّد المساحة التي أولتها السنة النبوية للأخلاق والتزكية؟

الخطيب: الحمد لله ربِّ العالمين حمداً كثيراً يوافي نعمه ويكافئ  مزيده، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجه وعظيم سلطانه، والصَّلاة والسَّلام على سيِّدنا محمَّد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الطيّبين الطَّاهرين، وعلى صحابته الميامين، وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فإنِّي أشكر الإخوة القائمين على موقع ((بصائر)) الإلكتروني؛ أشكر لهم استضافتي وطرح بعض الأسئلة حول الحديث النبوي وما يتعلَّق بسنة الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.
قيام الأخلاق على العقيدة يكسبها صفة الثبات والاستمرار والبساطة والوضوحكلنا يعلم أنّ السنة الشريفة هي المصدر التشريعي الثاني في الإسلام إلى جانب القرآن الكريم، قال الله عزَّ وجل: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}. (النَّحل:44)، وقال جلَّ شأنه: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}. (آل عمران:164)، إنَّها النّعمة الكبرى؛ نعمة الرِّسالة الخاتمة التي أنزلها الله تعالى على خاتم المرسلين بالقرآن الكريم، المعجزة الخالدة إلى يوم الدِّين، ففي هذه الآية الكريمة بيان ما يلي:
1. تلاوة آيات كتاب الله عزَّ وجل وفهمها، وفي هذا عبادة وأجر.
2. وفيها التزكية؛ وهي تطهير النّفوس ظاهراً وباطناً، بما يحمل المسلم على الاستقامة في كلِّ أحواله.
3. وفي تعلّم كتاب الله الوقوف على الأحكام ومعرفة الواجبات، والحق والباطل.
4. وأمَّا الحكمة، فقد قال بعض أهل العلم: إنّها مكارم الأخلاق، والحكمة في اللغة: وضع الأمور في مواضعها، وممّا يؤيّد أنها مكارم الأخلاق، في سورة الإسراء أسس مكارم الأخلاق من قول الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..} إلى قوله تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}. (الإسراء:23-39). (وقابل هذه الآيات بآيات 12- 19 من سورة لقمان).
5. والرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم هو القدوة العظمى الذي قال فيه ربّنا جلَّ وجلاله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. (الأحزاب:21). وقال فيه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. (القلم:4)، وقال صلَّى الله تعليه وسلّم: ((إنَّما بعثت لأتمِّم صالح الأخلاق)). (أخرجه الإمام أحمد  والبخاري في الأدب المفرد).
6. فالأخلاق في الإسلام قائمة على العقيدة، التي توجِّه المسلم في جميع شؤون حياته الخاصة والعامة، الظاهرة والباطنة، وتتجلَّى في سلوك المسلم وصلته بربِّ العالمين، وطاعته له، وخشيته إيَّاه، حبّه والتزام أوامره، واجتناب نواهيه، كما تتجلَّى بتعامله مع عباد الله المسلمين وغير المسلمين، ومع خَلق الله سبحانه وتعالى: حيوانه، نباته، جماده، في اليسر والعسر والمنشط والمكره، بما يتفق مع دور المسلم الرِّيادي في الحياة، ومن هنا يتّضح لنا أنَّ الإسلامية لا تنحصر في الإطار النَّظري فحسب، بل تأخذ مكانها اللائق في الحياة العملية.
7. وقيام الأخلاق على العقيدة يكسبها صفة الثبات والاستمرار والبساطة والوضوح.
8. ولا بدَّ من بيان أنَّ النظام الخلقي في الإسلام ليس جزءاً من نظام الإسلام، كالنظام الاقتصادي أو النظام القضائي.. بل النظام الخلقي لحمة الإسلام في جميع أنظمته وميادينه، من الفرد إلى الأسرة، فالجوار ثمَّ المجتمع الإسلامي، فالمجتمع الإنساني، وعلى مختلف الأصعدة التربوية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وغير ذلك.. لأنَّ الإسلام مبنيّ على مكارم الأخلاق، لهذا يقول الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم: ((الدّين حسن الخلق))، (إحياء علوم الدين 3/50، وفي رواية: ((الإسلام حسن الخلق)). أخرجه الدَّيلمي عن أبي سعيد الخدري. الجامع الكبير 1/393)، ولو قلت: إنَّ الخلق في الإسلام متداخل في جميع أصول الإسلام وفروعه؛ كتداخل شرايين الدَّم وأوعيته الشعيرية في جسم الإنسان، لما كنت مغالياً في هذا على الإطلاق. (وتفصيل هذا يطول. انظر كتاب في الفكر الإسلامي الفصل الرّابع للأستاذ الدكتور محمَّد عجاج الخطيب ص 195 وما بعدها – الطبعة الثانية سنة 1416-1417هـ - 1995-1996م جامعة الإمارات العربية المتحدة).

بصائر: في رأيكم ما أبرز خصائص التربية النبوية لجيل الصَّحابة؟ وهل هناك تنوّع في الوسائل؟

الخطيب: يتميَّز منهج الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم في تربية الصَّحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، وفي تعليمهم بما تميَّز به منهج القرآن الكريم، وأهم خصائصه:
إنَّ الخلق في الإسلام متداخل في جميع أصول الإسلام وفروعه كتداخل جميع شرايين الدم وأوعيته الشعيرية في جسم الإنسا1. التَّدرج في التعليم بنزع العقائد الفاسدة والعادات الضَّارة، وهجر المنكرات التي كان النَّاس عليها في الجاهلية، وتثبيت العقائد الصَّحيحة، وبيان العبادات والأحكام ومكارم الأخلاق والآداب السَّامية بالحكمة والموعظة الحسنة.
2. تنوّع ميادين التعليم في منزل الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم، وفي المسجد، وفي المناسبات المتعدّدة.
3. حسن التَّربية والتَّعليم: يخاطب الصحابة بتواضع ومحبَّة ورفق ولين، يقول مثلاَ: ((إنَّما أنا لكم مثل الوالد، إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها)). (مسند الإمام أحمد 3/100 حديث7362 ونحوه في فتح الباري 1/255).
4. حسن البيان: كان إذا تكلَّم صلَّى الله عليه وسلّم تكلَّم بكلام فصل، لو عدَّه العاد لأحصاها.
5. التنويع والتغيير في الموضوع والأسلوب والوسائل؛ مرَّات يخطّ خطوطاً على الأرض، يبيّن فيها الأمل والأجل، ومرَّات يضرب الأمثال بما يقرِّب البعيد عن الأذهان إلى الأفهام والقلوب، فلا يقبل لسامع سؤال، ولا سائل مشكل يقف عنده، حتَّى إنَّه كان يجيب السَّائل بأكثر ممَّا سأله.
6. التَّطبيق العملي؛ عن أبي عبد الرَّحمن السّلمي (72هـ) قال: حدَّثنا الذين كانوا يقرؤون القرآن – كعثمان بن عفَّان، وعبد الله بن مسعود، وغيرهما – أنَّهم كانوا إذا تعلَّموا من النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم، عشر آيات لم يتجاوزوها حتَّى يتعلَّموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: (فتعلَّمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً).
7. مراعاة المستويات المختلفة: فقد كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يخاطب حضوره بما يدركون، ففيهم البدوي الجافي بما يناسب جفاءه وقسوته وبيئته، وما ألفه في حيّه وما حوله، كما كان يراعي تفاوت المدارك والقدرات الفطرية والمكتسبة، ويتّضح لنا هذا ممَّا رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال: (جاء رجل من بني فزارة إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: إنَّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، وإنِّي أنكرته، فقال له النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ((هل لك من إبل؟ قال: نعم. قال: ((فما ألوانها؟))، قال: حمر. قال: ((هل لك فيها من أورق؟))، قال: إنَّ فيها أورقاً، قال: ((فأنَّى أتاها ذلك؟))، قال: عسى أن يكون نزعه عِرق. قال: ((وهذا يكون عسى نزعه عرق)). (صحيح مسلم 2/1137 حديث 18 و20، والأورق الذي فيه سواد ليس بصافٍ، والمراد بالعرق هنا: الأصل من النَّسب).
8. التيسير وعدم التعسير: سعى الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم في نشر الإسلام وتعليمه سعياً حثيثاً، وسلك في ذلك أيسر السبل وأسهلها وأبسطها بما يتناسب مع الفطرة التي فطر الله تعالى النَّاس عليها، فالإسلام دين الفطرة، ومراعاة هذا الجانب من أفضل الأساليب التربوية، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما أنَّ الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم قال: ((علّموا ويسّروا ولا تعسّروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت))، (مسند الإمام أحمد 2/12 حديث 2136، وص 191 حديث 2556)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول صلَّى الله عليه وسلّم: ((يسٍّروا ولا تعسّروا وبشِّروا ولا تنفّروا))، (صحيح البخاري بحاشية السندي 1/24)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: دخل أعرابي المسجد، فصّلَّى ركعتين، ثمَّ قال: (اللّهم ارحمني ومحمَّداً ولا ترحم معنا أحداً)، فالتفت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إليه، فقال: ((لقد تحجَّرت واسعاً))، (مسند أحمد 12/244 حديث 7254  و14/209 حديث 7786، قوله صلَّى الله عليه وسلّم: ((تحجَّرت واسعاً))، أي: ضيَّقت ما وسعه الله، يقال: حجرت الأرض واحتجرتها إذا ضربت عليها مناراً تمنعها به عن غيرك، وخصصت به نفسك دون غيرك. النهاية في غريب الحديث والأثر 1/341 و342).
لذا كان من الواجب على المربِّي أن يكون قدوة حسنة لطلابه، وعلى الوالدين أن يكونا قدوة حسنة لأولادهم، وعلى الرّعاة أن يكون قدوة حسنة لرعاياهم، لتثمر الجهود ويعمّ الخير والنَّفع للجميعثم لم يلبث أن بال في المسجد.. فأسرع النَّاس إليه، فقال لهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّما بعثتم ميسِّرين، ولم تبعثوا معسِّرين، أهريقوا عليه دلواً أو سجلاً من ماء))، (ذكره البخاري عن أنس وعن أبي هريرة رضي الله عنهما. فتح الباري 1/335 و336.)، وأذكر أنَّه دعا الأعرابي وقال له: ((يا أخا الإسلام، إنَّ هذا لا يصلح في هذا)) أو كما قال.
9. التربية بالقدوة: هذا النَّوع من أعظم أساليب التربية، فالصَّغير يقلِّد الكبير، والضَّعيف يقلّد القوي، والفقير يقلِّد الغني، لكن التقليد الأعمى أمر سيّء، وينقلب على المقلِّد بالضَّر والسُّوء، لذا كان من الواجب على المربِّي أن يكون قدوة حسنة لطلاَّبه، وعلى الوالدين أن يكونا قدوة حسنة لأولادهم، وعلى الرُّعاة أن يكونوا قدوة حسنة لرعاياهم، لتثمر الجهود ويعمّ الخير والنَّفع للجميع، لمَّا كان الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم مربيّاً للإنسانية جمعاء، ولمّا كانت رسالته خاتمة الرِّسالات، وقال فيه ربّ العالمين: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. (القلم:4)، وقال صلَّى الله عليه وسلّم: ((إنَّما بعثت لأتمِّم صالح الأخلاق))، أمرنا ربُّ العالمين بالتأسي به في قوله عزَّ من قائل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. (الأحزاب:21)، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. (آل عمران:31)، لهذا قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم: ((صلّوا كما رأيتموني أصلِّي))، (أخرجه البخاري في حديث طويل عن مالك بن الحويرث. صحيح البخاري بحاشية السندي 1/125-126 و4/52 والدَّارمي 148)، وقال: ((خذَوا عنِّي مناسككم))، (صحيح مسلم 2/943 حديث 310).
10. تعليم النِّساء: اعتنى الرّسول صلَّى الله عليه وسلّم بتعليم النِّساء كما اعتنى بتعليم الرِّجال، فالنِّساء شقائق الرِّجال، (مروي عن أم سليم والسيّدة عائشة رضي الله عنهما. انظر: مسند الإمام أحمد 45/86 حديث 27118 و27114، وعن السيّدة عائشة رضي الله عنها حديث 26195.)، فقد جاءت النبي صلَّى الله عليه وسلّم نسوة، فقلن له: يا رسول الله، ما نقدر عليك في مجلسك من الرّجال، فواعدنا منك يوماً نأتيك فيه، قال: ((موعدكنَّ بيت فلان))، (مسند الإمام أحمد- تحقيق أحمد شاكر 13/85 حديث 7351، وفتح الباري 1/206 -طبعة مصطفى الحلبي- القاهرة)، وأتاهنَّ في ذلك اليوم، ولذلك الموعد وعلَّمهن، كانت النِّساء يسألن الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم، فيجيبهن عن أمور دينهنّ، ولم يكن ذلك صدفة أو نادراً، بل حدَّد لهنَّ أوقاتاً خاصة يجلسن فيها إليه ويتلقين تعاليم الإسلام ويجيبهنّ عن أسئلتهن، قالت السيّدة عائشة رضي الله عنها: (نعم النِّساء نساء الأنصار، لم يمنعهنّ الحياء أن يتفقهنّ في الدِّين)، (فتح الباري 1/239 – طبعة الحلبي).

الحديث مع الأستاذ الدكتور محمّد عجاج الخطيب متواصل مع قرّاء ((بصائر))، وللحوار مع فضيلته تتمة إن شاء الله تعالى.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

طفلي بلغ السابعة.. كيف أبدأ بتعويده على أداء “الصلاة” ؟

مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو …