الدعاء … تعرف على معنى العبودية

الرئيسية » بصائر العبادة والدعاة » الدعاء … تعرف على معنى العبودية
alt


ربَّما من أكثر الأمور التي تجمِّل حياة المسلم، وتنير دربها وتصحِّح مسارها، هي تلك الدَّعوات التي يتذلَّل فيها العبد إلى ربِّه، يرفع يديه سائلاً وطالباً العون من ربِّه ليوفقه، ويحفظه ويعصمه عن الوقوع في المهالك والزَّلات.
الدُّعاء، كنوع من أنواع العبادة والذكر، يعدُّ من أكثر الأمور التي تحقِّق معنى العبودية، عبر الالتجاء والافتقار للباري الخالق، فبه يشعر المرء بفقره وفاقته، وضعفه وحاجته، وبقوة وغنى خالقه.

تعريف الدعاء :
الدُّعاء في اللغة، مصدر دعا، بمعنى النِّداء والطلب، سواء أكان برفع الصَّوت أو خفضه.
أمَّا في الاصطلاح: فيقصد به، الكلام الإنشائي الدَّال على الطلب مع الخضوع.
قال الإمام الخطَّابي :  (حقيقة الدُّعاء استدعاء العبد من ربِّه العناية واستمداده إياه المعونة، وحقيقته إظهار الافتقار إليه، والبراءة من الحول والقوَّة التي له ، وهو سمة العبودية وإظهار الذّلة البشرية ، وفيه معنى الثناء على الله ، وإضافة الجود والكرم إليه ).

استعمالات الدُّعاء في القرآن :
وردت كلمة الدُّعاء في القرآن الكريم، أكثر من مرَّة، وتدلّ على أكثر من معنى؛ ومن هذه المعاني :
أ - الاستغاثة : كما في قوله تعالى : { قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون} . (الأنعام: 40-41)
ب - العبادة : كما في قوله تعالى : { إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم } . (الأعراف: 194)، وقوله تعالى : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} . (الكهف: 28) وقوله تعالى { لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا } . (الكهف: 14)
ج - النِّداء : ومنه قوله تعالى : { يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده } . (الإسراء: 52) وقوله : { قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا } . (القصص: 25)
د - الطلب والسؤال من الله : وهو المراد هنا كما في قوله تعالى { وإذا سألك عبادي عني فإنِّي  قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } . (البقرة: 168) وقوله تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } .(غافر: 60)
الدُّعاء، كنوع من أنواع العبادة والذكر، يعدُّ من أكثر الأمور التي تحقِّق معنى العبودية، عبر الالتجاء والافتقار للباري الخالق، فبه يشعر المرء بفقره وفاقته، وضعفه وحاجته، وبقوة وغنى خالقه.

فضل الدعاء :
ورد في فضل الدُّعاء نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، نورد بعضها فيما يلي :
- قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } . (البقرة: 186) ومعنى القرب هنا كما نقل عن الزركشي، أنَّه إذا أخلص في الدُّعاء، واستغرق في معرفة الله، امتنع أن يبقى بينه وبين الحق واسطة ، وذلك هو القرب .
- وقال تعالى : { ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين } . (الأعراف: 55)
- وقال تعالى : { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } . (الإسراء: 110)
- وقال تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } . (غافر: 60)
- وروى النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن الدعاء هو العبادة . ثم قرأ : { ادعوني أستجب لكم } ). (رواه النسائي وابن ماجه والحكام وغيرهم. وهو حديث صحيح)
- وقال صلَّى الله عليه وسلَّم : (( إنَّ الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين )). (رواه أصحاب السنن إلاَّ النسائي، وهو صحيح)
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (( ليس شيءٌ أكرَمَ على الله تعالى من الدعاء)). (أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهم، وهو حسن).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((منْ لم يَسألِ الله يَغْضَبْ عليهِ)). (رواه أحمد والترمذي، وهو حديث حسن).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما من رجل يدعو بدعاء إلاَّ استجيب له، فإمَّا أن يُعجِّل له في الدُّنيا، وإمَّا أن يدّخر له في الآخرة، وإمَّا أن يُكّفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعاه ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل يقول: دعوت ربِّي فما استجاب لي)) . (رواه الترمذي في سننه وأحمد في مسنده، وهو حديث صحيح).

معلومات الموضوع

الوسوم

  • دعاء
  • عبادة
  • اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

    شاهد أيضاً

    alt

    بكري الطرابيشي .. أعلى إسناد على وجه الأرض

    كان شيخاً جليلاً موقراً ذا تواضع جمّ، يجلس في حلقته الكبير والصَّغير .. والعالم والمتعلّم …