اتفق المشاركون في فعاليات مؤتمر "السيرة النبوية ودورها في بناء الشخصية الإسلامية المعاصرة" على أنَّ السيرة النبوية لها دور مهم وفاعل في بناء الشخصية الإسلامية، وقال الأستاذ الدكتور سلطان العكايلة؛ رئيس جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث خلال المؤتمر الذي عقد في العاصمة الأردنية عمَّان، والذي نظَّمه المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالتعاون مع جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث، أنَّ السيرة النبوية تشكّل مصدراً أساسياً من مصادر البناء الثقافي الإسلامي، وتستمد أهميّتها من كونها سجلاً للأحداث والأخبار التي تروى عن حياته صلَّى الله عليه وسلم، ولكنَّها الآن مُغيّبة عن تأديّة دورها في البناء الحضاري، بسبب غياب التطبيق، وبهذا ظلَّت السيرة النبوية تراوح مكانها في الكتب والمؤلفات، دون أن تأخذ دورها في مناحي الحياة التربوية والاجتماعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية وغير ذلك.
مشدّداً على أهمية السيرة النَّبوية في بناء الشَّخصية الإسلامية المعاصرة، وتشخيص المشكلات التي تعاني منها أدبيات السّيرة النبوية وطرق عرضها، وبيان المنهج الذي اتبعه الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم في بناء شخصية الصَّحابة، وتوظيف ذلك المنهج في بناء الشَّخصية من خلال البرامج والمشروعات.
عقدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في قاعة المعهد العالمي للفكر الإسلامي- مكتب الأردن، السبت (2/4/2011) وأدارها الدكتور رائد جميل عكاشة، المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، الذي ركزّ على أهمية المؤتمرات النَّوعية في تمثّل الوعي اليقظ، وأنَّ الحديث عن السّيرة ليس استجابة لمثال في الماضي أو تحقيقاً لأمل في المستقبل فقط، بل هو ضرورة حياتيه ووجودية للمسلم، ورأى أنَّ النَّقد البنّاء لا يكتفي بإلقاء الضَّوء على مواطن الخلل، وإنَّما يسعى إلى طرح حلول جدية تؤدِّي إلى تطوير عمل الذَّات.
وتحدث المدير الإقليمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي؛ الدكتور فتحي حسن ملكاوي عن فكرة المؤتمر وأهدافه والحاجة إلى تأكيد أهمية السيرة النبوية، بوصفها قراءةً تطبيقية للقرآن الكريم، وتجسيداً عملياً لأحكامه وتوجيهاته، فهي من أجلّ ذلك منهج في بناء الشَّخصية الإسلامية في كلِّ عصر، ورأى أنَّه لابدَّ من تشخيص المشكلات التي تعاني منها أدبيات السيرة النبوية وطرق عرضها، ومناهج التعامل معها، ولا بدَّ من معالجة هذه المشكلات عن طريق البرامج المناسبة في كلِّ ميدان من ميادين الإصلاح.
وألقى ضيف شرف المؤتمر الدكتور محمود النَّادي عبيدات كلمة عن أهمية اتّباع السيرة والسنة النبوية في الأقوال والأفعال، لتغدو عاملاً جوهرياً في تأسيس التراث الإسلامي وتشكيله، وضرب عبيدات أمثلة متعدّدة من سيرة الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم تجسّد قدرته عليه الصَّلاة والسَّلام على صوغ الشخصية الإسلامية.
وعرضت خلال الجلسة الأولى للمؤتمر أربع أوراق؛ كانت الورقة الأولى من الدكتورة نماء البنا، من الجامعة الأردنية؛ بعنوان "بين السنة والسيرة"، والدكتور مشعل الحداري، من جامعة الكويت، عن "الأساليب النبوية في إدارة الخلاف"، والأستاذ محمَّد خليفة محمَّد، من جامعة القرآن الكريم بالخرطوم/السودان، عن "هدي النبي في تكوين الرأي العام في السيرة النبوية"، وانتهت الجلسة بورقة الدكتور جمال الخالدي والدكتور ماجد حرب، من جامعة الزيتونة الأردنية، بعنوان:"إدارة الانفعالات الوجدانية، دروس مستقاة من السيرة النبوية".
وفي الجلسة الثانية، تحدَّث كلٌّ من: الدكتور هاني عبد الله الجبير، من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، عن "استشراف المستقبل في ضوء السيرة النبوية"، والدكتور أحمد غالب الخطيب، من دائرة الإفتاء في الأردن، عن "مقاصد سفارة النبي "، والدكتور سعيد بواعنة، من جامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن، "ملامح المنهج النبوي في بناء الشخصية العسكرية".
وفي الجلسة الثالثة تحدَّث فيها كلٌّ من: الدكتور محمد دوجان العموش، من جامعة آل البيت في الأردن، عن" حياة الرَّسول الأسرية"، والدكتور محمَّد مصلح الزعبي، من جامعة آل البيت أيضاً، عن "الجانب العاطفي في حياة النَّبي الزوجية"، والدكتور شاكر العاروري، من وزارة الأوقاف في الأردن، عن "شخصية النبي الأسرية". وانتهت بورقة للدكتور صلاح الدّين الرَّاوي، من جامعة الأنبار في العراق، عن "المنهج النبوي في الاستشارة من خلال السيرة النبوية".