إنَّ من أدركت أهمية الدَّعوة إلى الله تعالى لا بدَّ لها من مراعاة بعض الأمور التي تترك أثراً إيجابياً لدى الآخرين، فتكون بذلك دعوتنا مؤثرة، ناجحة وتصل إلى مبتغاها، ومن هذه الأمور:-
1. املكي قلوب من حولك، ثمَّ قومي بدعوتهم:
إنَّ الدَّاعية المسلمة يجب أن تكون ذات قلب كبير، يسع النَّاس جميعاً بمختلف أوضاعهم ونفسياتهم، وتتعامل معهم برفق، وتقدِّم لهم أفضل ما عندها، وأن تتخيَّر أفضل القول، وأجمل المنطق.
ولقد كسب رسولنا الكريم محمَّد - صلَّى الله عليه وسلّم- قلوب من حوله مع مجانبة تقليدهم في انحرافاتهم، فكانوا يسمُّونه الصَّادقَ الأمين قبل أن يُبعث، فقد ملك قلوب النَّاس بحسن خلقه وسماحته.
2. أعط دون مقابل:
إنَّ من السِّمات المميّزة للدَّاعية إلى الله تعالى هي الكرم وبذل كلّ خير للآخرين، فتبذل لمن حولها الخلق الحسن، وكلّ ما تستطيعه من مرتفقات هذه الدّنيا ، لتبيّن لهم أنَّها ليست من طلاب الدنيا، وأنَّ الدنيا آخر اهتماماتها ، فتبذل الدُّنيا لمن حولها لتستجلب قلوبهم إلى الدِّين، فمنهج رسولنا –صلَّى الله عليه وسلَّم- هو منهج العطاء والبذل ، فقد كان الأعرابي يرجع إلى قومه، ويقول : يا قوم أسلموا، فإنَّ محمَّداً يعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر.
3. احترمي الآخرين، واهتمي بقضاياهم:
فإنَّ النُّفوس تميل إلى من يحترمها ويرفع من قدرها، فإنَّ النَّبي – صلَّى الله عليه وسلّم- أمر أن ينزل النَّاس منازلهم، ولقد كان من هديه صلَّى الله عليه وسلّم الاهتمام بقضايا المسلمين، حتَّى لقد كان يهتم بأمور العبيد والموالي.
4. الكلمة التي من القلب لا تخطئ القلب:-
من الأمور المهمَّة التي يجب مراعاتها عند الحديث مع الآخرين أن تكون الدَّاعية صادقة في كلماتها، مشفقة على من حولها، فتخرج الكلمات من القلب بحرارة مباشرة إلى قلوب المدعوات، ثمَّ تثمر الاستجابة بإذن الله.
5. قوَّة الصِّلة بالله والاستعانة به:
إنَّ أهم زاد للدَّاعية في طريق الدَّعوة هو اتصالها الدَّائم بالله واعتمادها عليه، وتفويض جميع أمورها إليه، فقلوب العباد بين أصابعه سبحانه، يقلِّبها كيف يشاء، ولو شاء لهدى النَّاس جميعاً، فبالاعتماد عليه يسهّل الصّعب ويقرِّب البعيد.
6. ترفَّعي عن دنياهم:
إنَّ من أهم ما يزيد الدَّاعية ويلبسها ثوب وقار، ويجعلها أقرب إلى الاحترام، ومن ثمَّ القبول : أن تكون مترفعة عن ملاحقة كماليات هذه الدُّنيا، وليس معنى ذلك أن تهجر الدَّاعية حياتها، وأن تكون جاهلة بواقعها، كلا، ولكن نريد ارتقاءً بالاهتمامات وتميّزاً في الرَّغبات.
ممَّا يشدّ همَّة الدَّاعية إلى الله لتنطلق بقوَّة إلى الدَّعوة والإصلاح، نظرها في واقع من حولها وبعدهم عن الله تعالى، وعمق الهوَّة التي وقعوا فيها أو أوشكوا...
7. اعرفي واقعهم وارأفي بهم:
إنَّ ممَّا يشدّ همَّة الدَّاعية إلى الله لتنطلق بقوَّة إلى الدَّعوة والإصلاح، نظرها في واقع من حولها وبعدهم عن الله تعالى، وعمق الهوَّة التي وقعوا فيها أو أوشكوا...فعند ذلك يتدفَّق من قلبها شعور بالرَّحمة تجاه هؤلاء ، ثمَّ يثمر الرَّغبة في تغيير واقعهم.
8. تحت الرَّغوة اللَّبن الصَّافي:
نعم... أختي الدَّاعية... فلا يغرّنك المظهر، وكذا في واقع الدَّعوة، فإنَّ النَّاس وإن وقعوا في مأثم ومنكرات، بل حتَّى وموبقات، فإنَّهم لا يزال فيهم خير ماداموا موحّدين، ومن هنا ينبغي لنا ألاَّ نترفَّع عليهم، بل ينبغي أن نبيَّن لهم أنَّ أبواب التَّوبة مفتوحة، ونرغّبهم برحمة الله ولا نقنطهم منها، وأن نحاول تنمية جوانب الخير عندهم.
وها هو رسولنا الكريم يمنع أيّ أحدٍ أن يتعرَّض لمن جلده في الخمر بعد جلده ويقول: ((لَا تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ)). (رواه البخاري في صحيحه).
إنَّ بعدَنا عن صاحب المعصية لَهُوَ من أسباب عون الشَّيطان عليه.
-----------------------------------------------------------------------------------
مراجع للاستزادة:-
كتاب إلكتروني :(سحر الشخصية ، فلسفة النّفوذ والتأثير على الآخرين)
كتاب : ( كيف تؤثّر على الآخرين وتكسب الأصدفاء)، ديل كارنيجي
مهارات التأثير في الآخرين، مجموعة من الباحثين.
