المسلم الذي يعيش بالخير لنفسه ويحب الخير لغيره ، يعيش في حياة ملؤها الصَّفاء والنقاء، وقد أشار القرآن الكريم إلى كثير من منافذ الخير التي يجب أن يسير عليها المسلم مهتديا بمنهج الله تعالى والتي تجعل مجتمعنا الإسلامي مجتمعا متعاطفاً متواداً متماسكاً قويّاً كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
في رحلة الإيمان ورحلة العطاء الكرم، تسجّل أم المؤمنين زينب بنت خزيمة فضائل جليلة، وتحلق في سماء الإحسان، ويكتب لها الخلود والشرف بأن نالت أمومة المؤمنين والمساكين ودخلت في رحاب البيت النبوي الشَّريف الطَّاهر.
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، ولدت قبل البعثة بثلاث عشرة سنة تقريباً، لقبت بأمِّ المساكين كنية لها في الجاهلية لكثرة صدقاتها عليهم وبرّها لهم وإحسانها إليهم، فكانت من أرحم وأرق النساء للفقراء والمساكين، وزادت من حنانها عليهم بعد أن أنعم الله عليها بنعمة الإيمان وانشرح قلبها للإسلام.
كانت تعيش في دفء الإسلام وعظمته ، جعلت وقتها كله في عبادة الله، ثم رعاية المساكين والتصدق عليهم.
كانت زوجة للطفيل بن الحارث، ثمَّ زوجة لأخيه الشهيد عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب - ابنا عم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، والذي استشهد بعدما أصيب بجرح شديد يوم غزوة بدر، ثم خطبها الرَّسول إلى نفسه، فجعلت أمرها إليه فتزوجها في العام الثالث للهجرة وأصدقها أربعمئة درهم، وبذلك كانت خامسة أمهات المؤمنين بعد السيّدة حفصة بنت عمر رضي الله عنهما وأرضاهما.يكتب لها الخلود والشرف بأن نالت أمومة المؤمنين والمساكين ودخلت في رحاب البيت النبوي الشَّريف الطَّاهر
اختلف المؤرّخون في المدَّة التي أقامتها السيّدة زينب في بيت الرَّسول بين شهرين أو ثلاث أو ثمان أشهر، وتوفاه الله.
قال ابن الجوزي ما نعلمها أسندت شيئا، وهذا يعود لانشغالها بالمساكين وقلة مكثها في بيت النبي عليه السَّلام.
دخلت بيت النبوة في صمت الخاشعين لتدفن في البقيع إلى جوار الأخيار الذين سبقوها إلى دار السلام.
وبذلك كانت أول زوجات النَّبي صلى الله عليه وسلم التي تدفن بالبقيع، وبوفاتها تذكر النبي وفاة سيّدة نساء العالمين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما وأرضاهما، فهما الاثنتين من توفيتا في عهد النبي عليه الصَّلاة السَّلام.
كانت السيّدة زينب في ريعان الشباب عندما توفيت، وذكرت المصادر أنها ماتت وعمرها حول الثلاثين.
اللَّهمَّ ارحم أمهاتنا..أمهات المؤمنين وألحقنا بركبهن يوم الدين، وارزقنا اتباع نهجهن...
مصادر للاستزادة:
- تراجم سيدات بيت النبوة ، د. عائشة بن عبد الرحمن- بنت الشاطئ.
- محاضرة لعمرو خالد – زينب بنت خزيمة أم المساكين.