زوجي يدخن .. كيف أشجعه على تركه

الرئيسية » استشارات تربوية » زوجي يدخن .. كيف أشجعه على تركه

الاستشارة : لي صديقة طلبت مني أن أقدم لها النصيحة في مشكلتها مع زوجها، فأرجو أن تساعدوني في تقديم النصيحة لها. فهي متزوجة منذ أشهر قليلة، تقدّم زوجها لخطبتها وهو على خلق عالٍ وأسرة كريمة، إلا أنه مدخن، فرفضته صديقتي لأنه مدخن، ولكنه أقنعها بأنه يرجو أن تساعده في ترك التدخين، وبالسؤال عنه تبين أنه صاحب خلق ودين لتلك تزوجته.
وبعد الزواج بدأ الحوار عن التدخين والسهرات المقاهي مع الأصدقاء، ثم بدأت الخلافات. المشكلة أن صديقتي حامل  وتحب زوجها، وهي على خلق ودين، وتريد الأفضل لزوجها، وترى أنه أهل لذلك، لكن لا تدري كيف الطريقة لكي يبتعد زوجها عن التدخين، هل هي بالإلحاح الشديد عليه؟ أم أخذ موقف منه؟ هي تعلم أن عليها نصحه بالحب واللين، ولكن كيف؟

الرد على الاستشارة
المستشارة : هدى نجم
كثيرٌ من الأشخاص بدؤوا بالتدخين كتجربة، أو مغامرة لحب الاستطلاع، يريد أن يرى كيف يكون الشعور عندما يدخن، أو أنه كان متوتراً وأراد أن يفعل شيئا يريحه فجرّب التدخين، وربما شعر بالراحة أو الغبطة لأنه فعل شيئا جديداً فيه نوعٌ من التحدي، فاعتقد أن التدخين هو السبب
أختي السائلة..
حتى أجيبك على التساؤلات التي تطرحها صديقتك حول تعلق زوجها بالتدخين، لا بد أن أوضح بعض المعلومات حول (سلوك التدخين). لماذا يدخن الناس؟.
كثيرٌ من الأشخاص بدؤوا بالتدخين كتجربة، أو مغامرة لحب الاستطلاع، يريد أن يرى كيف يكون الشعور عندما يدخن، أو أنه كان متوتراً وأراد أن يفعل شيئا يريحه فجرّب التدخين، وربما شعر بالراحة أو الغبطة لأنه فعل شيئا جديداً فيه نوعٌ من التحدي، فاعتقد أن التدخين هو السبب، وإذا تكرر ذلك خاصة مع تشجيع الأصدقاء أو شعوره بالاستمتاع أو الراحة شيئاً فشيئاً، يصبح التدخين عادة سلوكية يقوم بها الشخص، سواء وهو مرتاح، أو غاضب، أو حزين، أو خلال مشاهدة التلفاز...الخ.

فالعادات كالتعلق بمشاهدة التلفاز،أو شرب القهوة،أو الانترنت أو التدخين أو أي شيء آخر، هي سلوكيات تتكرر كثيراً، ويصعب على الشخص مقاومتها. رغم أن الشخص يعتقد أنه قادر على ذلك، خاصة عندما يتذمر من حوله من آثار ذلك، ولكن في حقيقة الأمر أنه كلما مرّ الزمن زادت صعوبة التخلص من هذه العادات غير المرغوبة، واحتاج الشخص إلى مساعدة متخصصة. وما محاولات الأهل والزوجة بالضغط على من يعاني من هذه السلوكيات إلا مسببات لمشكلات جديدة، تزيد من الضغط النفسي لدى صاحبنا وتزيد من التدخين لديه.

وجد علماء السلوك أن التدخين يجتمع فيه تأثير عدة جوانب وأسباب، فمنهم من يرى أن التدخين محاط بأحداث تسبقه ونتائج تتبعه تزيد من فرص تكراره، وللتخلص منه لا بد من اعادة ترتيب هذه الأحداث والنتائج.
ومنهم من يرى ان للتدخين أسباب نفسية وصراعات ربما تتعلق بسنوات الطفولة والشباب الأولى.
وهناك من يرى أن التأثير الأقوى يعود للمحيطين بهذا الشخص، حتى لو كانوا يخافون عليه فيراقبونه وينتقدونه ويتجادلون معه باستمرار، وهذا يؤدي الى جو غير مريح في البيت.
تعتمد المساعدة التي يحتاجها المدخّن الراغب في التخلص من هذه العادة، على المدة الزمنية التي استمر في ممارستها، وكمية التدخين في الساعة أو اليوم، و العوامل والآثار الأسرية كالزوجة والاطفال
لذا تعتمد المساعدة التي يحتاجها المدخّن الراغب في التخلص من هذه العادة، على المدة الزمنية التي استمر في ممارستها، وكمية التدخين في الساعة او اليوم، و العوامل والآثار الأسرية كالزوجة والاطفال... وبالتالي يحتاج البعض الى مساعدة متخصصة (اخصائي نفسي سلوكي).

و سوف استعرض لك بعض الأساليب العلمية التي تساعد المدخن في التخلص من التدخين:-
- الرغبة في التغيير للأفضل، والتخلص من عادة التدخين لدى المدخن نفسه، هي أول ما علينا التأكد منه؛ لأنه  بوجود الرغبة سوف يتوفر الدافع والقوة المغيّرة، وسوف نضمن التعاون منه، وإلا فإن جميع الجهود المبذولة ستكون هدراً. لذا أرى ان تقوم الزوجة بالتحدث الهاديء الودي مع زوجها لتتلمس مدى استعداده لذلك.

- لتحقيق وقاية الأسرة ( الزوجة والاطفال) من آثار التدخين السلبي، خلال المدة اللازمة للإقلاع عن التدخين، فلا بد من التزام الزوج بالتدخين خارج البيت، على الشرفة او في الحديقة، حماية لمن يحب من آثار التدخين على غير المدخنين، حيث أثبتت الدراسات أنها تفوق او تعادل آثار التدخين على المدخّن من الناحية الصحية .

- للزوجة دور هام جداً في هذه الحالة، حيث عليها أن تتوقف عن ردود الفعل المعتادة، من الانتقاد والتوبيخ والكلام حين رؤية زوجها يدخن، بل عليها إهماله قليلاً، وعندما يطفيء السيجارة أو قبل أن يشعلها، عليها أن تكثف اهتمامها به وتعبيرها عن مشاعرها الحلوة، وتشغله ذهنياً ونفسياً، وإذا استطاعت أن تحاول القيام بأنشطة ممتعة، كالألعاب الفكرية ( الشطرنج- الدامة-..)، أو مشاركته في بعض الانشطة الرياضية، فهذا يزيد من قوة السلوك الايجابي المرغوب ويضعف من  التدخين.

- زيادة الوعي والرقابة الذاتية: حيث على المدخّن أن يقوم بعمل سجلٍ يسجل عليه يومياً ( عدد السجائر- وقت التدخين- مكان التدخين- ماذا حصل قبل الإمساك بالسيجارة- ماذا شعر أثناء وبعد التدخين- وما هي الأفكار التي راودته خلال ذلك)، وهي مهمة صعبة، ويشعر الكثيرون بأنها مملة، وملزمة للقيام بها، ولكنها ضرورية جداً، ولها عدة فوائد منها: رفع مستوى الرقابة الداخلية الذاتية، مما يؤدي إلى نقص تلقائي بعدد السجائر، كما يساعد الشخص بمعرفة الاسباب النفسية والذهنية التي تلعب كمؤثرات ومحفزات في موقف التدخين، ويفضل مناقشة ذلك مع الاخصائي.
للزوجة دور هام جداً في هذه الحالة، حيث عليها أن تتوقف عن ردود الفعل المعتادة، من الانتقاد والتوبيخ والكلام حين رؤية زوجها يدخن، بل عليها إهماله قليلاً، وعندما يطفيء السيجارة أو قبل أن يشعلها، عليها أن تكثف اهتمامها به وتعبيرها عن مشاعرها الحلوة، وتشغله ذهنياً ونفسياً
- التحكم بالمحفزات: حيث أنه مع الزمن تصبح كثير من الأشياء السابقة أو المرافقة للتدخين محفزاً له، مثل( فنجان القهوة- الجلوس في جلسة تدخين مع الاصدقاء- أو مكان معين اعتاد عليه المدخن- ..)، لذا لابد أن يقوم المدخن وبالتعاون مع أسرته بإزالة وتجنب هذه المحفزات، بل والاستعاضة عنها بأشياء أخرى، مثل العلكة، قليل من البزر، مشروبات أخرى غير القهوة، تغيير الكاسات والفناجين، تغيير ديكور البيت، وإعلام الاصدقاء بضرورة التعاون، وإلا فيتجنب الجلسات المحفزة معهم.

- استبدال عادة جيدة مكان عادة سيئة: لا نستطيع الطلب من شخص أن يترك عادة سلوكية يستمتع بها، وتركه هكذا في حالة فراغ، فسوف لا يلبث ويعود لها. لذا على المدخن أن يحدد قائمة بأشياء يحب القيام بها بشكل مساوٍ أو قريب من السيجارة، مثل: المشي أو الرياضة، أو  اصلاح اجهزة كهربائية بسيطة، أو العمل في حديقة المنزل اذا وجدت...الخ. وتشجيعه على ذلك حتى يتم الاستبدال.

- الاشباع الزائد او الإغراق مع التنفير: هذا أسلوب يتم القيام به بمشاركة الاخصائي النفسي؛ لأنه يحتاج الى دقة ومهارة معينة، وهو يقوم على  جَعْل المدخن يدخن بشكل مكثف؛ حتى يكره التدخين باستخدام تكنيكات مساعدة من قبل المعالج.

هذه بعض الأساليب المتبعة في مساعدة الشخص على الاقلاع عن التدخين، وكما أسلفت لا بد من استشارة الأخصائي ومتابعته لبعض هذه الاجراءات من أجل مصلحة الجميع.

مع تمنياتي للسائلة والجميع بالصحة والعافية في بيئة خالية من التدخين

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

لا أشعر بالسعادة لنجاح الآخرين!

أنا شاب ثلاثيني؛ ناجح جداً في مجال عملي وعلاقاتي، متزوج ولدي أطفال وزوجة رائعة وأعمل …