تعاني الأسرة العربية والمسلمة اليوم من تدني مستوى الاهتمامات لدى الأبناء، فهذا الجيل الذي يجلس على مقاعد المدارس مغرق في الماديات والمظاهر، تستنزفه ثقافة الاستهلاك حتّى الرمق الأخير، وتغريه الأضواء والألوان والأشكال عن المحتوى والمضمون..
وقفة جادة...
يسير العالم العربي والإسلامي اليوم في خطى حثيثة نحو التغيير في مختلف المجالات، ولابدَّ أنَّ القضايا العظمى التي تشغل الأمَّة ليست ببعيدة عن المسار اليومي للأسر، كما أنَّ تأثيرها قد يطال أفراد الأسرة جميعاً من كبيرها إلى صغيرها...
لا بدَّ أن نحرص كأولياء أمور على غرس أبنائنا في كيان الأمَّة، بل إنَّ إصرارنا غير المباشر على إبعادهم عن هذه القضايا واستسلامنا لاهتماماتهم ما يزال يزيد من عمق الهوَّة الفاصلة بين الأجيال وحاضرها، فضلاً عن انفصالها عن ماضيها وعدم اهتمامها لأن تكون جزءاً من مستقبلها!!!إن كل محب لهذا الدين، وهذه الأمَّة لا بد أن تكون له بصمة يشهد لها التاريخ يوماً ما...
لا بدَّ أن نحرص كوالديْن أن نجالس أبناءنا لنشرح لهم إلى أيّة أمَّة عظيمة ينتمون، وأنَّ الدين الذي اصطفاه الله لهم يحتاج منهم إلى عمل وجد ونشاط، وأن الإنجاز والعطاء لا يتعلق بعمر أو جنس، بل إن كل محب لهذا الدين، وهذه الأمَّة لا بد أن تكون له بصمة يشهد لها التاريخ يوماً ما...
لن يتحقَّق ذلك ما لم يرَ منا أبناؤنا نماذج حيَّة، تهتم بأمر المسلمين وتهتز لواقعهم، لن يتحقَّق ذلك ما لم ننقل لهم ما نعرفه من أخبار، وما يجب عليهم من واجبات تجاه إخوانهم المسلمين في كلِّ مكان...
فلسطين..عقيدة...
ينتفض أهلنا في فلسطين انتفاضة ثالثة، وانتفاضتهم ليست ثورة ضد المحتل فحسب، وليست إعلاناً عن رفض الذل والغاصب فحسب أيضاً، لكن هذه الانتفاضة وسيلة من الوسائل التي طالما استعملها الشعب الصَّامد هناك ليدافع عنّا..وليخفّف عنّا مسؤولية الدفاع عن مقدسات المسلمين التي سيسألنا الله عنها يوم القيامة...
في ظل هذه الأحداث، وفي أفياء هذه الأجواء المشحونة بالقوّة والتحدّي، ليس أقل من أن نقوم بواحدة على الأقل ممَّا يلي في أسرنا:
- الدّعاء الجماعي لإخواننا بأن ينصرهم الله ويثبتهم.
- استقطاع جزء من المصروف اليومي لكلِّ فرد من أفراد الأسرة لصالح أهلنا هناك.
- دعوة الأولاد في الأسرة للحديث مع أصدقائهم عن الأقصى والانتفاضة.
- صيام يوم والدّعاء عند الإفطار.
- حضور الندوات والمحاضرات التي تقام في البلاد الإسلامية دعماً لهذه الانتفاضة المباركة، ودعمُ هذه الفعاليات.
- الحرص على متابعة الأخبار بشكل يومي والحوار حول ما يحدث.
إنَّ هذه الأوقات التي تمرّ بها الأمَّة لهي من خير الأوقات التي يمكن أن تستثمرها الأسرة المسلمة للنهوض بمستوى اهتمامات أبنائها، من اللباس الرياضي الذي يلبسه فلان وحذائه، وساعة الممثلة وتنورتها ونظارتها الشمسية، إلى اهتمامات بحال الأمَّة وواقعها وما يمكر لها في الخفاء حقداً وكراهية...