الخطيب : الاقتداء بسيرة نبيّنا سبيل الدَّاعية الناجح

الرئيسية » تحقيقات وحوارات خاصة » الخطيب : الاقتداء بسيرة نبيّنا سبيل الدَّاعية الناجح
alt

أكَّد الأستاذ الدكتور محمَّد عجاج الخطيب الدَّاعية السّوري المشهور أنَّ الوقوف على حياة  سيِّدنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم هي أولى خطوات الدَّاعية النَّاجح، وقال في الجزء الثاني من حواره مع موقع  " بصائر " : (لا بدَّ للدَّاعية المخلص من أن يقف على حياة الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم، وسيرته قبل البعثة وبعدها، في العُسر واليُسر والمنشط والمكره، وتعليمه لأصحابه وتربيته الرُّوح الجماعية فيهم، ويعرف حياة الصَّحابة رضي الله عنهم جميعاً)ـ
كما عرض الخطيب الوسائل والطرق المثلى التي تمكِّن جيل اليوم من تحقيق القدوة المثلى، وإلى تفاصيل الحوار :

بصائر: ما الطريقة المثلى التي تمكِّن جيل اليوم من تحقيق  القدوة، والتأسي بالنَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم ؟

الخطيب: الطريق المثلى التي تمكِّن جيل اليوم من تحقيق القدوة المثلى والتأسي بالنَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم ما يلي:
1-صدق الإيمان بالله ربِّ العالمين، وبرسوله الأمين صلَّى الله عليه وسَّلم.
2-أن يحبَّ المؤمن الله ورسوله أكثر ممَّا سواهما عملاً بالحديث الصَّحيح: ((ثلاثٌ من كنَّ فيه عرف حلاوة الإيمان))، ومعلوم أنَّ الحبيب للمحبوب مطيع...
3-الحرص على التأسي بالرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم عملاً بقول الله عزَّ وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم* قل أطيعوا الله والرسول، فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} ( آل عمران: 32و31)، وقوله تعالى:{لقد كان لكم في رسول أسوة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} (الأحزاب: 21).
4-إخلاص العمل لله (( إنَّ الله لا يقبل من العمل إلاَّ ما خلص له)).
لا بدَّ للدَّاعية المخلص من أن يقف على حياة الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم، وسيرته قبل البعثة وبعدها، في العُسر واليُسر والمنشط والمكره، وتعليمه لأصحابه وتربيته الرُّوح الجماعية فيهم
بصائر: للقصص النبوي دورٌ بارز في العملية التربوية، كيف يمكن أن نوظِّفه في مدارسنا ومساجدنا ؟

الخطيب: لا بدَّ للدَّاعية المخلص من أن يقف على حياة الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم، وسيرته قبل البعثة وبعدها، في العُسر واليُسر والمنشط والمكره، وتعليمه لأصحابه وتربيته الرُّوح الجماعية فيهم، ويعرف حياة الصحابة رضي الله عنهم جميعاًـ
والأسلوب القصصي من أهم وسائل التعليم في المنزل والمدرسة، وفي حلقات العلم والمجالس الأدبية، ومحبَّب إلى نفوس الكبار والصّغار... وأنصح أن يكون في المكتبة المدرسية السيرة النبوية وقصصها المتنوعة، ومجموعة قصص من حياة الصَّحابة، وقصص من حياة التابعين للدكتور عبد الرَّحمن رأفت باشا رحمه الله. وأن يتاح للطبلة تيسير استعارتها ممَّا ينمِّي فيهم حبَّ المطالعة، وتغذية عقلوهم ونفوسهم بما يزكّيهم ويسمو بها.

بصائر: هل الدّفاع والحفاظ عن السنة النبوية مقصورٌ على العلماء والدعاة فحسب؟  وما الدور المنوط بشباب الأمَّة في ذلك؟

الخطيب: معرفة مكانة السنة من التشريع، ومنزلتها من القرآن الكريم تحمل المسلم على العمل بهما، والحرص عليهما، وبالتالي الدِّفاع عنهما تجاه الافتراءات المغرضة، وكلّ على حسب علمه وسعة اطلاعه، وفي مقدّمة هؤلاء العلماء عامة وعلماء الحديث خاصة، كباراً كانوا أو شباباً، فالمقياس هنا العلم، وقد أفرد الإمام البخاري في صحيحه  في كتاب العلم (باب العلم قبل القول والعمل)، فليس لأحد أن يتكلَّم فيما لا علم له به، أو أن يعمل عملاً دون علم بتفاصيل ما بين يديه وخصائصه، وكل ما يتصل به، والعمل بالتعليم.
ليس لأحد أن يتكلَّم فيما لا علم له به، أو أن يعمل عملاً دون علم بتفاصيل ما بين يديه وخصائصه، وكل ما يتصل به، والعمل بالتعليم
بصائر: ما الرَّأي الصَّواب في  العمل بالحديث الضعيف ؟  وما الصيغة المطلوبة للتحديث به ومجالات تطبيقه في معاملاتنا ؟

الخطيب: للعلماء في العمل بالحديث الضعيف قولان:
الأوَّل: أنَّه لا يعمل به مطلقاً لا في الفضائل ولا في الأحكام.
الثَّاني: يعمل به ما دام ضعفه محتملاً؛ أي: ليس فيه متهم بالكذب أو راوٍ مغفَّل أو مجهول، أو فاسق مقدوح في عدالته. ورأى منهم أنَّ العمل به في الأحكام أولى من رأي الرّجال. ومنهم من قال: يعمل به في فضائل الأعمال بثلاثة شروط:
1-أن يكون ضعفه محتملاً (أي: لا يكون شديد الضَّعف)
2-أن يندرج تحت أصل شرعي معتمد به.
3-أن يعمل من باب الاحتياط لا من باب الاعتقاد، فلا ينكر على من لا يعمل به كما لا ينكر على من يعمل به.
لا يروى الحديث الضَّعيف بصيغة الجزم، فلا يقال حدَّث الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، أو قال الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، بل يُروَى أنَّه قال...، أو يُحكى بصيغة التَّمريض أي التَّضعيف. كما لا يجوز أن يروى الحديث الصَّحيح أو الحسن بصيغة التمريض.

بصائر: ما أخطر ما تواجه السنة النبوية  اليوم من تحدّيات ؟ وهل أفراد  ومؤسسات الأمَّة قادرة على التصدي والمواجهة ؟

الخطيب: التحديات التي تواجهها السنة اليوم كثيرة من قبل بعض المغرضين، وأصحاب الميول والأهواء، وإنَّ وعي المؤسسات العملية المتخصِّصة والشَّرعية والجامعات، والعلماء وطلاب العلم قادر على التصدي ذلك علمياً بما تطمئن له القلوب، ومنذ أيام شاركت في الملتقى الدولي الرابع للسنة النبوية بعنوان: " السنة النبوية في مواجهة الشبهات والتحديات" الذي عقد أيام 7و8و9 جمادى الأولى 1432ه الموافق لـ 11و12و13 نيسان 2010م في الجمهورية الجزائرية بدعوة من مديرة الشؤون الدينية والأوقاف لولاية قسنطينة بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، قدَّم فيه أربعة وعشرون بحثاً عليماً، وانعقدت مناقشات عملية بنَّاءة مفيدة.

بصائر: سيظل كتابكم (( لمحات في المكتبة والبحث)) مرجعاً وأساساً في المكتبة العربية، فمن خلاله، ما الكتب التي من الضروري أن تحويها مكتبة الأسرة فيما يخص السنة النبوية والتربية ؟
التحديات التي تواجهها السنة اليوم كثيرة من قبل بعض المغرضين، وأصحاب الميول والأهواء، وإنَّ وعي المؤسسات العملية المتخصِّصة والشَّرعية والجامعات، والعلماء وطلاب العلم قادر على التصدي ذلك علمياً بما تطمئن له القلوب
الخطيب: الأفضل أن يكون في مكتبة كلِّ منزل ما ذكرته أجوبتي السَّابقة؛ من كتب السيرة وقصص الصَّحابة والتابعين، وإلى جانب هذا لو يعين ربُّ الأسرة أو ربتها لقاءً أسبوعياً أو أكثر لتناول بعض الأمور الثقافية، هذا سوى ما يلتقون فيه حول تلاوة القران الكريم اليومية، وحسب ظروف الأسرة، وحبَّذا لو تضم مكتبة الأسرة في الحديث النبوي:
1- الأربعين النووية. 2- رياض الصالحين 3- الترغيب والترهيب للحافظ المنذري
4-الأذكار للنووي 5- الأدب المفرد للإمام البخاري.
5-وفي كتابي ((لمحات في المكتبة والبحث والمصادر)) ما ييسر لربِّ الأسرة أن يختار ما يصلح لمستويات أولاده في مختلف العلوم وفي التربية وغيرها.

بصائر: هل من كلمة أخيرة  لمتابعي موقع ((بصائر)) ؟

الخطيب: كلمتي في الختام .. أن نعبد الله تعالى كأنَّنا نراه، فإن لم نكن نراه فإنَّه يرانا. ونعمل بصدق بقوله عزَّ وجل : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
وندعو إلى الله عزَّ وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، ونتعاون في بناء صرح أمتنا، ولتكن دلالة حالنا أقوى من مقالنا .. {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون} ( التوب: 105) والحمد لله ربّ العالمين.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

طفلي بلغ السابعة.. كيف أبدأ بتعويده على أداء “الصلاة” ؟

مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو …