العلامة الشيخ فيصل مولوي.. الداعية المجاهد

الرئيسية » بصائر الفكر » العلامة الشيخ فيصل مولوي.. الداعية المجاهد
alt

شُيّع جثمانه عقب صلاة العصر من يوم الإثنين الموافق2011/5/9 ، في المسجد المنصوري الكبير بطرابلس، بعد أكثر من 50 عاماً قضاها في خدمة الدعوة الإسلامية وإثراء المكتبة الإسلامية، وجولات وصفت بالمكوكية في كثيرٍ من بلدان أوروبا لخدمة الدعوة، كان من بينها خمس سنوات قضاها في أوروبا في الفترة بين عامي 1980م- 1985م، إنه الشيخ فيصل مولوي الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان "الإخوان المسلمون".

أسس رحمه الله في فرنسا الإتحاد الإسلامي والكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية، وأصبح مرشداً دينياً لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا ثم في أوروبا منذ عام 1986م، وحتى وفاته.
وساهم في تأسيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في المملكة المتحدة في آذار/مارس 1997م، تحت رئاسة الشيخ يوسف القرضاوي، واختارته الندوة العالمية للشباب الإسلامي كأحسن داعية إسلامي في أوروبا ومنحته جائزة تقديرية.
وأصبح العميد المؤسس للكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في فرنسا منذ تأسيسها سنة 1990م، وهي كلية للدراسات الشرعية بالمستوى الجامعي ومخصّصة للمسلمين الأوروبيين، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1994م، وكان آخر مناصبه نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.

مولده وعطاؤه..
ولد الشيخ فيصل مولوي عام 1941م، في طرابلس بلبنان، واستطاع خلال تاريخ عمله الدعوي أن يتبوأ موقعاً مميزاً بين أبرز العاملين في الحقل الإسلامي في لبنان، وفي العالم الإسلامي.
شغل رحمه الله العديد من المواقع الدعوية والقيادية، حيث كان رئيساً لجمعية التربية الإسلامية في لبنان، وشغل منصب أمين عام "الجماعة الإسلامية" في لبنان، ورئيس بيت الدعوة والدعاة منذ تأسيسه عام 1990م، وعضو اللجنة الإدارية للمؤتمر القومي الإسلامي.
تولّى العديد من المناصب، منها تعيينه قاضياً شرعياً في لبنان عام 1968م، ثم تنقّل بين المحاكم الشرعية الابتدائية في راشيا وطرابلس وبيروت، ثم عُيّن مستشاراً في المحكمة الشرعية العليا في بيروت عام 1988م، وبقي في هذا المركز حتى استقالته عام 1996م.
وحاز على مرتبة "قاضي شرف برتبة مستشار" بموجب مرسوم جمهوري رقم 5537 تاريخ 23 أيار/مايو 2001م.

بدأ العمل في الحقل الدعوي الإسلامي في عام ١٩٥٥م، منطلقاً من جماعة عباد الرحمن بطرابلس، ثم إلى الجماعة الإسلامية بعد تأسيسها عام ١٩٦٤م، وانتخب أميناً عاماً للجماعة الإسلامية، خلفاً للدكتور فتحي يكن (رحمه الله) منذ عام ١٩٩٢م، حتى عام ٢٠٠٩م.

المؤهلات العلمية
نال الشيخ مولوي رحمه الله دراساته العليا في باريس متخصصاً في العلوم السياسية والحقوق والعلوم الشرعية التي بدأ دراسته فيها بلبنان في مراحل البكالوريوس، وحصل على:
- إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية/ كلية الحقوق والعلوم السياسية - ١٩٦٧م.
- إجازة في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق/ كلية الشريعة – ١٩٦٨م.
- شهادة الدراسات المعمقة من جامعة السوربون في باريس.
- حاز جائزة أفضل واعظ إسلامي من الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

البحوث والمؤلّفات:
للشيخ فيصل مولوي العشرات من البحوث والدراسات والمؤلفات من بينها:
-    الأسس الشرعية للعلاقات بين المسـلمين وغير المسلمين.
-    نظـام التأمين وموقف الشريعة منه.
-    نبوّة آدم.
-    المرأة في الإسلام.
-    حكم الدواء إذا دخل فيه الكحول.
-    السلام على أهل الكتاب.
-    المفاهيم الأساسية للدعوة الإسلامية في بلاد الغرب.
-    أثر انهيار قيمة الأوراق النقدية.
-    تيسير فقه العبادات.
-    دراسات حول الربا والمصارف والبنوك.
-    موقف الإسلام من الرقّ.
-    أحكام المواريث، دراسة مقارنة.
-    السبب الشرعي لوجوب صيام رمضان.
-    المسلم مواطناً في أوروبا.
-    سلسلة مبادئ التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية (خمسة أجزاء).
-    سلسلة التربية الإسلامية للمرحلة المتوسطة (أربعة أجزاء).
-    الجزء الأول من كتاب التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية.

من آرائه..
يرى الشيخ مولوي أن التضييق على المساعدات التي تقدم للشعب الفلسطيني يفرض على الفلسطينيين أن يخترعوا وسائل جديدة لإيصال المساعدات.
كان رحمه الله يؤمن بمظلومية الشعب الفلسطيني، الذي انتزعت أرضه بالقوة وشرّد في كثير من بلاد العالم، إضافة إلى تشريد من في داخل الأرض، ووقوع الاستعمار الاستيطاني الذي يتحكم في كل شؤونه.  و كان رحمه الله يرى أن المقاومة - مهما كانت تضحياتها – هي الخيار الوحيد للتحرير، فاستمرارها سيؤدي إلى تفسخ البنية الصهيونية، وسيؤدي إلى خلخلة التأييد العالمي لها - ولو بعد حين- وبالتالي سيؤدي إلى انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني، وهو يرى أن هذا التحليل يتفق مع نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم في نهاية العدو الصهيوني، وفي انتصار المسلمين عليه.
كما كان يرى الشيخ مولوي أن التضييق على المساعدات التي تقدم للشعب الفلسطيني يفرض على الفلسطينيين أن يخترعوا وسائل جديدة، ويرى أن الأمر نفسه ينطبق على العاملين في المجال الخيري الذين يجب عليهم أن يبحثوا عن وسائل جديدة لإيصال المساعدات.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …