لم يعرف العالم قضية استمرت معاناتها، وطال تشريد أهلها، وانتهاك مقداستها، كما هو الحال في فلسطين.
فعلى الرغم من استمرار الاحتلال لأكثر من ستة عقود على أرضها، ومصادرته لكل شي، وانتهاكه لأبسط الحقوق المتفق عليها، تبقى ما تسمَّى بـ( إسرائيل) قائمة على الدّماء، والقتل والتشريد، ويبقى الشعب الفلسطيني يعيش الاحتلال والقهر والظلم، ويعيش أكثر من 60% من أبنائه خارج حدود الوطن، ناهيك عمَّن هُجّر من أرضه، فسكن في إحدى المدن الفلسطينية الأخرى، منتظراً تحرير أرضه، والعودة إليها.
ورغم تلك المدة الطويلة، إلاَّ أنَّ العالم يتناسى تلك القضية الإنسانية العادلة، ويغيّب تلك القضايا عن المحافل الدولية، وتقف بعض الدول، التي تدعي أنَّها المدافعة عن حقوق الإنسان، والمحافظة على السّلم والأمن الدولي، راعية للإرهاب الدولي المنظم، المتمثل بدولة الاحتلال الصهيوني ومعارضة للحقوق التي أقرتها المواثيق الدولية.
يجب على الأمَّة الإسلامية، أن تقف وتناصر القضية الفلسطينية بكافة الوسائل والأساليب، سواء أكان على المستوى الشعبي، أم على المحافل الدولية، وغيرها.
لذا، ونظراً للكثير من المواقف الرَّسمية الموالية للاحتلال، والمعارضة للعدالة والحقوق والحريات، كان لزاماً على الأمَّة الإسلامية، أن تقف وتناصر هذه القضية بكافة الوسائل والأساليب، سواء أكان على المستوى الشعبي، أم على المحافل الدولية، وغيرها.
وذلك لأنَّ قضية فلسطين، هي قضية إسلامية قبل أن تكون قضية إنسانية، وهي قضية عالمية، قبل أن تكون خاصة بشعب دون آخر، وإنَّ المسلمين على مرّ التاريخ، لم يكونوا يغفلون عن واجبهم تجاه فلسطين، ولهذا كانت جحافل الجيوش الإسلامية، تخوض غمار الفيافي والصّحارى، منطلقة لتطهر المقدسات، وتحرّر الإنسان، وتعيد الأرض إلى أحضان الأمَّة، لتضيف صفحة إلى صفحات المجد، الذي سطَّره المجاهدون الأبطال، فكانوا مفخرة للأمَّة على مرّ الأزمان والعصور. وفي عصرنا الحالي، ضرب الشعب الفلسطيني أروع الأمثلة في الصّمود والتّحدّي، أمام ترسانة الاحتلال العتيدة، فصمد وثبت، وكان وقّافاً على الثوابت لا يتزحزح عنها أو يترنح، متمسكاً بقضيته لا يقبل المساومات، أو المفاوضات، أو أي أسلوب من أساليب حرف البوصلة التي وجه أنظاره إليها، ألا وهي الحرية، والعودة إلى الأرض والمقدسات، ونيل الحقوق، وتطهير الأرض.
إنَّ على أبناء الأمَّة الإسلامية، أن يستغلوا كلَّ سبيل ممكن في سبيل نصرة القضية، وأن يبيّنوا أنَّ استمرار الاحتلال يمثل وصمة عار على جبين من ينادي بالحقوق والحريات، لأنَّه يغفل عن حق شعب انتهكت حقوقه على مدار سنوات عديدة.
إنَّ هذه التضحيات النموذجية الرَّائعة، تفرض على أبناء الأمَّة واجباً في غاية الأهمية، يتمثل في النصرة والتأييد، والدعم وحشد الرَّأي لتعميق الإيمان بالقضية، ووجوب نصرتها، ونشرها بين الناس، حتى تكوّن رأيّاً عاماً يرفض أنصاف الحلول، ولا يقبل بالاعتراف بذاك المحتل، الذي سفك دماء الأبرياء على مدار عقود طويلة من الزمن.
إنَّ على أبناء الأمَّة، أن يستغلوا كلَّ سبيل ممكن في سبيل نصرة القضية، وأن يبيّنوا أنَّ استمرار الاحتلال يمثل وصمة عار على جبين من ينادي بالحقوق والحريات، لأنَّه يغفل عن حق شعب انتهكت حقوقه على مدار سنوات عديدة.
لذا لابد من استغلال الوسائل الإعلامية المختلفة، المكتوبة والمسموعة والمرئية، وكذلك الالكترونية، وحتَّى المسيرات والاعتصامات، في إحياء القضية وإشعال جذوتها، في نفوس من هدأت نارهم، فيلهبوا مشاعرهم، ويؤجّجوا آمالهم، في العودة، أو الوقوف نصرة للقضية سواء اكانت لتحقيق العودة، او لحفظ المقدسات، أو لرفع الحصار عن أهل غزة، أو غير ذلك من الأمور.
إنَّ المجتمع الدولي، حينما يرى الجهود متكاتفة لنصرة قضية فلسطين، ويرى رأياً عامّاً قوياً، لتأييد حق الفلسطينيين في العودة والتحرّر والاستقلال، لا يملك إلاَّ أن يغيّر مواقفه وإستراتيجيته، في التعامل مع هذا الأمر، حفاظاً على مصالحه، ناهيك عن تكوين رأي عام داخلي يضغط على أصحاب القرار عنده، باتخاذ مواقف أكثر جرأة وحزماً في نصرة أهل الأرض والقضية.