الدّعاء المستجاب باسم الله الأعظم

الرئيسية » بصائر التوحيد » الدّعاء المستجاب باسم الله الأعظم
alt
إنَّ الالتجاء إلى الله سبحانه بالدُّعاء  الخالص في طلب الحوائج وتفريج الكُرب وتسهيل العسير والنّصر والتمكين، لهو دَيْدَن الأخ المسلم في أحواله كلّها؛ في السرَّاء والضرَّاء، في الرَّخاء والعُسر، في المنشط والمَكره، وقد أرشد  المولى عزَّ وجل نبيّه الكريم صلَّى الله عليه وسلّم أن  يخبر أمَّته بأنَّ خالقهم مالكَ كلّ شيء، ومدبّرَ الأمر كلّه، ربَّ السَّماوات والأرض قريبٌ من عباده، يسمع كلامَهم ويرى أفعالهم ويجيب دعوتهم، قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}  (البقرة:186).

وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السّوء، قال الله تعالى:{ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}. (النَّمل:62). قال الإمام ابن كثير في تفسيره: (أي: مَنْ هو الذي لا يلجأ المضطر إلاَّ إليه، والذي لا يكشف ضرّ المضرورين سواه).  وأورد الإمام أحمد أنَّ رجلاً من بلهجيم قال: قلت: يا رسول الله، إلام تدعو؟ قال: (( أدعو إلى الله وحده، الذي إن مَسّك ضرٌّ فدعوته كشف عنك، والذي إن أضْلَلْت بأرض قَفْر فدعوتَه رَدّ عليك، والذي إن أصابتك سَنة فدعوتَه أنبتَ لك)).
إنَّ الالتجاء إلى الله سبحانه بالدُّعاء  الخالص في طلب الحوائج وتفريج الكُرب وتسهيل العسير والنّصر والتمكين، لهو دَيْدَن الأخ المسلم في أحواله كلّها؛ في السرَّاء والضرَّاء، في الرَّخاء والعُسر، في المنشط والمَكره
إنَّ النَّاس يغفلون عن هذه الحقيقة الإيمانية الكبرى، في ساعات الرَّخاء، وفترات الغفلة، يغفلون عنها فيلتمسون القوَّة والنّصرة والحماية في قوَّة من قوى الأرض الهزيلة ..  ويغفلون أنَّ قوَّة الله سبحانه هي القوّة الحقيقية، فهي القوَّة الوحيدة التي فيها الغوث والنجدة والنَّصر ..

فلا ملجأ لنا إلاَّ لهذه القوَّة .. نستمد منها الرّوح و العزم والطّاقة التي تبعثنا للعمل المتواصل لهذا الدّين العظيم، غير آبهين ببطش القوى الأرضية  ولا آلتها ...

نلجأ إليه بالدّعاء الخالص، وخير الدّعاء ما كان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، يقول الله تعالى:{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف:180)،  قال الإمام ابن قيّم : (الدُّعاء ثلاثة أقسام؛ أحدها: أن يسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته، وهذا أحد التَّأويلين في قوله تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}، والثاني: أن تسأله بحاجتك وفقرك وذلك فتقول أنا العبد الفقير المسكين البائس الذليل المستجير ونحو ذلك، والثالث: أن تسأل حاجتك ولا تذكر واحداً من الأمرين، فالأوَّل أكمل من الثَّاني، والثَّاني أكمل من الثالث، فإذا جمع الدُّعاء الأمور الثلاثة كان أكمل، وهذه عامة أدعية النَّبي صلَّى الله عليه وسلّم).

وقد ورد في أحاديث نبوية كثيرة تخصيص بعض أسماء الله الحسنى بالفضل وكلّها حسنى - وعلى قول لبعض العلماء أنَّه سبحانه أخفى الاسم الأعظم، ليعظم المؤمنون كلَّ الأسماء ويحافظوا على جميعها - والحث على الدّعاء باسم الله الأعظم، وهو الدّعاء المستجاب ..

الدُّعاء باسم الله الأعظم ..

وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحدّد اسم الله الأعظم وأنَّه إذا دعي به المولى عزَّ وجل أجاب الدَّعوة؛ منها :
عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك: أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم  سمع رجلاً يقول: (اللَّهمَّ لك الحمد، لا إله إلاَّ أنت، وحدك لا شريك لك، المنّان، بديع السّماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام)، فقال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم : ((لقد سأَلتَ اللهَ باسمِ اللهِ الأعظَم: الذي إذا دُعيَ به أجابَ، وإذا سُئل به أعطَى)). (أخرجه ابن ماجه في سننه وأحمد في سننه، وهو صحيح).
وعبد الله بن بريدة عن أبيه قال: سمع النَّبي صلَّى الله عليه و سلَّم رجلاً يقول: (اللَّهم إنِّي أسألك بأنَّك أنت الله الأحد الصَّمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ((لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب)). (أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجه في سننهم، وهو حديث صحيح).
يقول الإمام ابن قيّم : (فهذا توسل إلى الله بتوحيده وشهادة الدَّاعي له بالوحدانية وثبوت صفاته المدلول عليها باسم الصَّمد).

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

نِعْمَ العبدُ .. إنَّه أوَّاب

قال الرَّاغب في مفردات ألفاظ القرآن : (الأوبُ ضربٌ من الرُّجوع، وذلك أنَّ الأوب لا …