الوثاق المتين الذي يجمع الزوجيْن من أقدس الرَّوابط على الأرض، والمحافظة على هذا الرّباط لتغدو العلاقة مزدانة في أفياء المودة والرحمة والسكينة واجب على عاتق كلا الزوجيْن؛ كلٌ بحسب دوره وعلمه واطلاعه وسعة أفقه وسماحة نفسه وطيب خُلُقه.
الزَّوج ركن أساس من أركان استقرار البيت، لا بقيامه بواجباته المعهودة في توفير لقمة العيش والمال فقط!! بل هو ركن أيضاً في استقرار العواطف والمشاعر التي تسود الأسرة، وبالتالي فهو عامل مهم من عوامل الصّحة النفسية للزوجة والأبناء..
القلب ومفتاحه...
لقد وهب الله المرأة عاطفة جيَّاشة تتفجر أنوثة ودلالاً، تغريها الابتسامة، وتسحرها الكلمة الطيبة، ناهيك عن الاهتمام بشؤونها وتلمس حاجاتها وتدليلها..
مفتاح قلب المرأة الحب، وبقدر ما تقدّم لزوجتك من هذه "الوجبة" الشهية، تفتح أمامك الأبواب نحو السَّعادة والهناء، فكن فطناً!!
راجع نفسك...الحياة من غير الحب لا طعم لها، فاحرص على "طعم" حياتك حتى لا يضيع...
تذكَّر لحظة وقوع نظرك على زوجتك لأوَّل مرَّة بعد القران، تذكر تدفق المشاعر الذي سرى بين جنبيْك، ستعرف عندها أنَّ هناك مشاعر رائعة من "الحب" قد جمعت بينكما..
احرص على أن تبقى هذه المشاعر متقدة، وأن لا يعلوها الغبار بسبب الأحداث اليومية والمشاغل وملاهي الحياة ومتاعب البحث عن المال هنا وهناك..
إنك أنتَ بحاجة إلى هذه المشاعر أيضاً، كي تحيا بهدوء وراحة، لأنَّ الحياة من غير الحب لا طعم لها، فاحرص على "طعم" حياتك حتى لا يضيع...
عبّر عن هذه المشاعر..
لا تقل: لا أعرف، أو لم أتعلم أن أقول...قاوم عادة الصَّمت أو عدم القدرة على التعبير، تكلّم..فإن لم تحسن فاكتب بطاقة أو رسالة عبر الجوّال، فإن لم تكن تتقن فنون التعبير فاستعر جملة من هنا وأخرى من هناك..
المواقع الإلكترونية والمكتبات مليئة بالمصادر التي تزوّدك بكمٍّ هائل من الأفكار الرَّائعة والبطاقات الجميلة التي تسحر الألباب والعقول..وإن كلمة حب بسيطة قد لا تلقي لها بالاً تُقال باللسان أو تكتب على ورقة لها فعل السحر في نفس زوجتك وروحها..
قدّم شيئاً..
لا تقف عاجزاً ولا تستصغر عملاً..إنَّ تقديم هدية لزوجتك لا يحتاج أن تكون من أرباب الألوف..إن "وردة" تدخل بها ليلاً على زوجتك تأسر فؤادها، إنها فقط بحاجة إلى أن تشعر بأنها تحيا في فكرك وعقلك! وأنك أينما توجهت تمنيت لو تقدم لها الدنيا على طبق من ذهب، حتى ليخيل لها بأن الملكة المتربعة على العرش دائماً..إنَّ هذه المشاعر تغني المرأة العاقلة المحبَّة عن ألف هدية من ذوات ألوف الدنانير تقدم لها دون روح المحبة المتدفق..
وفّر من مصروفك لأجل زوجتك..أليست اللقمة في فمها صدقة!! بالتأكيد أن هناك مناسبة أو أكثر تحب هي أن تقدّم لها فيها الهدايا، فادّخر لذلك اليوم من كل شهر مبلغاً ولو بسيطاً حتَّى إذا ما جاءت المناسبة لم تقف أمامها لتعتذر بسبب قلة ذات اليد..فكن مبدعاً!!إنها فقط بحاجة إلى أن تشعر بأنها تحيا في فكرك وعقلك!
تفاعل...
تختلفان في كيفية التعبير عن مشاعر الحب ولا شك! فكما تريد منها أن تتقبل طبعك وطريقتك في ذلك، فتقبل طبعها وطريقتها وأسلوبها ومحبوباتها، بل وتفاعل مع ذلك كلّه! لا تستخف طلباً ولا تترك عملا تقوم به زوجتك دون أن تثني بكلمة جميلة أو لمسة حانية ..
قد يكون قيام زوجتك بإعداد مائدة ضيافة لأصدقائك وتفننها في الأنواع والأطباق والتقديم جزءاً من تعبيرها عن حبك وتقديرك، إن مساعدتك لها بعد مغادرة أصدقائك وثنائك على الطعم والشكل وكلمة "الله يعطيك العافية ويحفظك لي" لهي غاية ما تريد، فلا تكن بخيلاً!!!
كن حريصاً
إنَّ الهناء في الحياة الزوجية كنز ثمين، والناظر إلى ساحات المحاكم الشرعية وما تعج به من أزواج وزوجات يطالبون بالطلاق ويسعون له، ليؤكّد بأنَّ ليلة هانئة مع زوجة تخاف الله وأولاد تحسن تربيتهم ورعايتهم لهي فعلاً كنز ثمين عظيم.. مفتاح هذا الكنز بين يديك عزيزي الزوج..مفتاح هذا الكنز أن "تحب"!! فاحرص على أن لا يضيع منك المفتاح..