المرأة المسلمة .. عابدة لا تنسى أمور دنياها

الرئيسية » بصائر للأسرة والمرأة » المرأة المسلمة .. عابدة لا تنسى أمور دنياها
alt

ممَّا لاشك فيه أنَّ مــيزان المرأة المسلمة  هو سرّ تميّزها عن باقي النِّساء؛ فمحبَّة الله جلَّ وعلا جعلت كلَّ أمورها تستقيم، وبمحبَّته استوفت كلّ موازين حياتها  فلا تقصير ولا تفريط؛ فالمرأة المسلمة  تعيش أدواراً لو توازنت لكانت في خيرٍ وهناءٍ وإشراق دائمٍ وعطاء.

فالمرأة المسلمة عابدة وزوجة،  وصاحبة رسالة وعاملة، وهي الابنة والصَّديقة؛ فهي كالمطر أينما حلَّت أينعت زهور الحب والبركة.
فهي كعابدة توازن بين أمور دينها ودنياها؛ فعبادتها المستمرة وهمَّتها المتّقدة جعلتها نبراساً يعين على البذل والاستمرار في الطَّاعات؛ فلها وردٌ يومي، ولها من الصِّيام القيام حظ، ولها من نوافل الأعمال قسط ونصيب، مبدعة متنوعة؛ فلا تَملها النَّفس ولا يتسلّل لنفسها عجب.
وهي في عبادتها متوازنة معتدلة، تنوء بنفسها عن المشقَّة  كطول القيام وتوالي الصِّيام التي قد تضعف الأبدان؛ فتقصر في جوانب حياتها الأخرى  ممَّا يجلب عليها بعض الكدر والمشاكل، فأخذها من بساتين العبادات كلّ يومٍ زهرة يجعل  لها حظاً في الدنيا والأجر في الآخرة.
فنعم النساء المرأة المسلمة الصَّالحة إن تخلَّقت بأخلاق الإسلام، وزانت أمورها بميزان الأخلاق وحبّ الخير لكلِّ النَّاس.

وأمَّا المرأة المسلمة كزوجة، فهي توازن ما بين حقوقها الزَّوجية وتأدية واجبات زوجها فهي، أسعد امرأة بالعالم؛ فلا هي تفرِّط في طلب الحقوق وتقصِّر في تطبيق الواجبات، ولا تظلم  نفسها بتأدية الواجب ونسيان الحقوق ممَّا قد يورثها في نفسها بعض الكدر والغضب، فتمسي ناقمة غاضبة على زوجها الذي قد يكون بدوره على عدم معرفة ودراية بحقيقة الأمر، فالأولى بها أن تكون السكن والسكينة للزَّوج والعائلة فلا تبيت ظالمة أو مظلومة.

وأمَّا عن رسالتها في شطر الأمومة فهي رسالة سامية راقية، فنراها تنشئ  جيلاً مسلماً صاحب رسالة دعوية وأخلاقية يدعو بها الجميع لهذا الدِّين القويم، وهي القائمة على تلبية احتياجات أبنائها حتَّى أضحت المثل الأعلى والشجرة الوارفة الظلال التي يستظل الجميع بظلها؛ فهي تحيطهم بالحب والحنان، ولا تغفل عينيها عن أبنائها قط؛ فهي المعلِّمة والمربية ؛ تعلمهم واجباتهم اتجاه  دينهم بنصرته ومجتمعاتهم بالرّقي فيها ،ولا تغفل عن تلقينهم واجباتهم الأسرية من طاعة وبرّ وصلة، فإن هم أطاعوها و قاموا على برّها وأدّوا حقوقها ورحموا كبرها تكون قد حازت على جائزة الأم المثالية  في الدّنيا والآخرة بعد أن  أدَّت الواجبات وقطفت أحلى الثمرات.

وأمّا عنها كعاملة؛ فهي المنتجة المعطاءة أينما حلَّت؛ توازن ما بين واجبات عملها وحقوقه، وتحرص على أن لا تقصِّر بشيء، فتكون بذلك مثال العامل المسلم الذي يؤدِّي الأمانة ويعمل على خدمة المجتمع ويجعل من عمله منبراً لدعوته، فيدعو بأمانته وحسن أخلاقه ما عجز عنه الأئمَّة في المساجد.

وهي بين أخواتها وقريناتها الأخت والصّديقة التي يحرص الجميع على محبّتها؛ فبرعايتهما لهنَّ واهتمامها بشؤونهن تكسبت القلوب، وببذلها الوقت والمال لخدمتهن تجمع الخير كله؛ فهي تدعوهم إلى الله بمفتاح قضاء الحوائج وإدخال السّرور، فهي كالزَّهرة تنشر العبق، وكالنَّحلة تجمع من كل بستان شهد الصَّفاء وجمال الرُّوح لتغسل به قلوب الأحبَّة من حولها.

فنعم النساء المرأة المسلمة الصَّالحة إن تخلَّقت بأخلاق الإسلام، وزانت أمورها بميزان الأخلاق وحبّ الخير لكلِّ النَّاس.

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

إقرار أول قانون للحماية من العنف المنزلي في السعودية

قال مسؤول في مجال حقوق الإنسان إن السعودية أقرت قانونا مهماً يهدف إلى حماية النساء …