“تيم بيرنزر” .. مخترع ثورة الانترنت

في كلِّ يوم نقلّب صفحات الإنترنت زائرين مواقع إخبارية واجتماعية تارة، ومواقع دينية وتربوية وغيرها من المواقع في مجالات متعدّدة تارة أخرى، وفي كلّ يوم يقرأ الملايين من الناس الصحف والمجلات والكتب من خلال شبكة الإنترنت العنكبوتية، وفي بضع دقائق يستطيع المرء أن يتصفح مواقع من أقصى الشرق، إلى أقصى الغرب، لأنَّ العالم أصبح قرية صغيرة بعد اختراع الانترنت، وما حواه من أمور.

ولكن هل خطر ببالنا يوماً من هو الشخص الذي اختصر لنا المسافات وربط العالم بأسره وحوله إلى قرية صغيرة؛ إنّه السيد "تيم بيرنزر لي" مخترع الشبكة العنكبوتية.

ولد بيرنزر في العاصمة البريطانية لندن عام1955م، وتخرّج من جامعة أكسفورد فيها، عمل في معامل CERN السويسرية كمستشار للبرامج، أطلق مشروعه الذي ضمّ شبكة الانترنت وأول سيرفر ومتصفح عام 1989م, وقام بإنشاء أول موقع على الإنترنت عام 1991م، وهوwww، قام بيرنزر بتأسيس اتحاد شركات شبكة الإنترنت وأعلن عن مواصفات ومقاييس للتعامل معها.

وقد استفاد بيرنزر ممَّا حدث في عام 1969م، حيث أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون مشروعاً لربط المؤسسات التعليمية ومؤسسات الأبحاث بعضها ببعض، وأطلقت على هذا المشروع (Arpanet) وكان اختراع الإنترنت نتيجة لهذا المشروع.

لذا اخترع بيرنزر شبكة الإنترنت أثناء عمله في معمل سويسرا، وتمَّ طرحها للجمهور عام 1991م. وقد قام أيضاً باختراع النظم الخاصة بالتعامل مع الإنترنت مثل المزوّد ونظام نقل النصوص ولغة كتابة صفحات الإنترنت، ومعرّف المواقع، حيث إنَّ مواقعَ الإنترنت هي عبارة عن برامج تتيح وتعرض المعلومات والبيانات، وهي أرقام في الأصل، ولكن يتم ترجمتها إلى كلمات التي من خلاها نبحث ونستكشف المعلومات والأمور الأخرى.

كما وقد تطورت شبكات الإنترنت في يومنا هذا، حيث وصل عددها إلى مليارات عديدة، ذات خدمات متعدّدة، منها المواقع العلمية، التي ساعدت على نشر العلم والمعرفة بين الناس، ونقل التجارب والأبحاث والكتب، والمواقع الإخبارية التي تعرف الناس بأخبار الدول وأوضاعها في جميع المجالات. ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان لها أثر كبير في نجاح ثورات الشعوب العربية، والتي أسهمت في نشر آراء وتجارب وأفكار تلك الشعوب التي وجدت مكاناً لتعبّر فيه عمَّا في داخلها بعد سنوات من معاناة تكميم الأفواه.
كما ويستطيع مستخدم الشبكة أن يشاهد الفيديوهات والمؤتمرات والاجتماعات مباشرة، وبذلك اختصر علينا الإنترنت الوقت والمسافات والجهد.