تابع سكان مختلف أرجاء العالم، مساء الأربعاء 14 رجب 1432هـ الموافق لـ 15 حزيران (يونيو)2011م، أوَّل خسوف كليّ للقمر خلال عام 2011م، والأطول خلال 11 عاماً؛ حيث استمر لنحو 100 دقيقة.
ويُعدُّ هذا الخسوف الكلي للقمر هو الأوَّل خلال العام الجاري، كما أنَّه الأطول منذ 16 يوليو/ تموز عام 2000، والذي استغرق، آنذاك، نحو 107 دقائق.
المصدر: مواقع إلكترونية
التعليق :
- إنَّ خسوف القمر آية من آيات الله سبحانه، أمرنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم باللجوء إلى الله عزَّ وجل بالصَّلاة والدّعاء إذا رأيناه، فقال : ((إنَّ الشَّمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما فصلّوا وادعوا حتّى يكشف ما بكم)). (رواه البخاري)، كما أنَّ خسوف القمر وكسوف الشمس آيتان للتخويف والإنذار، ففي صحيح البخاري قول الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم: ((إنَّ الشَّمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد، ولكن الله تعالى يخوِّف بهما عباده)). وذلك للرجوع إليه بالتوبة الصَّادقة والإقلاع عن عصيانه.
- حثَّنا ربّنا تبارك وتعالى بالنظر والتفكّر في آيات الله المبثوثة في الآفاق والأنفس فقال سبحانه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}. (البقرة :164). وقال تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ}. (يونس:6)، فالتفكّر في هذه الآيات يعمّق صلتنا ويزيد إيماننا بالله سبحانه.
- في هذه الآية دلالة التوحيد الصَّادق لله عزَّ وجل فهو الخالق البارئ المصوّر لهذا الكون الفسيح، وهو المتصرّف فيه وحده بقدرته وإرادته، كما أنَّ في الخسوف دعوة للتذكير بالموت وعذاب القبر وأهوال القيامة، وضرورة الاستعداد بالعبادة والعمل الصَّالح، فقد بوَّب الإمام مسلم في صحيحه باباً سمَّاه : (باب ذِكرِ عَذَاب الْقَبرِ فِي صَلاَةِ الخُسُوفِ).
- جدير بالذكر ..فإنَّ الخسوف يحدث عندما تقع الأرض بين القمر والشمس، الأمر الذي يؤدّي إلى حجب أشعة الشمس عن القمر، فيما يتحرَّك القمر في ظل الأرض، فإنَّ لونه يبدأ بالتغير، فيتحوَّل من اللون الرَّمادي إلى البرتقالي فالأحمر القاني.
ويؤكِّد خبراء الفلك أنَّ مشاهدة الخسوف لا تشكِّل أية مخاطر على النظر، وإنَّما يقتصر تأثيره على حركة المد والجزر في البحار والمحيطات، ممَّا يُنذر بارتفاع مستوى الأمواج، الأمر الذي قد يؤثر على حركة الملاحة وعمليات الصَّيد.