بدأ ظهور بعض المصنفات في تفسير القرآن وعلومه في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، حيث كان كتاب التفسير لعبد الله بن عباس(ت68هـ) من أوائل الكتب التي ألفت، وقد أملى ابن عباس تفسيره على تلاميذه في دروس متعددة، بجوار الكعبة، ونقله عنه تلميذه مجاهد بن جبر المكي(ت104هـ)(1) وفي القرن الثاني ظهرت كتب كثيرة في مختلف علوم القرآن، حيث أخذ العلماء يدونون ما وصل إليهم من علوم القرآن، فألف بعضهم في أسباب النّزول، وبعضهم في الناسخ والمنسوخ، وبعضهم في رسم المصاحف، وفضائل القرآن..
فمن هذه الكتب كتاب في هجاء المصاحف لابن عامر الشامي (ت118هـ)، وكتاب في قراءة أبي عمرو البصري(ت154هـ)، وكتاب معاني القرآن، وكتاب مقطوع القرآن وموصوله، وكتاب القراءات للكسائي الكوفيّ (ت189هـ)(2) وغيرها. وفي القرنين الثالث والرابع ألف العلماء مئات الكتب في مختلف العلوم، وكان نصيب علوم القرآن من ذلك وافراً، حيث أحصى ابن النديم حتى سنة(377هـ) وهي السنة التي ألف فيها كتابه (الفهرست) أكثر من (250) كتاباً في علوم القرآن(3)
ثم بدأ العلماء يؤلفون كتباً لا تقتصر على مبحث واحد، بل تحوي كثيراً من علوم القرآن، ومن أشهر الكتب التي اتبعت هذه الطريقة:
- الحاوي في علوم القرآن، لمحمد بن خلف المرزبان (ت309هـ).
- عجائب علوم القرآن لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري، وقد تكلم فيه عن فضائل القرآن، ونزوله على سبعة أحرف، وكتابة المصاحف، وعدد السور والآيات والكلمات، وتوجد من هذا الكتاب نسخة خطية في مكتبة بلدية الإسكندرية بمصر.
- البرهان في علوم القرآن لعلي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي النحوي المصري، وهو كتاب ضخم يقع في ثلاثين مجلداً، والموجود منه خمسة عشر مجلداً غير مرتبة ولا متعاقبة، من نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية (رقم 59 تفسير)، كما توجد نسخة أخرى من الكتاب في سبعة مجلدات مخطوطة، وهي من الأول إلى الخامس، والحادي عشر، وجزء آخر ناقص من أوله تحت رقم (517) تفسير.
وهذا الكتاب يعرض لبعض أنواع علوم القرآن من خلال التفسير، كالإعراب والوقف والابتداء، والقراءات والأحكام وغيرها.
- فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي
(ت597هـ).
- المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن، لابن الجوزي أيضاً.
- جمال القراء وكمال الإقراء، لأبي الحسن علم الدين السخاوي (ت643هـ).
- المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، لأبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي (ت665هـ).
- البرهان في علوم القرآن، لبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي(ت794هـ).
- مواقع العلوم من مواقع النجوم، لجلال الدين البلقيني (ت824هـ).
- التحبير في علوم التفسير، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت911هـ)، وقد ضمنه الأنواع التي ذكرها البلقيني في كتابه المذكور وأضاف إليها وزاد عليها.
- الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي أيضاً.
