أكدت الدكتورة سحر شقيدف مديرة مركز التفكير الإيجابي بالأردن أنَّ السعادة التي يهفو إليها الجميع ويبحث عنها في دنياه يمكن أن تتحقق بالإرادة الشخصية وبالتوازن بين الأركان الدينية والشخصية والصّحية والعائلية والاجتماعية والمهنية
ورصدت في حوار خصًّت به موقع " بصائر " الإلكتروني العديد من الخطوات التي يمكن من خلالها تحقيق معنى السعادة، فالي تفاصيل الحوار ..
• بصائر:بداية ما هو مفهوم السعادة ومتى يكون الشخص سعيداً ؟
شقيدف:
السَّعادة تكون في التوازن في أركان الحياة مع الرِّضا، ويكون الشَّخص سعيداً عندما يقرِّر من داخله أنَّ السَّعادة قرار شخصي ويخرج من دائرة تقييم الآخرين، فالهدف الأسمى هو سعادة الدَّارين.
• ما علاقة التوازن بالسَّعادة ؟
شقيدف:
التوازن في الحياة يشمل الأركان الدينية والشخصية والصِّحية والعائلية والاجتماعية والمهنية والمادية، ومن باب إعطاء حقّ لكلِّ ركن من هذه الأركان وتذوق حلاوتها علينا عدم الرّكون إلى ركن دنيوي أكثر من الآخر، وتكمن السَّعادة في هذا التوازن بتطبيق ما فُطر عليه الإنسان، فكلَّما خرج عن الخط شعر بالاضطراب ويكون الهدوء الدَّاخلي والإحساس بالرِّضا والسَّعادة في السَّير في الطريق المتزن، وإعطاء كلَّ ذي حقٍّ حقَّه .لا بد من ربط السعادة بالرِّضا الداخلي بعيداً عن تقييم الآخرين
• بصائر: ما هي الخطوات التي يجب أن يقوم بها الشَّخص في سيره نحو طريق السَّعادة ؟
شقيدف:
1- تحديد القيمة العليا التي تحرّك سلوك الشخص (الدوافع).
يكون التمرين العملي له أنَّ كلَّ سلوك سواء كنت موافقة عليه أو لم أوافق عليه، أسأل نفسي فعلت ذلك؟ حتَّى أصل للقيمة العليا، وهي التي يجب أن تكون إرضاء الله عزَّ وجل، ولو دخلت طريقاً رأيت أنَّ القيمة العليا فيه ليست لله والقيمة السلبية التي لا يوجد من ورائها إرضاء الله تعالى، إذن نعدِّل السلوك إلى سلوك مختلف له قيمة عليا .. ولا يحصل ذلك إلاَّ بالتدرّب وطول الممارسة .
2- تعديل القناعات :
تبدأ فكرة التغيير بالاطّلاع على خبرات مختلفة، إمَّا عن طريق صديق مقرَّب أو استشارة أهل التخصص، نصيحة موقع، دعاء مع الاستعداد الداخلي للتغيير . قد تصطدم الفكرة الجديدة بالاستنكار الدَّاخلي، ولكن هذه بداية الطريق، وهو رد فعل مقبول، لا نقف عنده ونكمل الطريق نحو السَّعادة بتغيير القناعات ؛ حيث مع تكرار الفكرة تصبح قناعة والمداومة على معايرة القناعات القديمة والإضافة عليها والتجديد مع جرعة من قبول النفس وقبول الآخرين باستخدام التأكيدات الداخلية وتكراراها .
• بصائر: وماذا تقصدين بالتأكيدات الإيجابية ؟
شقيدف: حديث النفس المتكرّر بلغة إيجابية تستخدم العبارة التي تعبِّر عن الوقت الحاضر والقناعة المراد التأكيد عليها ؛ مثل : أنا هادئة الأعصاب ، أنا متزنة.. مع الحرص على تجنب التسويف، والنفي في صياغة التأكيدات الإيجابية ما إن دخل الشك بأنَّ الهدوء ليس قناعة أكيدة داخلياً ولا تصرفاً لا إرادياً عند كلِّ موقف ومع ذلك نكرّر : أنا هادئة الأعصاب ، فالهدف من التكرار اكتساب المهارة حتى ولو كانت في أول الطريق .. والتأكيدات الايجابية تساعد في اكتساب هذه المهارة وتأكيدها ..
• بصائر: ما هي توصياتكم للسير في طريق السَّعادة ؟
شقيدف:
1- تحمّل مسؤولية الحياة الشخصية والمسؤولية الاجتماعية ودوام البحث عن حلول .
2- الافتراض في عدم الاتصال الناجح بين طرفين أن تكون لغة الاتصال غير مفهومة بينهما .
3- ربط السعادة بالرِّضا الداخلي بعيداً عن تقييم الآخرين .